4 أسباب لاتفاق التطبيع بين تركيا وإسرائيل.. أنقرة "مصلحتك أولا"

كتب: محمد الليثي

4 أسباب لاتفاق التطبيع بين تركيا وإسرائيل.. أنقرة "مصلحتك أولا"

4 أسباب لاتفاق التطبيع بين تركيا وإسرائيل.. أنقرة "مصلحتك أولا"

أعلنت تركيا، إتمام التطبيع مع الكيان الصهيوني "إسرائيل"، أمس، في اتفاق مصالحة ضم العديد من البنود، تضمن تخلي تركيا عن حركة "حماس" الفلسطينية، بطرد أحد قادتها، وتخليها عن القضايا المرفوعة ضد قادة إسرائيليين، بشأن الهجوم على أسطول "مرمرة" التركي، وعودة العلاقات الدبلوماسية مرة أخرى، بإعادة السفراء في البلدين.

لم يكن قرار التطبيع بين تركيا وإسرائيل مفاجئ، بل سبقه عدة شواهد دلت على سعي الطرفان إلى عودة العلاقات مرة أخرى بصورة رسمية، رغم أن هناك العديد من المجالات لم تنقطع العلاقات فيها، مثل العلاقات العسكرية بين البلدين، حيث أفادت تقارير إسرائيلية بعد حادث سقوط الطائرة الحربية الروسية "سوخوي 24"، بأن المسؤول عن صيانة الطائرات بسلاح الجو التركي هيّ إسرائيل، وفقًا لاتفاقيات سابقة، فإن التقنيات التي استخدمت لإسقاط الطائرة، هي بالأساس تقنيات إسرائيلية.

وترصد "الوطن"، الأسباب التي أدت إلى عقد اتفاق التصالح بين الطرفين:

{long_qoute_1}

- تلقت "تل أبيب" صدمة كبيرة باكتشاف حقل الغاز المصري "زُهر" قبالة سواحل البحر المتوسط، حيث إن مصر كانت مضطرة لاستيراد الغاز من إسرائيل، حتى ظهر الحقل المصري ودمر آمال تل أبيب في بيع الغاز للقاهرة، ما دفع إسرائيل إلى شراء كميات من الغاز، المفترض استخراجه من شرق المتوسط.

لم تجد "تل أبيب" مشتريًا للغاز إلا تركيا، التي تعتمد صناعتها على الغاز الطبيعي، فسعت تل أبيب للتقرب إلى أنقرة، باتفاق مصالحة لتطبيع العلاقات مرة أخرى، يتم في إطاره مناقشة التعاون في مجال الغاز الطبيعي، وفقًا لما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

{long_qoute_2}

- أدى حادث إسقاط الطائرة الروسية من قبل سلاح الجو التركي، إلى توتر كبير بين موسكو وأنقرة، بعد أن أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حزمة من العقوبات الاقتصادية على تركيا، أتت في ظل العلاقات التجارية بين البلدين، ما أدى إلى توتر تركي تجاه قطع الغاز الروسي في مرحلة مقبلة، لتسعى تركيا إلى العثور على مصدر للغاز الطبيعي بدلًا من الغاز الروسي، لتجد في إسرائيل الحل المثالي لها.

{long_qoute_3}

- سعى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إكمال مشروع الغاز الطبيعي الخاص به، الذي كان يعتمد على مصر كمشتر له، إلا أن اكتشاف الحقل المصري، دفعه لاختيار تركيا بديلًا لمصر، لعدم إحراجه أمام الجمهور الإسرائيلي، بخاصة وأن هناك العديد من المعارضين لهذا المشروع، وبالفعل، اعتمد رئيس الحكومة الإسرائيلي مخططه للغاز الطبيعي، الذي ستسلكه إسرائيل الفترة المقبلة.

 

4- إكمال التحالف الرباعي في المنطقة "تركيا - قطر - إيران - إسرائيل"

يقول الدكتور منصور عبدالوهاب، أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس: "رغم وجود بعض الشوائب في علاقات دول مثل (إسرائيل، إيران، تركيا، وقطر)، إلا أن هناك حلف مصالح لكل الأطراف"، مشيرًا إلى أن الاتفاق يأتي في إطار ما أسماه "حلف المصالح".

وأضاف عبدالوهاب، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "إسرائيل منذ البداية لها علاقات قوية للغاية مع تركيا، سواء على المستوى الاستخباري، العسكري، الاستراتيجي، الاقتصادي، والسياحي، ودائمًا هناك تنسيقات بين إسرائيل وتركيا فيما يخص الشرق الأوسط".

وتابع أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس: "من ناحية أخرى، إسرائيل لم تقطع علاقتها بروسيا، لكنها تريد استغلال أي علاقة بين دولتين لتحقيق مصالحها"، لافتًا إلى أن المصالح وصلت بين البلدين للصناعة العسكرية، مؤكدًا: "هناك برنامج شراكة للتصنيع العسكري بين أنقرة وتل أبيب، بعلم وإشراف الولايات المتحدة الأمريكية".

وأكد عبدالوهاب، أن إسرائيل ستحل المشاكل التي ستواجهها تركيا الفترة المقبلة، بسبب تدهور العلاقات مع روسيا، حيث تمدها بالمحاصيل اللازمة وغيره.

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نشرت مبادئ الاتفاق وفقًا لما صرح به مسؤول إسرائيلي، وهي:

1- تدفع إسرائيل لتركيا تعويضات بقيمة 20 مليون دولار لأسر ضحايا ومصابي أسطول "مرمرة" التركي.

2- استئناف العلاقات بين أنقرة وتل أبيب وإعادة السفراء.

3- يلتزم البرلمان التركي بإسقاط كل الدعاوى القضائية ضد الضباط والجنود الإسرائيليين في حادث أسطول "مرمرة".

4- طرد القيادي الحمساوي صالح العاروري، من تركيا.

5- تحجيم أنشطة حماس في تركيا بشكل كامل.

وأضافت "هآرتس"، أن تركيا وإسرائيل، ستناقشان بعد التوقيع النهائي على الاتفاق، التعاون في مجال الغاز الطبيعي، حيث تشتري تركيا الغاز من الحقول الإسرائيلية في البحر المتوسط.


مواضيع متعلقة