بائعة حلوى عن وجبة الحكومة «أم 30 جنيه»: «إيه اللى جاب الصلصة جنب الملوخية؟»

بائعة حلوى عن وجبة الحكومة «أم 30 جنيه»: «إيه اللى جاب الصلصة جنب الملوخية؟»
- أم وابنتها
- استطلاع رأى
- البطاطس المحمرة
- الجمعية الاستهلاكية
- الفرق بين
- اللون الأحمر
- بطن البقر
- تاريخ الصلاحية
- لحمة مفرومة
- محدودى الدخل
- أم وابنتها
- استطلاع رأى
- البطاطس المحمرة
- الجمعية الاستهلاكية
- الفرق بين
- اللون الأحمر
- بطن البقر
- تاريخ الصلاحية
- لحمة مفرومة
- محدودى الدخل
- أم وابنتها
- استطلاع رأى
- البطاطس المحمرة
- الجمعية الاستهلاكية
- الفرق بين
- اللون الأحمر
- بطن البقر
- تاريخ الصلاحية
- لحمة مفرومة
- محدودى الدخل
- أم وابنتها
- استطلاع رأى
- البطاطس المحمرة
- الجمعية الاستهلاكية
- الفرق بين
- اللون الأحمر
- بطن البقر
- تاريخ الصلاحية
- لحمة مفرومة
- محدودى الدخل
تطلب الأم، «أم هاشم»، من ابنتها «أم شهد» فى أول النهار تحمير بعض حبّات البطاطس فى الزيت، وتضيف: «دا الأكل اللى نقدر عليه النهارده»، لكن ابنتها، التى تغرق فى متابعة التليفزيون، تخبر أمها، التى تكسب قوتها من بيع الحلويات أمام منزلها البسيط بمنطقة «بطن البقرة» بمصر القديمة، بما سمعته عن توفير الحكومة وجبات لمحدودى الدخل بمبلغ 30 جنيهاً: «فيها لحمة وفراخ وسمك».. تلتفت الأم، وهى فى محل أكل عيشها، الكائن فى شباك غرفتها بالطابق الأرضى المطل على الشارع، لحديث ابنتها، وتمسك بهاتفها المحمول وتكلم ابنتها الثانية وتطلب منها أن تمر على الجمعية الاستهلاكية وتحضر وجبة لحم لتحضيرها: «أهى الفراخ ممكن نجيبها مرة ولا اتنين فى الأسبوع، لكن اللحمة غالية وبتوحشنا، والسمك مالناش فيه أوى وعيالنا الصغيرين مابيحبوهوش». «أم هاشم» مشغولة بموضوع الوجبة الحكومية «أم 30 جنيه»، ولا حديث لها مع المارة من جيرانها إلا عن تلك الوجبة، وتسألهم: «صحيح فيه وجبة بـ30 جنيه وفيها لحمة وسمك وفراخ وخضار وسمنة؟».. ويجيب البعض بسخرية: «وجبة؟ يعنى إيه؟ آخد طبق واروح أغرف شوية رز وحتة لحمة من الجمعية زى نظام المطاعم كده ولا إيه؟»، فتنظر الست «أم هاشم» إلى ابنتها ويراودها الشك مما تسمعه: «إوعى يا بت تكون الحاجات جاهزة وهيضحكو علينا بالتلاتين جنيه؟»، وتعيد التساؤل بدهشة: «وازاى أصلاً رز وخضار وفاكهة وطماطم ولحمة بالمبلغ ده بس؟».. تضحك ابنتها: «هو أنا بقولك وجبة سِجن؟ دى حاجات متغلفة ومقفولة، حتى الخيار شفته فى طبق فِل ومتغلف ببلاستيك، وزيه اللحمة والفراخ والفاكهة، والرز بتاع الجمعية انتى عارفاه والزيت». {left_qoute_1}
«أم هاشم» تعول كثيرين بعد وفاة زوجها، ويشاركها المسكن أسرتان لابنتيها المتزوجتين وأولادهما، بالإضافة لابنة وابن مازالا صغيرين. عادت الأم وابنتها لحديث البطاطس المحمّرة، حسب قرار الأم، مدبرة شئون البيت مالياً، قبل أن يأتى زوجا بنتيها، ويرن هاتف الست «أم هاشم» أثناء مناولتها «شيكولاتة» لزبون من الشباك، فتتلقى أخباراً من ابنتها الثانية، التى مرت على الجمعية، تفيد بأنها وجدت وجبات أخرى: «لقيت وجبات فيها لحمة مفرومة ومعاها مكرونة باشاميل، وفراخ وسمك»، لكنها بالتأكيد تتجاهل بدورها وجبة الكشرى، فتبتسم والدتها وهى تقول: «ما أنا عرفت يا بت إنهم كذا وجبة، بس احنا عايزين اللحمة، دى أهم حاجة، هى اللى بتوحشنا، خصوصاً اليومين دول».
