رشاوى «آخر موضة»: وجبات «سمك وفراخ» و«ساندويتشات كبدة» و«فياجرا وبرشام»

11:43 م | الأربعاء 25 نوفمبر 2015

يبدو أن الرشوة الانتخابية التقليدية التى شهدتها معارك برلمانية عديدة خلال العقود الماضية لم تعد تفى بالغرض، هكذا تنبئ الانتخابات البرلمانية الحالية بمرحتليها الأولى والثانية، حيث لم تعد وعود الحصول على وظيفة، أو العلاج على نفقة الدولة، أو عبوات الزيت والسكر تتردد وحدها كما كان الحال، وأصبح الحديث يدور عن رشاوى أكثر غرابة، لا تتعلق بالمال فقط، لم تكن موجودة من قبل حتى ظهرت لأول مرة فى سوق الرشاوى الانتخابية فى هذا السباق. {left_qoute_1}

«قرص الفياجرا» كان أحدث صيحات الرشاوى الانتخابية، ظهر فى عدة دوائر انتخابية تتسم بالطابع الشعبى، أحمد مسعد، أحد الناخبين بمحافظة القاهرة، الذين عُرض عليهم «قرص فياجرا» أمام باب اللجنة الانتخابية «لما عضو مجلس النواب يوزع فياجرا، أومال تجار المخدرات يوزعوا إيه»، الأمر ذهب إلى أبعد من ذلك فى المقطم، شيماء الزينى التى تقيم بالدائرة، أكدت قيام مرشحين عن دائرتها بتوزيع «حشيش وبرشام» على الشباب فى المقاهى، الواقعة التى تحدث عنها كل سكان المقطم: «عينى عينك ولا فيه أى ضمير».

لم تكن المخدرات على أنواعها، الوحيدة التى تصدّرت المشهد، أحد مرشحى دائرة الساحل اختار وجبة «نصف فرخة» للناخبين المصوّتين لصالحه. «عاطف» شارك فى الحصول على الوجبة ومنحه صوته بالفعل: «هو راجل محترم، قلت منها أصوت له، ومنها ندوق الوجبة اللى نص فرخة»، لكن فى محافظة بورسعيد، وجبة الفراخ تحوّلت إلى وجبة سمك فاخرة. كريم عصام لم يصدّق عينيه: «للدرجة دى الصوت رخيص، فلوس ورشاوى ووجبات أكل على عينك يا تاجر».

تختلف الوجبة ذات الـ25 جنيهاً فى المتوسط، ومن دائرة إلى أخرى، حسب عدة عوامل، منها ثقافة الدائرة، التى قد تفرض نوعاً ثالثاً من الوجبات، بدلاً من الفراخ والسمك، مثل ساندويتشات الكبدة التى شهدتها دائرة الزيتون، يقول «إسلام»، أحد سكان الدائرة، بعد تلقيه رشوة عبارة عن ساندويتشات كبدة، وعصائر ومياه معدنية من أحد المرشحين: «أخدت كل حاجة، ومادتلوش صوتى، بسيطة».

كل المظاهر السلبية السابقة، ليست إلا «أمراً طبيعياً» من وجهة نظر الدكتور أيمن السيد عبدالوهاب، رئيس برنامج دراسات المجتمع المدنى بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ«الأهرام»، مؤكداً أن وجود الرشاوى وحجمها يتناسب مع درجة الوعى داخل المجتمع موجودة تقريباً فى كل دول العالم لكن بنسب، مشكلتنا لم تعد فى وجود الرشوة أو غيابها أو فى شراء الأصوات، رغم أنها أمر سلبى جداً، لكن فى المستوى المتدنى الذى وصلنا إليه».