ندى شاتيلا: وفاة حفيد مبارك نقطة تحول فى حياتى.. و7 يناير يوم حظى صحياً واجتماعياً

09:57 م | السبت 19 ديسمبر 2015

أساس العلاج العامل النفسى.. ومرضى خلانى عرفت قيمة الصحة والسعادة

حكاية فتاة شابة بدأت منذ عشر سنوات، وقتها لم تكن «ندى شاتيلا» تجاوزت الـ25 من عمرها، عندما علمت بإصابتها بأورام خبيثة فى الدم، توقفت حياتها 4 سنوات حتى استوعبت ما هى مقبلة عليه، فكرت ملياً فى كيف سيكون شكلها عندما يتساقط شعرها من العلاج الكيميائى، وهل سينتشر الورم فى جسدها بالكامل، أم ستكون ممن حالفهم الحظ وتنجو منه، من فتاة مريضة إلى محارِبة تلقى ندوات ومحاضرات فى كل أنحاء العالم، من قمة اليأس خلقت لنفسها أملاً وعاشت عليه سنوات حتى تحولت من مريضة إلى معالجة يستمع المرضى إلى كلماتها، فتتحول طاقاتهم السلبية إلى حب للحياة مرة أخرى، رحلة «ندى» ترويها لـ«أصحاب» فى الحوار التالى:

{long_qoute_1}

■ متى علمتِ بخبر إصابتك بالسرطان؟

- يوم 7 يناير لن أنساه، لاحظت أن بنطلونى ضاق عليا أوى فجأة، قلقت ورحت للدكتور وعملت سونار، وقال إن الطحال والكبد أكبر من المقاس بتاعك مرتين، وعملت تحليل دم وبعدها سافرت شرم الشيخ عادى جداً، رجعت طلبوا منى أعمل تحليل دم تانى، قالولى فى خطأ فى التحليل وده أكيد غلط من المعمل عندنا، محدش قالى على النتيجة، فطلبوا إنى آجى تانى، رحت عشان أجيب التحليل، الدكاترة بيسلموا ملفى لبعض ومحدش بيجاوبنى إيه النتيجة، لحد ما عرفت إنه سرطان الدم.

■ أوصفيلى إحساسك لما عرفتى بمرضك؟

- فى البداية تضايقت لفترة كبيرة، لكن بعدها أقنعت نفسى أن كل حاجة بتحصل خير أنا ممكن أكون ربنا ابتلانى بالمرض ده عشان أطلع اكلم الناس وأديهم طاقة أمل، واشتغلت على ده.

■ كيف استطعتِ تحويل نظرتك السلبية لحياتك إلى إيجابية؟

- أنا كنت عاملة زى الحصان اللى على عينيه غطاء مش مخليه شايف الصورة كاملة، الموضوع خد منى وقت كتير، وابتديت أزهق من نفسى، اكتشفت أن حزنى واعتبارى أن أستغفر الله ربنا ظلمنى مش هتجيب نتيجة، أنا ندمانة إنى ضيعت أربع سنين من عمرى زعلانة على نفسى، بدأت أفكر إنى لسة عايشة وبتحرك وإن أنا اللى لونت دنيتى بالأسود، أقنعت نفسى إن عندى حاجات مش عند حد، بقدر أتحرك وأخرج وأعيش أحسن من غيرى إزاى مستغلش ده لآخر يوم فى عمرى.

■ هل هناك أمثلة أو مواقف تعرضتِ لها جعلتك أكثر إيجابية؟

- وفاة حفيد الرئيس الأسبق «مبارك»، يمكن دى حاجة أول مرة أقولها للإعلام إن أثناء فترة موت محمد علاء، رحمه الله، وقتها سمعت جملة للشيخ خالد الجندى فى لقاء تليفزيونى بيتكلم عن الحدث ده، قال: «من حق أهل الحفيد يتضايقوا، بس مش من حقهم يسألوا ربنا ليه ولا يغضبوا، الدنيا دى مش جنة، ولازم تبقى واثق فى ربنا وتتقبل الوحش زى الخير، لأن فى الآخر هتعرف إنه خير»، لحظتها بكيت وقررت أعيش بجد.

