"تحذير: هناك قنبلة على متن الطائرة".. البداية "أكشن" والنهاية "بلاغ كاذب"

01:20 م | الخميس 19 نوفمبر 2015

بلاغ بوجود قنبلة على متن الطائرة"، العبارة الأكثر استهلاكا منذ حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، ومن بعدها هجمات باريس الإرهابية، ورغم أن البلاغات في أغلبها سلبية، إلا أنها تعكس حالة القلق التي بدأت تسود العالم عقب تلك الاعتداءات، كما تعكس محاولات التنظيمات الإرهابية جلب الرعب في نفوس ركاب الطائرات بالعالم، وإحداث أكبر قدر من "الشو الإعلامي" حول تلك التنظيمات، لكن في بعض الأحيان يكون الأمر على سبيل المزاح، مثلما فعل راكب على متن الطائرة البلغارية القادمة لمصر، ما اضطر قائد الطائرة للهبوط الاضطراري، ليعلق الراكب بعدها: "كانت مجرد مزحة".{left_qoute_1}

الكابتن طيار مالك بيومي نقيب الطيارين السابق، يقول إن التعامل مع مثل تلك البلاغات يختلف من حالة لأخرى، فهناك بلاغات تكون قبل إقلاع الطائرة، ولها مجموعة من الاحتياطات، حيث يبلغ الطيار السلطات المختصة بالبلاغ، وبعدها يتم إخلاء الطائرة، ويتم فحصها وتمشيطها بالكامل، واتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة للحفاظ على سلامة الركاب والطائرة.

{long_qoute_1}

ويضيف "أما الحالة الثانية، أن يتلقى طاقم الطائرة البلاغ بوجود قنبلة بعد إقلاعها، وهنا يكون أول الإجراءات هبوطها اضطراريا، وبعدها إجلاء الركاب من الطائرة، ثم اتباع كافة الإجراءات الأمنية الخاصة بسلامتهم، وفحص الطائرة وحقائب الركاب"، مشيرا إلى أنه لا يتم النظر في تلك الحالات لجدية البلاغ، وإنما تتخذ الإجراءات السابقة مع كافة البلاغات، فالأهم سلامة الركاب، حد تعبيره.

"الأمر لا يرتبط بحادث شرم الشيخ أو هجمات باريس"، يقول العقيد خالد عكاشة الخبير الأمني، مؤكدا أن تلك البلاغات موجودة طوال الوقت وقوات الأمن تتعامل معها جميعا، مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يسمى بـ"البلاغ الكاذب" في التعامل داخل المطارات، فالبلاغ يعتبر صادق إلى أن تثبت سلبيته، من خلال فحص الطائرة بالكامل من سلطات أمن المطار، واستدعاء المتخصصين في مجال المفرقعات والمتفجرات، وفي نهاية كل هذا تثبت صحة البلاغ من عدمه.

فيما يخص البلاغات التي ترسل على سبيل "المزاح"، فهناك واقعة شهيرة في مطار "ميامي الدولي" بولاية "فلوريدا" الأمريكية ديسمبر الماضي، عندما ادعى طبيب فنزويلي أنه يحمل متفجرات على متن الطائرة، ما كبد شركات الطيران خسائر كبيرة، نتيجة إخلاء إدارة المطار مبنيين من مبانيها، إضافة إلى نشر شرطة ميامي وحدة لتفكيك المتفجرات، لكنه دفع ثمن فعلته وفرضت عليه غرامة 90 ألف دولار أمريكي.{left_qoute_2}

ويرى عكاشة أن تلك الأنواع من البلاغات الكاذبة، أو التي تأتي على سبيل المزاح، يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المبلغين عنها، لكن في كل الأحوال يجب أخذ جميع البلاغات بمحمل الجدية، والتعامل معها بكافة الإجراءات والإمكانيات الأمنية المتاحة حتى لا تقع أي كارثة.