«الوطن» داخل منزل «حمدى» بعد شراء «وجبة الحكومة»: قليل من الزيت.. كثير من الملح.. وفرخة «قد الكف»

«الوطن» داخل منزل «حمدى» بعد شراء «وجبة الحكومة»: قليل من الزيت.. كثير من الملح.. وفرخة «قد الكف»
- أخبار الطقس
- أذان العصر
- أم محمد
- أمطار غزيرة
- الأحداث السياسية
- التاسعة مساءً
- الجمعية الاستهلاكية
- الحمد لله
- المجمع الاستهلاكى
- أبنائها
- أخبار الطقس
- أذان العصر
- أم محمد
- أمطار غزيرة
- الأحداث السياسية
- التاسعة مساءً
- الجمعية الاستهلاكية
- الحمد لله
- المجمع الاستهلاكى
- أبنائها
- أخبار الطقس
- أذان العصر
- أم محمد
- أمطار غزيرة
- الأحداث السياسية
- التاسعة مساءً
- الجمعية الاستهلاكية
- الحمد لله
- المجمع الاستهلاكى
- أبنائها
- أخبار الطقس
- أذان العصر
- أم محمد
- أمطار غزيرة
- الأحداث السياسية
- التاسعة مساءً
- الجمعية الاستهلاكية
- الحمد لله
- المجمع الاستهلاكى
- أبنائها
كعادتها تنتظر نشرة الساعة التاسعة مساءً، تترقب الأخبار، لا تشغل بالها بالأحداث السياسية التى تمر أمامها مرور الكرام دون اهتمام، تنتظر أخبار الطقس خوفاً من تعرض أبنائها لأى أذى بسبب وجود أمطار غزيرة مثلما حدث فى الأسابيع الماضية، أدت إلى إصابة أحدهم بنزلة شعبية حادة، تتفاجأ أثناء ذلك وقبل حصولها على المعلومة التى تنتظرها، بخبر يلفت انتباهها أكثر من غيره، وزارة التموين تعلن عن بدء صرف وجبات للأسر البسيطة فى المجمعات الاستهلاكية بسعر 30 جنيهاً للوجبة، تهتم أكثر «أم محمد»، وتنادى زوجها «حمدى» حتى يسمع الأخبار الجديدة، صور الوجبات تتراص على الشاشة ما بين لحوم ودجاج وسمك ماكريل مجمدة، وطماطم وخيار وفلفل لعمل طبق سلاطة، وبرتقال للتحلية وبصل للطبخ، وخضار وأرز وزيت، تنفرج أسارير الزوجين ويبدأ كل منهما فى حساب كل وجبة فيجدان أنها تتخطى الثلاثين جنيهاً بمبلغ كبير وفقاً لأسعار اليوم، ينتهى الخبر ببدء التوزيع يوم الأحد، توصى «أم محمد» زوجها بضرورة المرور على المجمع الاستهلاكى الأقرب لهم فى الملك الصالح أثناء تبديل نقاط الخبز للحصول على وجبة تعدها لأبنائها وبذلك تكون انتهت من مهمتها اليومية بالبحث عما ستقدمه لأسرتها المكونة من 6 أفراد. {left_qoute_1}
صباح الأحد الماضى، يتجه حمدى أحمد إلى الجمعية الاستهلاكية «نيل ماركت» بالملك الصالح وفقاً لاتفاقه مع زوجته، يسألهم عن الوجبات فيقول البائع: «لسه والله ماجتش بس قايمة أسعارها متعلقة على الباب»، يتساءل الرجل الستينى: «هو مش كل الوجبات بـ30 جنيه زى ما الحكومة قالت، ولا فى حاجة جديدة هندفعها»، يجيبه البائع: «لكل وجبة سعرها فالسمك غير الكشرى غير الفراخ أو اللحمة، وعلى العموم هى لسه ماجتش ومش عارفين هتتباع إزاى خلال أيام هنعرف»، يخرج «حمدى» وعلامات الحسرة تبدو على وجهه لسببين، الأول أن الحكومة -من وجهة نظره- لم تصدق فى قرارها ببيع الوجبات فى موعدها، والثانى أن الأمر ليس ثابتاً بمبلغ محدد، كما قالت النشرة، بخلاف مفاجأته بوجبة الكشرى وكأن لسان حاله يقول «الفقر ورانا ورانا»، يعود إلى منزله ليخبر زوجته بما حدث، وبمجرد أن ينتهى من حديثه تهم بالوقوف والذهاب سريعاً إلى الثلاجة دون أى تعليق، تهمهم فى طريقها وهى تقول: «أقوم أسخن للعيال أكل إمبارح بقى واشوف هزود شوية فاصوليا ولا إيه».
