من العدوان الثلاثى إلى الطائرة الروسية: كله اتغير إلا «الرفا»

10:16 م | السبت 12 ديسمبر 2015

عندما كان عمره 7 سنوات، كان يجلس بجانب والده فى مصنع النول الصغير الذى يمتلكه فى منطقة جاردن سيتى، يبدو التأثر على وجهه وهو يستمع إلى حكايات الراديو عن صمود أهل بورسعيد والقوات المصرية أمام العدوان الثلاثى، بينما تعمل يده الصغيرة على «رف» أحد السجاجيد. ورغم مرور 59 عاماً على هذا الموقف، فإن سيد عبدالسلام، يشعر أنه يعيش نفس الأحداث مرة أخرى وهو جالس فى محله يستمع إلى الراديو وهو يذيع أحداث سقوط الطائرة الروسية والانتقادات التى وجهها العالم لمصر.

«كأن الزمن مااتغيرش»، قالها «سيد» أقدم رفا ملابس وسجاد فى جاردن سيتى، مشيراً إلى المحل الصغير الذى لا تتجاوز مساحته «متر x متر» ويقول إنه كان شاهداً على إمبراطورية والده الصغيرة من مصنع نول لإصلاح السجاد، وفى الوقت نفسه كان شاهداً على الدولة بنهضتها الصناعية: «للأسف مهنتنا زيها زى النهضة اللى كانت موجودة فى مصر فى الستينات بتنقرض، مع إنى بحبها زى عينيّا ولا عمرى أسيبها مهما حصل».

تدرج الرجل الستينى فى المناصب حتى شغل منصب مدير عام بهيئة الآثار إلا أنه صمم على العمل فى مهنة «الرفا» بجانب الوظيفة الحكومية التى يشغلها فى المتحف المصرى: «رغم إنى اشتغلت مع الوزرا شخصياً، إلا أنى مااقدرش أسيب الشغلانة اللى كبرت عليها، ومش بتكسف أبداً منها».

لا ينكر «سيد» أن المهنة التى بدأها وعمره 5 سنوات تغيرت كثيراً، قديماً كانت خامات الأقمشة المستخدمة فى تصليح الملابس متينة، أفضل مقارنة بخامات الأقمشة الموجودة حالياً ومعظمها مصنوع من البوليستر، ما يجعل التصليحات التى يقوم بها أحياناً بلا قيمة لأنه لا يمكن إخفاؤها، أما بالنسبة للسجاد فمن خلال المصنع الذى كانوا يملكونه كانوا يعيدون استكمال النقوش على السجاد المتآكل.