بائع الشاى والقهوة بـ«ملهى الصياد».. والمؤهل «بكالوريوس سياحة»
بائع الشاى والقهوة بـ«ملهى الصياد».. والمؤهل «بكالوريوس سياحة»
إسلام حمدى
إسلام حمدى.. واحد من الشباب، دفع حياته نتيجة جريمة لم يشارك فيها وخطأ لم يرتكبه.. جريمته أنه كان يبحث عن لقمة عيش يمكن من خلالها أن ينفق على والديه وباقى أفراد أسرته.. الخطأ أنه عندما اشتعلت النيران فى الملهى الليلى وامتلأ المكان بالأدخنة لم يجد منفذاً واحداً للخروج.
استأجر «متر فى متر» بـ50 جنيهاً يومياً لينفق على أسرته
«إسلام».. شاب من أبناء حى إمبابة المكتظ بسكانه، لا يبعد كثيراً منزله عن مكان عمله فى الملهى الليلى بالعجوزة، ظروفه قادته إلى هناك.. لقمة العيش والبحث عن أموال تكفى للمياه والكهرباء والطعام جعلته يذهب ولا يتردد.. إنه يقدم «شاى وقهوة» للزبائن، كان «إسلام» باراً بوالديه لأبعد الحدود لدرجة جعلته يفضل أبويه عن زواجه من محبوبته.. رفض الزواج وقرر أن تكون أمواله كلها لوالديه.. ترك خطيبته مضطراً لتوفير النفقات والإنفاق على أسرته. الأب هو عم حمدى، الرجل السبعينى الذى يعانى من أمراض، بعد أن جار عليه الزمن وأهلكته الأيام وأرهق فى تربية أبنائه، فلديه «أدهم» و«إسلام»، الذى توفى فى الحادث مختنقاً داخل البار.
عم حمدى قال لـ«الوطن»: «ابنى مات.. شقا عمرى كله ضاع.. فين حقه؟.. ومين هيعوضنى عنه؟». وأضاف: «ده بكالوريوس سياحة وفنادق ولم يجد عملاً مناسباً وفى الآخر استأجر (متر فى متر) بـ50 جنيهاً فى اليوم داخل هذا البار المشئوم لكى يبيع بداخله شاى ومشروبات ساخنة وكان كل ما ربنا يكرمه يرمى الفلوس تحت إيدى ويقول لى دول مصاريف علاجك يا ابويا انت وأمى.. وكان باراً بنا لم يغضبنا يوماً لا أنا ولا أمه».