بالصور| "نجع شيبانة" في سيناء.. تحدت الإرهاب بـ"الكتاب" واكتفت ذاتيا بـ"تربية الأغنام"

12:06 م | السبت 12 ديسمبر 2015

على بعد 6 كيلومترات فقط من الحدود الفلسطينية، وفي قلب الرمال، يعيش أهالي قرية "نجع شيبانة" في آخر الركن الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سينا، متحدين الإرهاب، بـ"كتاب"، و"ضحكة"، فرغم كل ما يشيع عنهم أدى لوصمهم بـ"الإرهاب"، استطاعوا أن يجعلوا من قريتهم، "مكانا أفضل".

أصوات الطائرات والدانات والمعارك التي تنشب بين التكفيريين والجيش، وتضرر المرافق الحيوية بالمنطقة، لم يستسلموا أمامها، إنما اعتمدوا على أنفسهم لا الدولة، في عمل مشروعات تعليمية خدمية وفكرية، وهي بالفعل مشروعات حققت نجاحًا كبيرًا، حسب الدكتورة أمل نصرالله أستاذ اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة سيناء.

وتقول نصرالله، إن "الكٌتًاب".. هو أحد أهم المشروعات التي اعتمدها أهالي قرية نجع شيبانة، في ظل الظروف الأمنية الصعبة، وفي مواجهة اقتصادية لتشيد المشروع لم يتواكل الأهالي على الدولة، إنما عزموا عمل مشروعا آخر للإنفاق عليه، وهو "تربية الأغنام".

"الشاطرة تغزل برجل حمار"، مثل شعبي مصري، أجاد الأهالي تنفيذه، حيث عملوا في حرفة "تربية الأغنام"، للإنفاق على مشروع "الكتاب" من حيث توفير الكتب، والكراسات، وراتب المعلمين.

كما يساهم المشروع، في توفير الألبان الصناعية للأطفال الرضع، و الأهم من ذلك، توفير فرص عمل للكثير من الشباب الذي كان من الممكن أن ينجرفوا إلى الأعمال الخارجة على القانون، حسب نصر الله.

وتوضح نصر الله، أن لدى أهل قرية نجع شيبانة، مشروع فكري "مبهر"، يقوم على نبذ الجماعات والفكر المتطرف، وهم لا يطلبون الكثير لمجتمعهم الصغير، فكل ما يحتاجونه، الدعم النفسي، والمعنوي من خلال الزيارات، وإشعار الأطفال أن هناك في هذا العالم من يحبهم ويهتم لأمرهم، ثم الدعم المادي لتوفير مستلزمات الكُتًاب من كتب و أوراق وأقلام و سبورات وأجهزة كمبيوتر أيضًا.

وتشير نصرالله، إلى ضرورة تدريب مجموعة من فتيات القرية على الإسعافات الأولية، وخصوصا المرتبطة بالولادة، نظرًا لأن الظروف الأمنية الحالية تحول بين وصول السيدات إلى المستشفيات خصوصًا في وقت الحظر ليلا مما أدى إلى حدوث الكثير من المآسي، وتوفير سوق لعرض المنتجات اليدوية التي تنتجها سيدات، و فتيات القرية، والتي تتمثل في الشغل بالخرز و التطريز، وهي طلبات في مجلمها بسيطة، لكنها بالنسبة لهم حياة.

وحرصت نصرالله، على توثق المعاناة التي يعيشها أهل القرية وأطفالها، عبر نشرها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فهي أمانة حلمها لها أهالي "نجع شبانة" كما تقول.