بنى سويف: الموت على نفقة الدولة.. والصحة: «على قد الإمكانيات»

كتب: عمرو رجب

بنى سويف: الموت على نفقة الدولة.. والصحة: «على قد الإمكانيات»

بنى سويف: الموت على نفقة الدولة.. والصحة: «على قد الإمكانيات»

تمتلك محافظة بنى سويف مستشفى عاماً، و6 مستشفيات مركزية، بالإضافة إلى مستشفيات الرمد والصدر والحميات والمستشفى الجامعى، إلا أن دورها مجتمعة، اقتصر على تقديم الإسعافات الأولية وإجراء العمليات الجراحية البسيطة، لتتحول إلى مجرد محطة ترانزيت للتحويل إلى المستشفيات الخاصة أو المستشفيات الكبرى بالقاهرة.

مستشفى بنى سويف العام، يتم تطويره بتكلفة إجمالية قدرها 215 مليون جنيه، بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ورغم ذلك يعانى من نقص الأطباء وخاصة فى قسم الرعاية المركزة، حيث لا يوجد بالمحافظة سوى 11 طبيباً فقط فى هذا التخصص بجميع أقسام العناية المركزة، فضلاً عن وجود نقص فى عدد الأسرة المخصصة لهذا القسم، الأمر الذى أدى إلى إغلاق قسم العناية المركزة لمدة شهر، بمستشفى الواسطى المركزى لعدم وجود أطباء. تحول مبنى المستشفى القديم إلى «خرابة»، وأدوار كاملة مغلقة، وأقسام وتخصصات كاملة نُقلت إلى مستشفيات أخرى، وسط ضجيج الباعة الجائلين يحملون «صوانى الشاى والمأكولات»، وأطباء يغادرون المستشفى على عجل، بعد دقائق قليلة من وصولهم إليها، ليتوجهوا إلى عياداتهم الخاصة، معتمدين على أطقم تمريض لا تكفى أعداد المرضى المتزايدة.

وقال أشرف سعداوى، طالب جامعى، أحد المرضى الذين تلقوا الإسعافات الأولية فى حادث دراجة بخارية: «العمر الافتراضى للأدوات والمعدات الطبية بمستشفيات المحافظة انتهى منذ زمن، وزاد عليها إهمال الأطباء وأطقم التمريض فكل ما يمكن للمريض الحصول عليه داخل المستشفى حقنة نقوم بشرائها من الخارج أو تغيير على جرح». من جانبه، أكد الدكتور هشام صلاح، مدير المستشفى، تقديم خدمة طبية متميزة للمرضى وفق الإمكانيات المتاحة، مضيفاً: «لم نبخل بأى جهد على المرضى، ونستجيب لشكاواهم»، ولفت إلى افتتاح المبنى الجديد بالمستشفى الذى يعد صرحاً طبياً، إلا أن هناك بعض المشاكل منها نقص الكوادر الطبية فى بعض التخصصات، منها الرعاية المركزة، إلا أن الوزارة وعدت بتوفيرهم مع بدء العمل بالمستشفى الجديد.

وفى مستشفى الواسطى المركزى، كان الإهمال الطبى عنواناً لتلك المنشأة بعد تكرار شكاوى المواطنين وآخرها تحرير أسرة مقيمة بجزيرة المساعدة، التابعة لمركز الواسطى، بلاغاً ضد إدارة مستشفى اتهمتها فيه بالإهمال الطبى الجسيم والتسبب فى وفاة رضيعة، 7 شهور، بسبب «حقنة» بطريق الخطأ ما أدى إلى وفاتها، وقال محمد حسين أبوالحمد، والد الرضيعة: «أصيبت ابنتى أسماء وتوأمها إسلام بحالة من الإسهال والقىء وعرضتهما على طبيب أطفال بمدينة الواسطى، فأحالنى إلى مستشفى الواسطى المركزى وكتب لى العلاج فقمت بشرائه وتوجهت إلى قسم الاستقبال بالمستشفى، وفى ظل عدم اهتمام الطبيبة النوبتجية قامت الممرضة بإعطاء حقنة بوتاسيوم معالجة للجفاف كاملة لابنتى، التى مفترض أن يتم فكها داخل المحلول، وخلال ثوانٍ معدودة تحول لون الطفلة إلى الزرقان القاتم وهو ما أصابنا بالذهول جميعاً، واتصلت بالطبيب المعالج لابنتى وأبلغته بما حدث وقال لى (يخرب بيوتهم هيموتوا البنت). وعلق الدكتور كرم سعد، مدير مستشفى الواسطى المركزى، مشيراً إلى أن حجم المسئولية الملقاة على عاتق الأطباء كبير جداً، بسبب تزايد عدد المرضى ونقص بعض التخصصات المهمة مثل تخصص المخ والأعصاب الذى يعد مشكلة كبرى تتسبب فى وقوع كثير من المشاكل بين أهالى المرضى وإدارة المستشفى. وعن تغيب الأطباء وتركهم للعمل بالمستشفيات، كشفت زيارة لرئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمسطا جنوب غرب المحافظة، عن تغيب 41 طبيباً بالمستشفى المركزى بسمسطا خلال يومين فقط وتم إحالتهم للتحقيق، وتكرر الأمر فى زيارة مفاجئة للمحاسب خالد عويس، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إهناسيا، غرب المحافظة، حيث كشفت زيارته لوحدتى العواونة والمماليك الصحية، عن تغيب 8 أطباء وفنيين على الرغم من توقيعهم فى دفاتر الحضور.

من جانبه، قال المستشار محمد سليم، محافظ بنى سويف، إن تطوير المنظومة الصحية بالكامل داخل المحافظة على رأس أولوياته منذ قدومه للمحافظة، حيث تم وضع خطة استراتيجية لتطوير المستشفيات والوحدات الصحية على مستوى المحافظة، للعمل على تحسين ورفع مستوى الأداء للخدمات الطبية والعلاجية التى تقدم للمرضى والمترددين على المستشفيات، لافتاً إلى تكليفاته المستمرة بحسن معاملة المرضى التى تأتى على رأس الأولويات باعتبار العلاج حقاً أصيلاً للمواطن.

 


مواضيع متعلقة