جراكن وخرطوم: بنزينة الغلابة فى «المنوات»

10:08 م | الثلاثاء 15 ديسمبر 2015

جراكن كبيرة وصغيرة وخرطوم وأقماع للتعبئة، أدوات بدائية لتعبئة البنزين لجأ إليها بعض أهالى المنوات بالجيزة، كمصدر رزق لهم، ويتردد عليهم أصحاب التكاتك وبعض قائدى السيارات، فهى بالنسبة لهم أسهل وأقرب بدلاً من الخروج بعيداً عن منطقة «المنوات»، للوصول إلى أقرب بنزينة. {left_qoute_1}

«لو مفيش جراكن بنزين قدام البيوت هنا أنا واللى زى حالاتى مش هناكل عيش»، قالها «مزيكا»، سائق «توك توك»، مؤكداً أنها الأقرب له، ويقوم بتفويل التوك توك من الجراكن.

يؤكد «مزيكا» أن وجود «بنزينة» فى المنطقة سيسهّل عليه الكثير، وعدم وجودها يضره، حيث إن لتر البنزين الذى يساوى 1٫75 قرش بمحطات البنزين قد يشتريه من الأهالى بـ2٫25، ولكنه بالرغم من ذلك يتعاطف مع بائعى الجراكن، مؤكداً أنهم يقدمون خدمة له، وهم «غلابة»، يصرفون من ذلك على أولادهم.

ينتقل «مزيكا»، بالتوك توك، متجهاً إلى «أم مصطفى»، التى تبيع جراكن البنزين: «يعنى مثلاً أم مصطفى دى ست غلبانة، بتروح كل يوم تشترى البنزين بالغالى وتيجى تبيعه هنا، بتسترزق هى وعيالها، ولو هى مش موجودة أنا هتسحل».

جراكن جاز، بنزين 80، وجركن صغير ممتلئ ببنزين 92، هو ما تبيعه، كغيرها من أهالى المنطقة، وتؤكد «أم مصطفى» أنها مسئولة عن بيت وتنفق على ثلاثة أطفال، تؤدى دور الأب والأم معاً، ولا وسيلة أخرى للرزق إلا بيع البنزين: «دوّرت على شغلانة تقضّى مصاريف ولادى اللى فى الجامعة والثانوية، مش لاقية، مع إننى واخدة دبلوم تجارة من سنة 90، مالقتش وظيفة، وداخلة على 43 سنة، مين يشغلنى دلوقتى؟ وماعرفش أصرف على عيالى غير من البنزين»، مؤكدة أن المنطقة بأكملها لا توجد بها إلا بنزينة واحدة وتم إغلاقها منذ فترة طويلة.