صراع العواجيز.. هل تكتب الأزمة بين "إخوان مصر" والتنظيم الدولي نهاية الجماعة؟

كتب: دينا عبدالخالق

صراع العواجيز.. هل تكتب الأزمة بين "إخوان مصر" والتنظيم الدولي نهاية الجماعة؟

صراع العواجيز.. هل تكتب الأزمة بين "إخوان مصر" والتنظيم الدولي نهاية الجماعة؟

بعد مضي نحو عامين على إزاحة نظام "الإخوان" عن حكم مصر، وما أعقبه من انشقاقات وخلافات، تشهد الجماعة أزمة جديدة تختلف عن كل ما سبق، وتعتبر الأقوى، حيث بدأت الأزمة الأسبوع الماضي، حين قررت إدارة التنظيم في الخارج إقالة المتحدث الرسمي للجماعة محمد منتصر من مهمته، المعين من جانب المكتب في مصر، وتكليف طلعت فهمي المقيم في تركيا؛ نظرًا لتصريحات الأول التي تتبنى فكرة العنف والصراع المسلح ضد الدولة.

لم يقبل منتصر القرار؛ بحجة أن جماعة "الإخوان" لن تدار من خارج البلاد، ودعمته الجماعة بمصر، وأعقبه عدد من البيانات من الطرفين، حيث يؤيد التنظيم الداخلي فكرة العنف والجهاد المسلح لإسقاط النظام، وهو الأمر الذي ترفضه القيادات الموجودة في الخارج؛ خوفًا من ردود فعل الغرب غير المحسوبة تجاههم، ما نتج عنه خلاف حاد أسماه البعض بـ"صراع العواجيز".

أثارت الأزمة، بعض الشكوك حول نهاية الجماعة، وهو الأمر الذي لم يوافق عليه الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة "الإخوان"، حيث أكد أن الجماعة انتهت بانتهاء حكم المعزول محمد مرسي لمصر، مشيرًا إلى أن الاختلاف الحالي، نتيجة توجهات واستراتيجيات تؤكد انتهائهم في البلاد، واصفًا التنظيم الدولي بـ"التنسيق"، حيث يتولى مهمة تنظيم القرارات بين مكاتب الجماعة في مختلف البلدان فقط.

وتابع الهلباوي، لـ"الوطن": "هناك قسم في الجماعة، يمارس العنف ويؤمن به بشكل قوي، بينما الآخر يرفض الاعتراف بذلك، ما يسمح بتوليد انشقاقات كثيرة ومدمرة داخل الكتلة الإخوانية بأكملها".

ولم يختلف رأي نبيل نعيم، الجهادي السابق، والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عن رأي الهلباوي، حيث قال إن الأزمة لن تكتب نهاية التنظيم، وإنما ستخلق انشقاقات داخلية كبيرة، ما يجعل الأزمة هي أقوى رابع أزمة في تاريخ جماعة "الإخوان"، بعد أزمة النقراشي، وحادث المنشية، وحادث سيد قطب.

وأضاف نعيم، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن الاستعانة بعدد من الوسطاء لحل الأزمة بين قيادات جماعة "الإخوان" والشباب، بينهم راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، وأكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون للدول الإسلامية الأسبق، والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور إبراهيم الزعفراني القيادي الإخواني المنشق، غير مقبولة، ولن تنهي الأزمة، بل ستزيدها سوءًا، حيث إن القرضاوي غير مرغوب فيه بين أعضاء الإخوان.

وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الخلافات تأتي نتيجة فشل قيادات التنظيم، وعدم طرح حلول بديلة جيدة لاحتواء الأزمات، مرجحًا أنه إذا نفذت الحكومة قراراتها ضد قيادات الإخوان، ستولد أزمة قوية ضخمة، بينما إذا خففت منها ستضعف من الخلاف.

من جانبه، أوضح الدكتور يسري العزباوي، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الأزمة ستولد خلافات ضخمة مستقبلية بين التنظيم الدولي والجماعة في مصر، كون التنظيم يريد خلق مساحة أكبر له للتدخل في البلاد، فضلًا عن أن الضربات للتنظيم زادت الخلافات، إضافة إلى تدخل قطر وتركيا، مؤكدًا أن ما سيحدث هو نوع من تسكين الأزمات، لكنها ستظل موجودة لتنفجر بين الحين والآخر.


مواضيع متعلقة