الحياة فى «مثلث الرعب».. «الداخل مفقود والخارج مجنون»

الحياة فى «مثلث الرعب».. «الداخل مفقود والخارج مجنون»
- اضطرابات عصبية
- الإحالة للمعاش
- التشديدات الأمنية
- الخلل العقلى
- الرئيس السادات
- المصالح الحكومية
- المنازل البدوية
- بناء منزل
- آدم
- أبناء
- اضطرابات عصبية
- الإحالة للمعاش
- التشديدات الأمنية
- الخلل العقلى
- الرئيس السادات
- المصالح الحكومية
- المنازل البدوية
- بناء منزل
- آدم
- أبناء
- اضطرابات عصبية
- الإحالة للمعاش
- التشديدات الأمنية
- الخلل العقلى
- الرئيس السادات
- المصالح الحكومية
- المنازل البدوية
- بناء منزل
- آدم
- أبناء
- اضطرابات عصبية
- الإحالة للمعاش
- التشديدات الأمنية
- الخلل العقلى
- الرئيس السادات
- المصالح الحكومية
- المنازل البدوية
- بناء منزل
- آدم
- أبناء
على أحد الأسرة فى الطابق العلوى من مستشفى شلاتين يرقد «الأغا سيد»، بعد يوم عمل شاق، يستقبل الوافدين من المرضى على المستشفى، يعرفونه حق المعرفة، فهو يعمل بالمدينة الحدودية منذ 25 عاماً، لم يبرح موضعه منها إلا لزيارة الأهل والعودة مرة أخرى لاستكمال عمله، فى المدينة التى تعتمد الخدمات المقدمة فيها على الوافدين إليها من محافظات الصعيد، حيث يربو عددهم على 5000 موظف، وفدوا إليها للعيش بجوار أهلها وأصبحوا منها ولكن ظلت كلمة «مغتربين» ملتصقة بها تلازمهم رغم عشرات السنوات التى قضوها بين جنبات المدينة الحدودية.
جاء الرجل ذو الجسد النحيل ليعمل ممرضاً بالمستشفى الوليد، كان يأمل أن تكون فترة وجيزة ويعود مرة أخرى إلى القاهرة، ولكن طالت المدة، وفى كل مرة يحاول فيها تقديم طلب للعودة للعمل فى أحد مستشفيات العاصمة، يقابل بالرفض التام، حتى أيقن أنه لن يترك «المنفى»، حسب وصفه، ولن يعود مرة أخرى لعائلته.
«فى شلاتين الداخل مفقود والخارج مجنون»، يقولها «الأغا»، فى حواره لـ«الوطن»، مؤكداً أن صعوبة الحياة فى المدينة الحدودية تطحن القاهريين وأبناء المحافظات الأخرى، فالحياة فى مثلث الرعب لا يقدر عليها إلا أهلها الذين عاشوا طيلة عمرهم فى الجبال، ولكن «إحنا يا بتوع مصر مش قد العيشة هنا»، ولذلك فدائماً ما يكون العائدون من الوافدين العاملين بالمصالح الحكومية «ناس ماتوا ورايحين يدفنوهم فى بلدهم»، أو حصلوا على قرار بالإحالة للمعاش نظراً لحالتهم الصحية، والتى دوماً، وحسب روايته، تكون «خلل عقلى». الخلل العقلى أصاب ثلاثة من موظفى المستشفى: «ترضى تعيش تشرب ميّه مالحة فى أوضة متر فى متر ولا عارف تشوف مراتك ولا عيالك ولا عارف تجيبهم يعيشوا معاك، انت عايش حياة الجيش بس مش سنة ولا اتنين ده بالعشرين سنة»، «الأغا» نفسه يعانى من اضطرابات عصبية، ويقول إنها أصابته بعد العيش فى مدينة الشلاتين، فى تلك الظروف غير المهيأة للحياة الآدمية، ما ينبئ بأن الدور سيصيبه كباقى زملائه الثلاثة الذين تركوا المستشفى بعد حصولهم على معاش مبكر لإصابتهم بخلل عقلى، ولكن الرجل لا يعرف متى سيأتى عليه الدور. يقول «الأغا» إن الحياة فى الشلاتين لوافد للعمل فى إحدى المصالح الحكومية عليه أن يعيش سنوات طويلة فى استراحة غير آدمية توفرها المصلحة: «مكان مينفعش يعيش فيه حيوان»، فالرجل يعيش فى غرفة تحولت من حمام للأطباء إلى غرفة معيشة، وإلا تضطر لتأجير بيت من بيوت البدو، فى أحد المبانى المبنية على أراضٍ ملك للدولة حصلوا عليها بوضع اليد، ويكون عليك انتظار الجرافات التى ستهدم البيت بين الحين والآخر، وليس هذا كل ما فى الأمر، بخلاف تحمل زيادة سعر الإيجارات المستمرة.