تنهى «أم هاشم» مكالمتها، وتسخر من مكالمة ابنتها فى حديث مع ابنتها «أم شهد»: «أختك بتسألنى تجيب وجبة لحمة مفرومة وبشاميل ولا لا؟ شايفانا عندنا فرن أوى وبنعمل صوانى كل يوم؟».
دقائق وتأتى ابنة «أم هاشم»، التى رفضت أن تلتقط لها الكاميرات أى صور، وبمجرد دخولها من باب البيت تترك والدتها بقالتها الصغيرة وتستقبلها، وتطلب من «أم شهد» الوقوف لمتابعة الحلوى لحين انتهائها من التعرف على الوجبة ومحتوياتها.. تمسك بالشنطة وتحملها برفق كأنها تحمل رضيعاً، وتصل بها إلى مطبخها البسيط فى طرقة البيت الضيق، تبدأ فى تفريغ محتويات الشنطة وسط ترقب أبنائها، صغاراً وكباراً.. فتبدأ بطبق اللحمة وتمسكه وكأنها تزنه بيدها فى الهواء، وتقول: «شكله نص كيلو أو أقل شوية»، قبل أن تعود لتكمل تفريغ المحتويات وتركز مع طبق اللحمة فتنزع عنه غطاءه البلاستيكى، وتجده عبارة عن ثلاث قطع مجمدة، أكبرها متوسطة الحجم، ومعها قطعتان صغيرتان بجوارها، وتمسك بإحداها وتقرّبها لأنفها، فتقيّم لون اللحم، وتقول: لونها الاحمر مش اللى أنا متعودة عليه وفيها دهن كتير.. شكلها كويسة زى اللحمة اللى من برة المجمدة، دايماً بيبقى لونها غريب ومالهاش ريحة، ودى تكفى نفرين بالعافية ولا المفروض أعمل إيه؟». {left_qoute_2}
تتغير ملامح «أم هاشم»، التى يبدو عليها أنها خاب ظنها، وكادت تغير خطة طبيخ اليوم، فتترك طبق اللحمة دون مزيد من التعليق، وتعود مرة أخرى لتفريغ باقى محتويات الوجبة، فتجد «كيس ملوخية مجمدة»، فتقول: «كويسة دى.. أهى حاجة عارفينها»، و«كيس أرز» وزنه كيلوجرام، و«كيس ملح» وأخيراً «برطمان صلصة»، تمسكه وتضحك هى وأولادها، وتقول: «طب إيه علاقة الصلصة بالأكل ده، هو أنا هعمل الملوخية بالصلصة ولا هسلق فيها اللحمة؟»، وبدت أسئلة الأم منطقية بالنسبة للسامعين الذين بدأت ضحكاتهم المتقطعة تخفت وبدأوا يرددون أسئلة استنكارية ساخرة عن سر وجود الصلصة كجزء من وجبة ليس بها خضار.
ينتهى الفاصل الضاحك المتعجب سريعاً وتعود سيدة المنزل للتفكير مرة أخرى فى خطة أكل اليوم، وقبل أى شىء تنادى ابنتها، التى أحضرت الوجبة الحكومية، وتوزع مهمة متابعة المحل على ابنتها «أم شهد» التى أتت مهرولة للفرجة على الوجبة، وأثناء فرزها المحتويات فى شنطة الوجبة، تسأل: «انتى متأكدة إن هى دى الوجبة أم تلاتين جنيه اللى اتكلموا عنها امبارح فى التليفزيون؟ دى المفروض تكفى كام واحد؟ وفين الخضار والسلطة والفاكهة اللى قلتى عليهم؟»، وترد من أحضرت الوجبة: «الوجبة فى التليفزيون كان فيها حاجات أكتر من كده، غير إن شكل اللحمة غريب كده ليه؟ ولا عشان التلج مغير لونها؟ أنا اللى سمعته إنها بتكفى أسرة مكونة من 4 أفراد، يمكن يقصدوا 4 أطفال»، تتعالى الضحكات مرة أخرى من الجميع على الوجبة ومحتوياتها.
