انقراض لغة الضاد هذا القرن.. وعلماء: "العربية" مهددة بالاختفاء "كلغة حية"

كتب: حسن معروف وماريان سعيد

انقراض لغة الضاد هذا القرن.. وعلماء: "العربية" مهددة بالاختفاء "كلغة حية"

انقراض لغة الضاد هذا القرن.. وعلماء: "العربية" مهددة بالاختفاء "كلغة حية"

خرجت منظمة يونسكو عام 2007، بـ"فتوى غريبة"، تقول فيها إن "3000 لغة تموت هذا القرن ومنها العربية"، حيث نظم المجلس العربي للطفولة والتنمية مؤتمراً عالمياً، عن "لغة الطفل العربي في عصر العولمة"، بمقر جامعة الدول العربية، في فبراير 2007، شارك فيه أكثر من 500 باحث، من 19 دولة عربية، لتدارس كيفية تنمية اللغة العربية لدى الأطفال، بحسب بيان الدكتور محمود كامل الناقة عضو اللجنة العلمية للمؤتمر آنذاك.

ونقل الدكتور علي القاسمي، الكاتب العراقي، وقائع المؤتمر في مقال عنون بـ"انقراض اللغة العربية خلال القَرن الحالي"، خاصة وسط سياسات الدول العربية التي "تحقّق نجاحاً باهراً في القضاء على اللغة العربية" حسب وصفه؛ ليناقش فيه عدة محاور أهما "العربية ليست مقدّسة، ولم يضمن الله حفظها" خاصة بعد بحث الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، الذي أوضح أن "القرآن الكريم لا يشتمل على جميع اللغة العربية من جذورٍ وتراكيبَ ومعانٍ، وإنما على نسبة ضئيلة منها (أقل من 30% من الجذور العربية، مثلاً) وأن تلك النسبة الصغيرة في سياقاتها ودلالاتها المحددة هي التي تستمد قدسيتها من القرآن الكريم، وأمّا غالبية اللغة العربية، فليست مقدّسة، ولهذا فهي عرضة للتغيير ، وطبعاً للانقراض كذلك".

"3000 لغة تموت هذا القرن، ومنها العربية، تصريح صادم لليونسكو، يجعل منا أمة وحضارة مهددة بالذوبان في الأمم الأخرى، وهو ما يعترض عليه، الدكتور تامر فايز مدرس الأدب الحديث والمقارن، ومدرس اللغة العربية لغير الناطقين بها، على زعم "موت اللغة العربية"، قائلا: "اللغة العربية لها ما يمكنها في الأرض أبد الدهر" حيث تحاط بمجموعة من العناصر والمقاومات التي تسهم –بجلاء- في ديمومتها، خاصة لارتباطها بالدين الإسلامي؛ إذ يزاد انتشارها يوما بعد يوم، بازدياد الراغبين في التعرف على الإسلام والمسلمين.

وتابع فايز، في تصريحات لـ"الوطن": "يلاحظ لمن يتابع حالتي الرواج والإقبال الشديدين على تعلم اللغة العربية من قبل الناطقين بغيرها، أن ثمة ازديادا ملحوظا في أعداد وجنسيات من يرحلون خصيصا من بلدانهم إلى البلدان العربية والإسلامية، راغبين خصيصا في دراسة اللغة العربية وعلومها، وآدابها المتنوعة، كما أن الظروف السياسية والاجتماعية، التي تمر بها بلدان العالم إنما تدفع بشكل أو بآخر إلى إحداث حالة من الشيوع للغة العربية، لا سيما في إطار رغبة العديد من الشعوب التعرف على العرب وعلى لغتهم، في وقت تصدر فيه العرب الكثير من الأوساط، بتنوع أشكالها واختلاف توجهاتها".

ورفض مدرس الأدب الحديث والمقارن، المبررات القائلة بـ"موت اللغة"، مشيرا إلى أنها "لم ولا ولن تسهم بشكل أو بآخر في خفض انتشار هذه اللغة العريقة".

وأكد فايز أن "الاعتراف باللغة العربية في الأمم المتحدة خلق مشروعية، وتجذيرها في غير مواطنها الأصلية، فضلا عن خلق حالة من حالات القناعة لدى الكثيرين بأهمية هذه اللغة وضرورة ازدياد الوعي بها".

كما أكد الأستاذ الدكتور أحمد درويش أستاذ الدراسات العليا في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، الأهمية العملية للاعتراف باللغة العربية كلغة عالمية، لتسهيل التعامل الرسمي بها في المنظمات الدولية، كما يسجل اعتراف ضمني بأهمية المتكلمين بها ومكانتهم الدولية، مشيرا إلى أن الاعتراف بها كان في عام 1973، في أعقاب انتصارات العرب في حرب أكتوبر، ما دعا الأمم المتحدة للاعتراف بأن اللغة العربية تستحق أن تكون اللغة السادسة على مستوى العالم؛ للتعامل بها في الوثائق السرية.

وأكد درويش في تصريح لـ"الوطن" خطورة التهديدات التي تواجه العربية، وزعم "موتها"، مبرزا الفارق بين "اللغة الدينية" و"اللغة الحية" من وجهة نظره، بقوله "القرآن خير حافظ للغة العربية كلغة دينية مستخدمة، فإن لم ننجح في المحافظة عليها كلغة حية، سنتعامل بها مثل أفغانستان، باكستان وغيرها من الدول المسلمة غير الناطقة بالعربية"، أي في الشعائر الدينية فقط، والمساجد الكبرى.

وأشار إلى أن "اللغات الحية هي لغات علم وفكر وتعليم واتصال، وكل هذه الظواهر مهددة بالفناء، إن لم يستطع متكلموها الحفاظ عليها وتطويرها".

وردا على ما يتم تداوله بأن اللهجة العامية تهدد اللغة العربية الفصحى، قال درويش، إن العامية في ذاتها ليست تهديدا للفصحى، بل هي "جزء من الفصحى"، كما أن استخدام الفصحى ليس بقرار، وإنما شبه العامية بـ"ملابس البيت" والفصحى بـ"الملابس الرسمية"، فلا يصح التعامل خارج المنزل بالعامية مشيرا إلى "خطورة إهمال الفصحى في مواقع التواصل الاجتماعي والكتب".


مواضيع متعلقة