«هاشم»: الأرقام الرسمية غير صحيحة والمرض يمكن التعايش معه مثل «الضغط»

10:16 م | الاثنين 30 نوفمبر 2015

قال ناصر هاشم، المدير التنفيذى لجمعية «رؤية للتنمية المتكاملة»، التى تعمل فى مجال مكافحة الإيدز، إن الصورة الذهنية عن مرض الإيدز «سيئة جداً»، وتوجد بها مفاهيم كثيرة مغلوطة يجب أن يتم تصحيحها. ويضيف أن الفيروس «لا ينتقل إلا عن طريق 3 أمور، أولاً نقل الدم الملوث، والآن فرص انتقال المرض بهذه الطريقة ضعيفة جداً، فى ظل التقدّم الطبى، وثانياً، ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية، لأن الفيروس لا ينتقل إذا تمت مراعاة الوقاية منه أثناء المعاشرة الزوجية، مثل ارتداء الواقى الذكرى، ثالثاً ينتقل الفيروس عن طريق نقله من الأم إلى الجنين، فى الحمل أو الولادة أو الرضاعة، لكن أدوات الطعام والملابس ودورات المياه وأدوات الأسنان والحلاقة التى يستخدمها المتعايش مع الإيدز، لا تنقله، كما يتخوّف البعض».

{long_qoute_1}

وتابع «هاشم» قائلاً: «فيروس الإيدز ضعيف جداً خارج جسم الإنسان ويتعرّض للموت فى ثوانٍ قليلة إذا خرج من الجسم عكس فيروس سى القوى، ففيروس الإيدز يموت عند تعرّضه للهواء ودرجة حرارة معينة كذلك الماء والصابون يقتلانه، لكن نستطيع العيش مع مريض الإيدز، وأن نأكل معه بشكل طبيعى جداً».

وعن أعداد مرضى الإيدز فى مصر، يقول: «الأرقام الرسمية تشير إلى إصابة 4325 مواطناً بالمرض، لكنه فى رأيى رقم غير حقيقى، لأنه يوجد مصابون خارج أوراق الدولة وغير معروفين، أو أنهم لا يعلمون بأنهم مصابون بالمرض، فمريض الإيدز هو الذى وصل إلى المرحلة الأخيرة من الإصابة بالمرض، لكن الذى يتعايش معه هو الذى يأخذ العلاج بشكل منتظم، الإيدز مرض مزمن يتعايش معه الإنسان، مثل السكر والضغط». وأوضح أن تكلفة علاج المتعايش مع مرض الإيدز تبلغ 7 آلاف جنيه شهرياً، وأن العلاج متوافر من خلال 11 منفذاً حكومياً على مستوى الجمهورية، لكنه أشار إلى معاناة مرضى الإيدز يومياً بسبب رفض المستشفيات علاجهم فى مصر. وقال: «كان فيه مريض إيدز أصيب بخُرّاج فى فخذه، وبسبب الإهمال تسبّب الخراج فى كسر بعظامه، وذهب إلى 10 مستشفيات لإجراء عملية، لكنها جميعاً رفضت علاجه، ومن بين تلك المستشفيات (الهلال والصدر ومعهد ناصر)، حتى تفاقم الوضع، وأصبح الكسر مضاعفاً، وتم تحرير محضر فى مكتب النائب العام ضد وزير الصحة، فأرسل الوزير منشوراً إلى المستشفيات يقول فيه يجب استقبال مرضى الإيدز وعلاجهم بالمستشفيات، لكنهم لم ينفذوا، حتى أصيب الرجل بغرغرينا، وأصبح من الواجب بتر رجله، وبتر رجله لم يكن بالأمر السهل أيضاً، إذ تطلّب ذلك عمل مجهود غير عادى وموافقات وتصاريح خاصة حتى بُترت قدم الرجل أخيراً، ويوجد لدىّ 10 حالات مصابة بالمرض فى حاجة إلى إجراء عمليات منذ 3 أشهر، لكن المستشفيات ترفض علاجهم». ويختتم مدير الجمعية حديثه، قائلاً: «عدد الجمعيات التى تعمل فى إطار مكافحة الإيدز قليل جداً، إذ يبلغ حوالى 60 جمعية، 15 منها فقط تعمل بشكل متداخل مع المتعايشين، والنسبة الباقية تعمل فى المكافحة والوقاية من خلال الندوات واللقاءات».