قبل أن ينقضى النهار يتبدل البرنامج الغذائى لأسرة «حمدى»، إذ قبل أذان العصر بدقائق يحضر أحد جيران «حمدى» ليقول له إن الوجبات نزلت فى الجمعية الاستهلاكية «نيو ماركت» فرع وهدان بالمنيل، التى تبعد عن الملك الصالح بدقائق، قاطعته «أم محمد»: «أنا خلاص سخنت الفاصوليا البيضا للعيال وهناكل، حتى لو فى وجبة نزلت دلوقتى هلحق أطبخها إمتى؟، خلاص نخليها للعشا أهو العيال ياكلوا فراخ أو لحمة وفاكهة وسلطة وحاجات مفيدة». يتكئ «عم حمدى» على إحدى بناته، فحركته تبدو صعبة لضعف نظره، يتوجه إلى المجمع الاستهلاكى بفرع وهدان، يحمل فى يده 30 جنيهاً، مؤكداً أن الوجبة لو زاد ثمنها على ذلك لن يشتريها نظراً لظروفه المعيشية البسيطة، يسأل البائع عن الوجبات فيجيبه بما لديه من الأنواع الخمسة: «لحمة أو فراخ أو سمك أو كشرى أو وجبة لحمة مفرومة» لكل منها محتويات تختلف عن الأخرى، يدقق نظره وهو يتفقد كلاً منها فلا يعجبه شكل اللحم المجمد لصغر حجمه والذى لن يكفى أولاده الأربعة، والسمك يجده عبارة عن طبق به قطعتان كبيرتان من سمك الفيليه وليس ماكريل كما ذكرت الوزارة فى النشرة، فيختار وجبة الدجاج لأنها، على حد قوله: «مفيش خوف منها وهنعرف نقسمها ع الأقل مش هنلاقى فرخة ناقصة ورك ولا حاجة». {left_qoute_2}
تستقبل «أم محمد» زوجها وعلى وجهها علامات الترقب، يقول لها: «متفرحيش أوى شكلنا برده هناكل الفاصوليا ع العشا»، تأخذ منه الشنطة وتجلس على الكنبة البسيطة التى تتوسط الغرفة التى يعيشون فيها، تبدأ فى تفريغ الكيس من محتوياته، زجاجة زيت لا تنظر لها باهتمام، فلديها ما يكفى من بطاقة التموين، وكيسا ملح تتساءل عن الاهتمام بوجوده بهذا الكم، وعلبة شاى صغيرة تثير علامات تعجب أيضاً من وجهة نظرها وعن سبب وجودها فى الوجبة، وأخيراً دجاجة صغيرة مجمدة تمسكها بيد واحدة وهى تقول «يا دوب أد كف الإيد»، تنظر إلى زوجها وتبتسم بسخرية وهى تسأل «فين الوجبة اللى بـ30 جنيه؟، فين الخضار والفاكهة والرز؟»، فيجيب «حمدى»: «دى الوجبة ودفعت الـ30 جنيه مرجعش منهم قرش». {left_qoute_3}
تحاول السيدة الخمسينية إقناع نفسها بأن تلك هى الوجبة التى ستعدها للعشاء وتكفى 4 أفراد، تبدأ فى عمل الدجاجة وهى تنظر لها باستغراب شديد، تطلب من ابنتها أن تحضر الباذنجان المخلل من الثلاجة و«حلة» الفاصوليا البيضا والعيش: «أكيد مش هناكل الفرخة من غير غموس، بما إن مفيش فى الوجبة رز ولا خضار، ع الأقل نغمس معاها من أكلنا». تبدأ «أم محمد» تتحدث مع زوجها عن سبب تسعير الوجبة بهذا المبلغ وتحسب كل محتوياتها فتقول «الفرخة دى أقل من كيلو مجمدة بنجيبها بـ15 جنيه تقريباً، إزازة الزيت بـ10 جنيه، كيسين الملح وباكو الشاى نقول 5 جنيه بالكتير، يعنى الوجبة دى تمنها 30 جنيه بالضبط، طب فين الدعم اللى بيقولوا عليه، وفين الفاكهة والخضار والطماطم ولوازم الطبخ اللى شفناها فى التليفزيون؟، أنا عشان أكفى بيتى بالوجبة دى محتاجة عليها كيس رز ونص فرخة وخضار وبصل وطماطم بحوالى 30 جنيه تانيين إذا مكنش أكتر لأن الخضار غالى».