■ كلمينا عن محاضراتك، وإزاى حققتى فيها نجاح ملحوظ؟

- فى البداية كنت مرعوبة جداً وخايفة وكنت شايفة إزاى أطلع أقول تفاصيل حياتى للناس كده، بس لما عرفت إن ناس كتير هتستفيد منه اتشجعت جداً، حسيت إن ممكن يكون ربنا جعلنى سبب إنى أوصل حكايتى لكل الناس عشان أساعدهم يعيشوا حياتهم صح وهو ده اللى بعمله دلوقتى، بعد نشر الفيديو اللى اتكلمت فيه على قصتى وتجربتى، الناس ابتدت تتعرف عليا، وتسلم عليا وتشكرنى إنى كنت فعلاً سبب فى تغير حياتهم. حاجة مؤثرة جداً وابتدى ناس يتواصلوا معايا ويحكولى مشاكلهم وطالبين مساعدة.

■ ما دورك الحالى تجاه مرضى السرطان؟

- بساعدهم بكورسات «لايف كوتشنج» من خلالها بساعد الناس نفسياً عن طريق الحكى والتشجيع أنهم إزاى يتغلبوا على مشاكلهم سواء كانوا مرضى أو غير مرضى، الموضوع جديد فى مصر لكن لما بيتعرف بيجيلى ناس كتير فى مكتبى، خصوصاً لما نزلت بعض الحلقات، وحالياً جهزت مجموعة من الكورسات لنشرها على «يوتيوب».

■ هل فى فئة سنية معينة هى الأكثر بحثاً عن كورسات لايف كوتشنج؟

- أغلبهم شباب بتجيلى لما تسمع عن حكايتى، وفيه ناس بتبقى مكتئبة ووصلت لمرحلة كره الحياة وده إحنا بنغيره خالص.

■ وماذا عن مرضى السرطان.. هل حكايتك فقط تؤثر على استجاباتهم؟

- بالطبع لا، فأساس العلاج هو العامل النفسى، بدليل أن ممكن اتنين يكون عندهم نفسى المرض وياخدوا نفس العلاج بس واحد يخف والتانى لأ، أهم حاجة العلاج النفسى، بجانب التفكير والتثقيف دوره مهم جداً أنك تقرا كتير وتمارس رياضة.

■ إيه أكبر درس اتعلمتيه من تجربتك؟

- مفيش بنى آدم ربنا خلقه إلا بسبب وهدف بيملك ميزة مش عند حد تانى بس لازم هو اللى يقدر يطلعها ويكتشفها بنفسه الناس كتير مش عارفة قيمة نفسها.

■ لو لم تمرى بفترة المرض كنتى هتشتغلى إيه؟

- أكيد كنت هعيش حياة عادية زى أى حد وأسافر وآجى وأروح، بس أكيد مكنتش هتعلم ولا هعرف اللى اتعلمته من مرضى ده، دلوقتى اتأكدت إن كان لازم ده يحصلى وأنا مبسوطة وباللى عرفته واللى اتغير فى شخصيتى، عرفت قيمة الصحة وقيمة السعادة وقيمة إن ربنا يديك هدية وإنك تعيش كل يوم.

■ كنتِ متوقعة رد فعل الناس على حكايتك؟

- مكنتش متوقعة رد فعل الناس وأنها هتتأثر بيا جداً، وناس كتير بتقبلنى معرفهاش بتحيكيلى وبتبقى عايزة تفضفض معايا، ممكن يجيلى 200 رسالة فى اليوم شكر، وعلى الجانب الآخر فى ناس هاجمتنى فى السعودية وكفّرتنى وأحلت دمى لإنى بتكلم عن الحياة فى محاضراتى أكتر من الدين.

■ هل تعافيتِ تماماً؟

- الحمد لله بنسبة 95%.

■ هل تحول يوم 7 يناير من أسوأ يوم إلى بداية جديدة؟

- أكيد، رغم إن حصل لى فيه عدة أحداث، هو كان أول يوم عرفت فيه بطبيعة مرضى، وفى نفس اليوم بعد سنين عرفت إنى خفيت، بس فى نفس اليوم برضه تطلقت من زوجى، كله فى النهاية خير.