«جابر» متحسراً على مهنة الصيد: «الشبكة بتطلَّع زبالة»

كتب: هبة وهدان

«جابر» متحسراً على مهنة الصيد: «الشبكة بتطلَّع زبالة»

«جابر» متحسراً على مهنة الصيد: «الشبكة بتطلَّع زبالة»

رحلة شقاء ممزوجة برضا عاشها جابر محمد الصاوى أشهر صيادى مدينة المنصورة، فخلال 50 عاماً لم يعرف الرجل الستينى مهنة سوى الصيد، ورثه عن والده، حتى عرفه عشاق الكورنيش ومريدوه بـ«جابر المسكين»، مع دقات الخامسة صباحاً اعتاد «جابر» أن يحمل شبكته ليلقيها فى «الفلوكة» ليبحر فى المياه بحثاً عن رزقه حتى وإن لم يأت، يعود لزوجته وأبنائه الخمسة بخفىّ حنين. «الصيد عامل زى البطيخ مرة فيه ومرة مفيش ومرة تالتة بيطلع فى الشبك زبالة»، قالها بابتسامة لا تفارق وجهه طوال اليوم، فرغم المهنة التى لا تحقق له دخلاً يكفيه، فإنه لم يفكر يوماً فى البحث عن مهنة بديلة: «ساعات كانت الدنيا بتضيق عليا ما هو اللى عنده 5 عيال زيى عاوز مصاريف تكفيهم وأنا كل اللى بيطلعلى 30 أو 40 جنيه فى اليوم، وبردو مافكرتش أسيب النيل». وجوده يومياً مع والده وهو طفل أثناء الصيد حببه فى هذه المهنة، وهو ما جعله يكرر الأمر نفسه مع أولاده، فكثيراً ما يصطحب أولاده وزوجته من مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ مسقط رأسه، ليستقر فى المنصورة، رغم أن بحيرة البرلس غنية بالأسماك ويقصدها التجار من كل صوب وحدب للشراء من صياديها: «الفلوس مش كل حاجة، أهم حاجة راحة البال، وأنا وولادى مرتاحين هنا حتى لو دخلنا 30 جنيه».

القمامة التى تملأ المياه والحيوانات هما أكثر ما يزعج الرجل الستينى، الذى يرى أن نيل المنصورة تغير عن ذى قبل، حتى إن «فلوكته» ترتطم يومياً بمهملات وزيوت ناتجة عن المراكب النيلية المستحدثة فى النيل: «لما بخرج على الشط الناس بتلاقينى بنزل زبالة وكمان سمك، فبيسألونى انت بتصطاد سمك ولا زبالة يا عم جابر يا مسكين».

 


مواضيع متعلقة