قالت لى: «انت عيل ومش فاهمنى وهنفسخ الخطوبة» طلعت المطوة وخلّصت عليها: «الكلمة نرفزتنى أوى»
قالت لى: «انت عيل ومش فاهمنى وهنفسخ الخطوبة» طلعت المطوة وخلّصت عليها: «الكلمة نرفزتنى أوى»
القاتل
«كل واحد فينا يروح لحال سبيله، طالما أنت مش عارف تفهمنى» كانت هى الرسالة التى نقلتها «نجلاء» إلى خطيبها، بعد اتخاذها قراراً بفسخ تلك الخطوبة، وقبل أن تنتهى من رسالتها تلك عاجلها خطيبها بسيل من الطعنات حتى فارقت الحياة فى الحال أمام منزل أسرتها فى منشأة ناصر. بتفكير عميق استمر أكثر من 5 ساعات داخل غرفتها، قررت «نجلاء» أن تحسم الخلافات المستمرة مع خطيبها، وعندما وجدت أن إنهاء العلاقة هو الحل، أمسكت هاتفها المحمول واتصلت بخطيبها قائلة له: «عاوزة أقولك حاجة مهمة ومش هتنفع فى التليفون تعالى بسرعة»، ارتدى «عبدالله» ملابسه بسرعة وقبل أن يخرج من منزله وقعت عيناه على الساعة فى هاتفه المحمول وتأكد أنها تقترب من الواحدة صباحاً، فعاود الاتصال بخطيبته وقال لها «الوقت متأخر هقابلك بكرة الصبح»، لكنها أخبرته أنها فى انتظاره بحجة أن الموضوع لا يحتمل التأخير. وصل إلى المنزل وجدها تقف فى الشارع، فقالت له: «أنا مش هفضل أتعب أعصابى معاك أنت مش عارف تفهمنى عشان أصغر منى بـ9 سنين كل واحد يروح لحال سبيله»، أخذ يصرخ: «أنتى شفتى واحد تانى معاكى فى المحل اللى انتى شغالة فيه محدش هيعرف ياخدك منى» وأخرج مطواة وسدد لها عدة طعنات حتى سقطت على الأرض غارقة فى دمائها ولفظت أنفاسها الأخيرة.
«يا جماعة فيه واحدة مقتولة فى وسط الشارع» بتلك الكلمات كان يصرخ أحد الجيران عقب اكتشافه الجريمة، فحضر أفراد أسرة الضحية الذين فوجئوا بالواقعة، وأسرع الأهالى بإحضار بطانية وغطوا الجثة وأبلغوا قسم شرطة منشأة ناصر بالواقعة، فانتقلت قوة من القسم إلى مسرح الجريمة وتم العثور على الضحية «نجلاء أحمد محمد» 31 سنة، جثة هامدة ملقاة على الأرض فى شارع الفيوم بجوار جراج أبوشومة على بعد خطوات قليلة من منزل أسرتها.
«ماعرفش مين قتلها بس كانت نازلة تقابل خطيبها» كانت هى شهادة والدة الضحية فى محضر الشرطة، وهنا بدأت القوات فى البحث عن خطيبها وتوجهت قوة من قسم شرطة منشأة ناصر، أشرف عليها اللواء عبدالعزيز خضر مدير المباحث الجنائية إلى منزل المتهم ولم يجدوه، وتم الوصول إلى اثنين من الشهود أكدا أنهما شاهدا خطيب الضحية «عبدالله محمد حسين» 22 سنة، واقفاً معها قبل الجريمة بدقائق قليلة لكنهما لم يشاهداه أثناء تنفيذه الجريمة.
