صديق العمر لـ«شهيد العدالة» رافقه للمطار حياً.. واستقبله شهيداً

كتب: إسلام زكريا

صديق العمر لـ«شهيد العدالة» رافقه للمطار حياً.. واستقبله شهيداً

صديق العمر لـ«شهيد العدالة» رافقه للمطار حياً.. واستقبله شهيداً

رافقه فى خروجه الأخير من قريته الصغيرة، أولاد نصير بمركز سوهاج، التى ولد وتربى بها حتى عمل مستشاراً بمجلس الدولة، كان آخر من ودعه فى مطار سوهاج الدولى بعد أن دارت بينهما أحاديث كثيرة طالبه خلالها بعدم السفر، لكنه رفض ولم يتردد بالذهاب للإشراف على إحدى اللجان الانتخابية بالعريش، يقول أحمد منصور، صديق العمر للمستشار عمر حماد، بحسب وصفه، وأحد أفراد عائلته: «كنت آخر واحد معاه فى المطار، ونصحته أكتر من مرة مايروحش انتخابات العريش، لكنه رفض وقالى الأعمار بيد الله، وأنا مش أحسن من اللى راحوا شهداء فى سبيل الوطن والواجب».

«منصور»، يحكى لـ«الوطن» الساعات الأخيرة له مع شهيد العدالة والواجب الوطنى، وآخر مكالمة تليفونية جمعت بينهما قبل وقوع حادث العريش بأقل من ساعة: «اتصل بيا 6 الصبح، وطلب يكلم زوجته، وقالى هنام ساعة واتصل بيا علشان أقوم بدرى وأروح اللجنة»، لم تكتمل الساعة حتى وقع الحادث الإرهابى الذى أسفر عن استشهاد «حماد»، يروى صديقه بصوت يملأه الحزن، فلا يكف عن البكاء لحظة واحدة: «اتعشى معايا ووصلته المطار يوم الخميس، وقلت له ماتروحش، ضحك وقالى الأعمار بيد الله وكلها أيام وأرجع نتعشى سوا تانى»، يؤكد أنه كان متواضعاً لأقصى حد، ويحظى باحترام وتقدير الجميع: «كنت بقوله انت مستشار، ولازم يبقى ليك هيبة أكتر، يقولى هيبتى هى حب الناس والتعامل بصورة محترمة وحب وتقدير».

{left_qoute_1}

بعد الواقعة سارع «منصور» بالاتصال بصديقه، لكن دون أن يتمكن من سماع صوته مجدداً: «اتصلت بتليفونه لقيته مقفول اتصلت بزملائه قالولى هو الوحيد اللى مات، وبعدها بكام ساعة عرفنا إن مستشار آخر استشهد»، نشأتهما فى منزل واحد جعلته على دراية بكافة تفاصيل العائلة، يوضح «منصور» أن المستشار الشهيد لديه 3 أبناء أكبرهم يوسف فى الصف الثالث الابتدائى، وحسن وحسين، ثلاثة أعوام، فيما توفى والد ووالدة المستشار منذ عامين، حالة من الحزن سيطرت على شقيقاته وزوجته الدكتورة عزة، الأستاذ بجامعة سوهاج، التى لا تستطيع الحديث، على حد قوله، منذ أن تلقت الصدمة «اتصدمنا كلنا وزوجته وأولاده عنيهم دبلت من العياط عليه، اليوم ده بس حسيت إن أبويا مات»، لحظة استقبال جثمانه بالمطار هى الأصعب بحسبه: «مش مصدق المطار اللى وصّلته ليه وهو حى، هروح آخده وهو شهيد، الله يرحمه».


مواضيع متعلقة