تحضر إحدى جارات «أم هاشم»، وتستقبلها صاحبة شرفة الحلوى بحكايتها العجيبة عن وجبة الحكومة وما جرى من أعاجيب مكوناتها، وباتت الوجبة كما لو كانت مزاراً سياحياً للمارة لدى «أم هاشم».. ولكن الجارة لا تلتفت لأى من محتويات الوجبة، ما عدا برطمان الصلصة، وتظن «أم هاشم» أن الجارة ستتساءل نفس السؤال الوجودى عن سر احتواء تلك الوجبة على هذا «البرطمان» فى ظل وجود الملوخية واللحمة، لكن الجارة تمسكه بغرض آخر، وتقول بعد أن تتفحص البرطمان: «الصلصة دى لونها عامل كده ليه؟، غامقة أوى كأنها متعتّقة من فترة مش قليلة»، وتنظر الجارة إلى تاريخ الصلاحية فتجد أنها تنتهى فى نوفمبر 2016، أى بعد عام، لكن تشك فى جودتها لاختلاف لونها عن اللون الأحمر المتعارف عليه فى الصلصة، وتنادى الجارة على ابنتها وتطلب منها إحضار برطمان الصلصة الخاص بها، والذى اشترته منذ يومين فقط، لتقارن بين لونى «الصلصتين» وتتأكد من وجهة نظرها بمجرد وضع الاثنين إلى جوار بعضهما، وتقول: «شوفى يا أم هاشم الفرق بين الاتنين، واحدة لونها أحمر عادى بلون الطماطم والتانية مسودّة شوية كأنها قديمة أو مركونة من فترة، احتياطى سيبيها». {left_qoute_3}
تنظر «أم هاشم» إلى جارتها دون اهتمام بما قالته عن لون الصلصة، فالأهم بالنسبة لها هى اللحمة، التى لن تكفى إطعام أبنائها وزوجى بنتيها وأبنائهم، وتحاول الخروج من يأسها مما رأته بإطلاق بعض الجمل التى تثير ضحك الموجودين، وتبدأ فى البحث عن «حلّة» لتضع فيها «اللحمة» وهى تقول: «مش هنحتاج غير أصغر حلّة عندنا عشان اللحمة ما تتوهش جواها»، وتشعل بوتاجازها وتضع «الحلّة اللى فيها اللحمة»، وتقوم باستطلاع رأى أبنائها قبل تقطيع كيلو اللحمة: «مين هياكل لحمة؟ عشان أشوف هاقسمها كام حتة على قد ما أقدر»، لم يجب أحد منهم، فمازالوا يطلقون ضحكاتهم على ما تقوله الأم، التى أخيراً تحسم قرارها فى خطة اليوم: «طب أنا كمان باقول ناكل البطاطس المحمرة، واللحمة نشوف لها كمالة فى يوم تانى عشان الكل ياكل».
فرحة وصول وجبة الـ 30 جنيهاً
حزن بعد رؤية اللحمة التى لن تكفى الأسرة
اللحمة بتاعة وجبة الغلابة
«أم هاشم» استخدمت أصغر حلة لطهى اللحمة
- أم وابنتها
- استطلاع رأى
- البطاطس المحمرة
- الجمعية الاستهلاكية
- الفرق بين
- اللون الأحمر
- بطن البقر
- تاريخ الصلاحية
- لحمة مفرومة
- محدودى الدخل
- أم وابنتها
- استطلاع رأى
- البطاطس المحمرة
- الجمعية الاستهلاكية
- الفرق بين
- اللون الأحمر
- بطن البقر
- تاريخ الصلاحية
- لحمة مفرومة
- محدودى الدخل
- أم وابنتها
- استطلاع رأى
- البطاطس المحمرة
- الجمعية الاستهلاكية
- الفرق بين
- اللون الأحمر
- بطن البقر
- تاريخ الصلاحية
- لحمة مفرومة
- محدودى الدخل
- أم وابنتها
- استطلاع رأى
- البطاطس المحمرة
- الجمعية الاستهلاكية
- الفرق بين
- اللون الأحمر
- بطن البقر
- تاريخ الصلاحية
- لحمة مفرومة
- محدودى الدخل