كلمتنى الساعة واحدة بالليل وقالت تعالى ورحت لها وصدمتنى وقتلتها: «عشان محدش يتجوزها غيرى»
التحريات التى أشرف عليها اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أكدت أن المتهم تربص للضحية وخطط لقتلها قبل أن يتوجه لمقابلتها أمام منزل أسرتها وعندما طلبت منه عدم إتمام الخطوبة وفسخها رفض وأخرج سلاحاً أبيض من بين طيات ملابسه واعتدى عليها بتسديد طعنة نافذة أودت بحياتها، وتبين وجود 3 طعنات فى الظهر وطعنة فى الصدر وقطع بالرقبة، وتحرر محضر بالواقعة وأحاله اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة إلى المستشار إبراهيم صالح المحامى العام الأول لنيابات غرب القاهرة للتحقيق فى الواقعة، فانتقل المستشار إبراهيم أبوعقل، مدير نيابة حوادث وسط القاهرة، إلى مكان الحادث وأجرى معاينة لمسرح الجريمة، وناظر جثة الضحية وقرر انتداب الطب الشرعى لتشريحها لمعرفة أسباب الوفاة وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.
لم تمر سوى 48 ساعة على تلك الجريمة، وتمكنت المباحث من القبض على المتهم بالقتل وبمواجهته بأدلة اتهامه انهار عقب القبض عليه واعترف بتفاصيل جريمته قائلاً إنه كان على علاقة عاطفية بالمجنى عليها منذ عامين، وأنه تعرف عليها عندما توجه إلى محل الملابس التى تعمل فيه لتصليح الوصلات الكهربائية الخاصة بالمحل، وأن تلك العلاقة تطورت إلى الخطوبة بعد 6 أشهر من تعارفهما، وأثناء فترة خطوبتهما كان يتشاجر بصفة مستمرة مع خطيبته وأنهما كانا على خلاف دائم، وأنهما تحدثا عدة مرات فى إنهاء تلك العلاقة لكنهما تراجعا لوجود قصة حب بينهما، وفى يوم الواقعة تلقى اتصالاً من خطيبته طلبت منه الحضور بشكل عاجل بحجة أنها تحتاجه فى أمر هام، وعندما تقابلا دار بينهما حوار قصير طلبت منه فسخ الخطوبة لأنها أكبر منه ثم بدأت فى السخرية منه قائلة له «يا ابنى انت بالنسبة لى لسه عيل»، ما أثار حفيظته فاعتدى عليها بمطواة حتى سقطت على الأرض جثة هامدة.
«أنا ندمان على قتلها عشان كنت بحبها بجد بس هى اللى وصلتنى للوضع ده»، بتلك الجملة بدأ المتهم فى شرح أسباب الواقعة أمام رجال المباحث فى قسم منشأة ناصر عقب القبض عليه، قائلاً إنه أصر على إقناع حبيبته بالعدول عن قرارها فتوجه إلى منزلها، وعندما تقابلا ووقفت معه بالقرب من منزلها رفضت الاستماع إليه وتمسكت بموقفها فى إنهاء علاقتهما وفسخ الخطوبة، وطالبته بأن يطوى تلك الصفحة من حياته، وأن قصة الحب التى جمعتهما كانت مبنية على أوهام، لكن تلك الكلمات تسببت فى خروج صديقها عن توازنه، فأخرج مطواة من طيات ملابسه وسدد لها عدة طعنات نافذة فى البطن والصدر واليدين، وعندما سقطت على الأرض تمكن من ذبحها وفر هارباً مستغلاً خلو الشارع من المارة، وتمكن من الهروب إلى منزل أحد أصدقائه فى منطقة بولاق الدكرور بالجيزة للاختباء فيه عقب تنفيذ الجريمة.
«يا باشا أنا ماخططش للجريمة ولا حاجة أنا لما بمشى فى الشارع بحط المطوة بتاعتى قرن غزال فى جيبى على طول، ولما خطيبتى بدأت تتريق عليا ضربتها بيها»، بهذه الكلمات حاول المتهم تبرير جريمته، مدعياً أن الجريمة تمت بالمصادفة بسبب تعرضه للاستفزاز من الضحية، وبعد استجوابه لمدة 4 ساعات اعترف خلالها بتفاصيل الجريمة تمت إحالته إلى النيابة.
كشفت تحريات المباحث، التى أشرف عليها اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، عن أن المتهم تمكن من الهروب عقب الجريمة وتوجه إلى منزل أسرته وأخذ حقيبة ملابسه وتوجه إلى منزل صديقه واختفى فيه حتى فوجئ بقوات الشرطة تلقى القبض عليه بعد أن تم تحديد مكان اختبائه من خلال الاتصالات الهاتفية التى أجراها من على هاتفه المحمول.