{long_qoute_1}
على أحد المقاهى التى تتوسط منطقة حجر الأساس، إحدى أقدم المناطق التى طالها التعمير فى مدينة الشلاتين، منذ عصر الرئيس السادات، هى اللبنة الأولى لبناء المدينة الحدودية، يجلس مجدى بكر، فنى أشعة، ثلاثينى العمر، جاء إلى المدينة قبل 15 عاماً، طمعاً فى زيادة بالمرتب، ولكنه عاش «زى اللى رقص على السلم»، فلم يستطع تحمل الحياة بعيداً عن بلدته فى أسيوط، وأصبح عليه زيارة أهله كل 15 يوماً فى رحلة شهرية تمتد إلى 15 ساعة.
لم يكن تعب الرحلة هو فقط ما يعانى منه ولكن تعب البعاد، فلم يعتد على ترك أسرته وأولاده دون عائل، ويبعد عنهم ما يربو على 1000 كيلو، ولم يستطع توفير مسكن مناسب فى مدينة شلاتين كى يستقر هنا، فإيجار المنازل البدوية يصل إلى ألف جنيه فى الشهر، بجانب أن طابور انتظار قرعة الحصول على المساكن المخصصة من الدولة طويل للغاية، وفى بعض الأحيان لا يتحقق، لخلاف الدولة مع البدو المستقرين على الأرض المخصصة. لم تكن الأيام الأولى لـ«بكر» فى المدينة على ما يرام، فالخروج بتصريح والدخول بتصريح، رغم تأكيد معروف: «أنا شغال فى المستشفى»، ولكن التشديدات الأمنية والتضييقات كانت على الجميع، ويروى حين بات ليلة كاملة داخل كمين أمنى حتى التحرى عنه خلال عودته من بلدته أسيوط إلى الشلاتين، حتى لم يجد بداً من نقل محل إقامته على الشلاتين: «ماكنش فيه حل تانى، بس بقى أنا غيرت محل إقامتى لتلاشى التشديدات الأمنية».
{long_qoute_2}
ورغم تغيير محل إقامته والمدة التى قضاها فى المدينة، حينما قدم «بكر» أوراق نجله للالتحاق بمدرسة التمريض بالمدينة، فوجئ برفضه لأنه ليس من أبناء الشلاتين: «عايش بقالى 15 سنة فى البلد وعايز أكمل فيها ومش محسوب إنى من أهل البلد».
«المفروض تبقى المنطقة فيها جذب للعمالة»، يقولها «بكر» مشيراً إلى أن هناك مشكلة فى توطين الوافدين، فلا توجد فرصة لعمل مشروعات صغيرة ولا بناء منزل للمعيشة ولا العيش بشكل دائم فى المدينة بدل التنقل ما بين المحافظات كل شهر: «عايزين نبقا من أهل البلد ونستقر»، مشيراً إلى أن الذين تسلموا شققاً وتم توطينهم فى المدينة من 5 آلاف موظف هم 200 موظف بالضبط. محمد الشريف، يعمل بقطاع البيئة بالمدينة، جاء إليها من بلدته فى محافظة قنا، يقول إن هناك حساسية بين الوافدين والبدو من أهل المنطقة، وإنهم دائماً ينظر إليهم على أنهم جاءوا ليخدموا أهل المكان وليسوا شركاءهم فى العيش والحياة على هذه الأرض، بل ما يزيد الطين بلة معاملة الدولة نفسها والتى تضع الوافد فى مرتبة ثانية بعد أبناء القبائل: «مافتكروناش غير ساعة الانتخابات»، وما يزيد من حزن «الشريف»، هو وصفهم بكلمة «المغتربين» وهو ما يعنى أنهم سيظلون أغراباً فى تلك البلدة حتى لو قرروا استكمال بقية حياتهم فيها.
أحد الوافدين يعمل فى سوبر ماركت
مجدى بكر
الأغا سيد
- اضطرابات عصبية
- الإحالة للمعاش
- التشديدات الأمنية
- الخلل العقلى
- الرئيس السادات
- المصالح الحكومية
- المنازل البدوية
- بناء منزل
- آدم
- أبناء
- اضطرابات عصبية
- الإحالة للمعاش
- التشديدات الأمنية
- الخلل العقلى
- الرئيس السادات
- المصالح الحكومية
- المنازل البدوية
- بناء منزل
- آدم
- أبناء
- اضطرابات عصبية
- الإحالة للمعاش
- التشديدات الأمنية
- الخلل العقلى
- الرئيس السادات
- المصالح الحكومية
- المنازل البدوية
- بناء منزل
- آدم
- أبناء
- اضطرابات عصبية
- الإحالة للمعاش
- التشديدات الأمنية
- الخلل العقلى
- الرئيس السادات
- المصالح الحكومية
- المنازل البدوية
- بناء منزل
- آدم
- أبناء