«الإهمال الطبى» يهدد أيادى المصريين بـ«البتر»

«الإهمال الطبى» يهدد أيادى المصريين بـ«البتر»
داخل غرفة بمستشفى «صيدناوى»، التابع لمستشفيات جامعة الزقازيق، جلست «شيماء»، والدة الطفل محمود محمد علوان، على أحد الأسّرة تحتضن طفلها وتحاول أن تخفف آلام ذراعه دون جدوى، وفى شركة الغزل والنسيج بالغربية يندب السيد نوح حظه خلال انتظاره هو الآخر لبتر يده التى تسبب الإهمال الطبى فى إصابتها. الاثنان يجمعهما الألم والإهمال واليد المبتورة.
والدة الطفل تقول عن حالته: «المرض هاجم جسد ابنى ولما ذهبت به لمستشفى الزقازيق الجامعى شخّص الأطباء حالته بنقص غذاء المخ وتضخم الطحال، وبعدين دخل فى غيبوبة لمدة 27 يوماً متواصلة، ثم عاد لوعيه»، وتوضح الأم أنه «أثناء لعب ابنى مع الأطفال نزعوا الكانيولا من يده، فتوجهت به لمستشفى التوحيد الخاص وطلبت تغييرها فقامت ممرضة بتركيبها بالخطأ وأعطته حقنة لتساعده على النوم، وبعد وقت قليل فوجئت بابنى يصرخ، ولما ذهبت به لمستشفى بلبيس العام أخبرنى الأطباء أنه يحتاج لبتر الذراع، فعدت مرة أخرى للمستشفى الخاص وطلبت من المدير علاج ابنى وإنقاذه، دون جدوى».
وفى مأساة مماثلة يقول السيد نوح، موظف: «أصبت بآلام شديدة فى البطن ودوار، فتوجهت لمستشفى الشركة، وطلب منى الطبيب أشعة بالصبغة على المعدة، فذهبت إلى مركز أشعة وتحاليل، وامتنع طاقم التمريض فى المركز عن البحث عن وريد فى ذراعى لحقنى بالصبغة، وأجبرونى على التوجه إلى عيادة خارجية، وعند عودتى إلى المركز وضعتنى إحدى الممرضات على جهاز الأشعة، وما إن جرى حقنى بالصبغة حتى شعرت بألم شديد لم أتحمله، فأخبرت الطبيب الذى قال لى إنه أمر طبيعى، ونصحنى بوضع كمادات مياه ساخنة ومرهم مرطب على الذراع». وأضاف «السيد»: «فوجئت بتورم ذراعى، فتوجهت إلى مستشفى الشركة، ليخبرنى الأطباء بأنها مهددة بالبتر، نتيجة إصابة أحد الأوردة بتجلط، بسبب الحقن بطريقة خاطئة، ومنذ ذلك الوقت وأنا محتجز فى المستشفى لتلقى العلاج».