ملامح «أم محمد» تتغير من الدهشة إلى الرضا بالأمر الواقع، تبتسم وهى تقول لأسرتها: «الحمد لله أن عندنا فاصوليا نغمسها، وعشان متزعلوش من حجم الفرخة هقطعها حتت لما تتسلق عشان تحسوا أنها كتيرة»، يخرج ابنها «فارس» ويفضل أن يذهب للعب الكرة مع أصدقائه عن انتظار العشاء، تناديه فيقول لها: «فاصوليا صبح وضهر وليل، كفاية، أنا افتكرت فى جديد»، يتبعه شقيقه الآخر وتظل معها ابنتها الصغرى وولدها الأصغر محمد فقط، تنتهى من تحضير الطعام وأثناء وضعه فى الأطباق تقول: «الفرخة ملهاش ريحة عشان كان لازم يبقى معاها بصل ومرقة دجاج، لأن المجمد محتاج حاجات عشان تحس أنها فراخ بجد، وشوربتها كأنها مية خفيفة مايتعملش عليها حاجة». لا تتوقف ربة الأسرة عن قول: «الحمد لله إحنا أحسن من غيرنا»، وتضع صينية الطعام فيها الثلاثة أطباق «فاصوليا بيضاء وباذنجان مخلل، وقطع من الدجاجة»، بعد أن تركت نصيب ابنيها غير الحاضرين فى الحلة، يأتى زوجها وابنتها وابنها للطعام فيجد «عم حمدى» أخاه الذى يسكن بجواره قد حضر من عمله فيناديه ليقتسم معهم العشاء ويجلس وهو يحكى له على مغامرات يومه للحصول على الوجبة وأخيراً ما وصل إليه وهو يبتسم ويردد جملة زوجته أيضاً: «بس نقول الحمد لله إحنا قادرين ندفع التلاتين جنيه غيرنا مش قادر».
أم محمد تمسك الدجاجة بيد والشاى باليد الأخرى وتسأل ما العلاقة؟
الأسرة بعد أن تجمعت حول الوجبة
وجبة الغلابة
- أخبار الطقس
- أذان العصر
- أم محمد
- أمطار غزيرة
- الأحداث السياسية
- التاسعة مساءً
- الجمعية الاستهلاكية
- الحمد لله
- المجمع الاستهلاكى
- أبنائها
- أخبار الطقس
- أذان العصر
- أم محمد
- أمطار غزيرة
- الأحداث السياسية
- التاسعة مساءً
- الجمعية الاستهلاكية
- الحمد لله
- المجمع الاستهلاكى
- أبنائها
- أخبار الطقس
- أذان العصر
- أم محمد
- أمطار غزيرة
- الأحداث السياسية
- التاسعة مساءً
- الجمعية الاستهلاكية
- الحمد لله
- المجمع الاستهلاكى
- أبنائها
- أخبار الطقس
- أذان العصر
- أم محمد
- أمطار غزيرة
- الأحداث السياسية
- التاسعة مساءً
- الجمعية الاستهلاكية
- الحمد لله
- المجمع الاستهلاكى
- أبنائها