فسحة طلاب «بولاق الدكرور».. سباق موتوسيكلات

11:14 م | الجمعة 11 ديسمبر 2015

ما إن ينتهى اليوم الدراسى، حتى ينطلق الطلاب مسرعين خارج أسوار المدرسة، فيستقل كل منهم دراجة بخارية «موتوسيكل» استأجره من محل قريب، ليبدأ فى استعراض مهارته فى شوارع بولاق الدكرور، وكلما ازدادت سرعته، انبهر أصدقاؤه بإمكانياته، لتزداد المنافسة، ويزداد معها الخطر. {left_qoute_1}

جنيه واحد لـ«اللفة»، هو ما ارتضاه الطلاب فى مقابل استئجار «الموتوسيكل» للحظات محدودة، بعضهم يقضيها فى سعادة ومرح، بينما البعض الآخر يسقط أرضاً، ويصاب بكدمات، ناتجة عن القيادة بجهل، ومع ذلك يكرر المحاولة، وكأنه أدمن الإحساس بالخطر.

«لو واحد داس فرامل وهو بيجرى هيقع يتعور، وممكن إيده تتكسر، لكن العيال هنا بتحب تلعب بالموتوسيكل»، يقولها «أشرف أنور»، طالب بالصف الأول الإعدادى، أثناء لعبه مع أصدقائه فى الشارع.

«بحب أركب الموتوسيكل أوى.. ده متعة»، يقولها «مصطفى»، طالب فى المرحلة الإعدادية، وهو يقود «الموتوسيكل»، ويستعرض مهاراته أمام زملائه، فتأخذه الحماسة، ويؤكد أنه تعلم القيادة بمفرده، وأنه الأسرع بين أصحابه، لتعلو ضحكات أصحابه، ويقاطعونه بصوت مرتفع: «هتحوّر يا مصطفى يا بصلة، ده أنت كداب، ده إحنا اللى علمناك السواقة». وهنا يبدأ التحدى ويدخلوا فى سباق يوضح الأصدق بينهم.

«حسين محمد»، طالب فى نفس المرحلة الدراسية، يرى أنه لا يوجد سبب مقنع يجعلهم يمتنعون عن ركوب «الموتوسيكل» وسط السيارات والمارة فى بولاق الدكرور، كما لا يوجد شخص بمقدوره منعهم من ممارسة العادة المحببة لقلوبهم. تحت أى اعتبار، خاصة أنه لا توجد أى أنشطة رياضية أو ترفيهية فى المدرسة، وبالتالى من حقهم أن يلعبوا المتاح أمامهم. المدرسة مفيهاش أى حاجة. مرة جابوا عرضتين لكرة القدم، وشالوهم على طول، مبنلعبش حتى فى الفسحة، عشان كده بنلعب بمعرفتنا بره المدرسة»، يقولها «حسين محمد»، وهو يجرى وراء أصدقائه.

أما الطالب «محمد ضاحى»، فيؤكد أنهم يمتلكون طاقة كبيرة يخرجونها باللعب بـ«الموتوسيكل» والجرى وراء بعضهم بعضاً، ولعب مباريات تنس الطاولة والبلياردو، مقابل جنيه أيضاً لأى لعبة بينهم.

«أنا شفت بعينى اللى رجله اتكسرت واللى اتعور فى وشه، وكمان واحد صاحبى فى 3 إعدادى مات.. اسمه محمد سيد كمال»، يقولها «فهد ناصر»، وهو يقود «الموتوسيكل»؛ غير واعٍ لما يقوله، مؤكداً أن معظم أصدقائه، يجمعهم حب المخاطرة، ويشجعون بعضهم بعضاً على سباق «الموتوسيكلات»، فيتسابقون ويستعرضون مهاراتهم فى فن القيادة مهما كلفهم الأمر.