المقدم سامح عبدالفتاح يروى تفاصيل «العودة للحياة» بعد الحادث الإرهابى

المقدم سامح عبدالفتاح يروى تفاصيل «العودة للحياة» بعد الحادث الإرهابى
«سامح بيه مات، شيل معايا للإسعاف» هذا ما سمعه المقدم سامح عبدالفتاح، رئيس العمليات فى مديرية أمن الدقهلية، ليلة 24 ديسمبر الماضى، بعدما فجَّر انتحارى سيارة مفخخة أسفل مكتبه.. يقول الرجل: حاولت التحرك، لكن لم أستطِع، ودخلت بعدها فى غيبوبة.
وروى سامح عبدالفتاح ما حدث فى تلك الليلة، لـ«الوطن»، قائلاً: لم يمر، وقتها، على وفاة والد زوجتى الذى كان بمثابة والدى، سوى 3 أيام، وكنت فى مكتبى وكان أعلى مدخل المديرية، وفى نحو الساعة ١٢.٤٠ صباح يوم ٢٤ ديسمبر ٢٠١٣، سمعت صوت دوى انفجار ضخم، أعقبه صراخ وأصوات استغاثة ونحيب، ورأيت وجوهاً لم أرَها من قبل داخل المديرية، واقترب منى عدد من المواطنين، ولم أملك سوى توصيتهم على أبنائى ودخلت بعدها فى غيبوبة.
وأضاف سامح عبدالفتاح: لم أدر بما حدث، ولم أفق من الغيبوبة التى دخلت بها سوى بعد أسبوع من وجودى بمستشفى المعادى العسكرى، وزوجتى الجندى المجهول ظلت بجوارى، تتمنى أن أحرك رأسى أو أتحدث لها بكلمة، وبعد أن وجدت نفسى بالمستشفى حاول الجميع أن يخفى عنى ما حدث، وكنت أريد أن أطمئن على زملائى أو أسمع صوتهم وبعد إلحاح منى على زوجتى أخبرتنى ما حدث فقد استشهد صديقى وأخى المقدم سيد رأفت، وصاحب القلب الطيب العميد سامح سعودى.
وغالب المقدم سامح دموعه وهو يتذكر زملاءه، قبل أن يضيف: مكثت بمستشفى المعادى نحو 4 شهور، وبعدها سافرت لاستكمال العلاج بإنجلترا، والآن أنا فى حال أفضل، لكنى لم أستطع العودة للعمل حتى الآن، لوجود نسبة عجز بذراعى اليمنى، وأخضع لجلسات علاج طبيعى.
وأضاف: لقد حقق شعب الدقهلية فى يوم الحادث ملحمة وطنية عظيمة، فمنذ اللحظة الأولى، انتفض لرفض الإرهاب، وظهرت حقيقته وشهامته ورجولة أبنائه، الذين سارعوا لنقل المصابين للمستشفيات والتبرع بدمائهم والأدوية وحتى الأغطية، واستطرد قائلاً: «لهم جميعاً دَين فى رقابنا لا بد أن نوفيه لهم».
ووجه سامح عبدالفتاح نداء إلى زملائه الضباط، قائلاً: «الشعب المصرى حملكم على الأعناق فى 30-6، فلا تبخلوا على مصر والمصريين بأى جهد أو عرق أو حتى نقطة دماء». وتابع: أما الإرهابيون فأقول لهم مصر باقية رغم أنوفكم، ولتستوعبوا التاريخ جيداً، مارسوا إرهابكم بعيداً عن مصر لأنها ستكون مقبرة لكم، إن حاولتم أن تمسوها بسوء، واستوعبوا دروس التاريخ واتقوا الله فى ديننا السمح اليسر الذى يدعو للمحبة ويبغض الظلم.