«اعتداءات باريس».. نقطة انطلاق «الحرب العالمية الثالثة»

كتب: عبدالعزيز الشرفى

«اعتداءات باريس».. نقطة انطلاق «الحرب العالمية الثالثة»

«اعتداءات باريس».. نقطة انطلاق «الحرب العالمية الثالثة»

على الرغم من أن الحديث عن اشتعال الحرب العالمية الثالثة التى تدمر العالم بأكمله ليس بالأمر الجديد، فإن اعتداءات «باريس» الأخيرة تسببت فى عودة تلك الفكرة لتطفو على السطح فى ظل التضاربات والتناقضات المختلفة التى يشهدها العالم، وبات بعض المحللين يؤكدون أن اعتداءات «باريس» هى حلقة فى سلسلة الحرب العالمية الثالثة، وربما تكون نقطة الانطلاق الفعلية لتلك الحرب، حتى وإن كانت تختلف عن سابقتيها، الحربين الأولى والثانية، من حيث وسائل الحرب وتكتيكاتها. {left_qoute_1}

المحلل الإسرائيلى للشئون العسكرية رون بن يشاى قال إن «اعتداءات باريس مرتبطة بشكل مباشر بما يجرى فى سوريا والعراق، والخطأ فى وقوع تلك الاعتداءات ليس خطأ استخباراتياً فى توقعها كما يعتقد البعض، وإنما هو فشل غربى فى توقع التورط فى حرب ضد التطرف الإسلامى على أراضى أوروبا وليس فى الشرق الأوسط كما كان يعتقد الجميع». «بن يشاى» قال، فى تقرير جديد نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنه «حان الوقت ليدرك الجميع هذه الحقيقة، نحن نعيش الحرب العالمية الثالثة بالفعل، ولكنها حرب عالمية جديدة تختلف عن الحربين الأولى والثانية، فهى هذه المرة بين دول الغرب والحضارة الغربية من ناحية، وبين المتطرفين الذين يدّعون الجهاد الإسلامى من ناحية أخرى».

«بن يشاى» يؤكد أن اعتداءات «باريس» هى الدليل الأبرز والأقوى على استراتيجية تنظيم «داعش» الإرهابى، فهى «هجمات يسهل تنفيذها وتؤلم الغرب بقوة، وتسمح للتنظيم بإحداث صدى قوى له ولعملياته فى جميع أنحاء العالم». وبحسب المحلل الإسرائيلى، فإن «حلقة أخرى فى سلسلة تلك الحرب قد وقعت بالفعل قبل اعتداءات باريس بعدة أيام، فإذا صحت معلومات إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء المصرية من خلال قنبلة، فإن هذا الأمر يعزز استراتيجية التنظيم الإرهابى، وعلى الأرجح تم التخطيط لتلك الاعتداءات فى فرنسا على مدار أشهر طويلة». وعن اختيار «باريس» مكاناً للاعتداءات، قال «بن يشاى»، إن «التنظيم الإرهابى يتلقى ضربات موجعة فى سوريا والعراق، ولهذا فإنه يهاجم أعداءه فى عقر دارهم، خصوصاً أن فرنسا كانت هدفاً سهلاً لهذا الهجوم، بسبب ارتفاع عدد المسلمين الذين يعيشون بداخلها، وسهولة استقطاب الفقراء منهم».

من جانبها، رصدت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية، حالة الجدل التى اجتاحت وسائل الإعلام الدولية فى أعقاب اعتداءات «باريس»، حيث كان السؤال الأبرز فى كل المناقشات التى دارت، هو ما إذا كانت تلك الاعتداءات هى البداية الحقيقية للحرب العالمية الثالثة، لافتة إلى أن الأجواء التى سادت «باريس» عقب الحادث من حصار وإجراءات استثنائية وانتشار عسكرى أعادت لأذهان الجميع الأجواء التى عاشها العالم عشية الحرب العالمية الثانية، بينما اتفقت مجلة «ميدا» الإسرائيلية مع وجهة نظر الصحيفة، حيث إن المعركة انتقلت إلى أرض أوروبا ولم تعد محصورة فى الشرق الأوسط، حيث إن المتطرفين الذين يحملون لواء الإسلام الراديكالى يحاولون فرض الحرب على الغرب ونقلها إليهم بعد أن كانت تدور رحاها فى الشرق الأوسط فقط.

صحيفة «يو إس إيه توداى» الأمريكية قالت إن الهجمات الدامية التى شهدتها «باريس» ما هى إلا مرحلة تمهيدية للحرب العالمية الثالثة، أو ربما هى نقطة الانطلاق الحقيقية لما سيكون لها من تداعيات وآثار على العالم بأكمله. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن «البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، وصف هو نفسه الأمر بهذه الطريقة ذاتها يوم الجمعة الماضى حين قال إن تلك الاعتداءات هى مجرد مرحلة تمهيدية للحرب العالمية الثالثة».

الرئيس الفلبينى السابق فيدال راموس قال إن «هجمات واعتداءات باريس الأخيرة هى مجرد نقطة مما يمكن أن تشهده المنطقة فى الفترة المقبلة، أو بمعنى أصح هى مجرد قطرة من الشكل الذى ستكون عليه الحرب العالمية الثالثة»، محذراً من أن دول العالم بأكملها لن تكون فى مأمن من تلك الهجمات. وقال «راموس»: «هذه الاعتداءات هى مجرد فصل من فصول الحرب العالمية الثالثة، فالعالم يمر بمراحل وعوامل أشعلت الحروب فى منطقة الشرق الأوسط وتسللت تلك الحروب إلى منطقة أوروبا».

مجلة «سليت» الأمريكية قالت إنه بعد اعتداءات «باريس»، فإن «الأيام السهلة قد انتهت إلى غير رجعة، لتبدأ أيام أخرى أصعب كثيراً مما شهده العالم من قبل». وقال المحلل الأمريكى ويليام ساليتان، فى مقاله بـ«سليت»، إن «الأجيال التى تعيش حالياً لم تعرف الحروب العالمية ولم تشهد الحرب الباردة، ولكن يبدو أننا نعيش حالياً مرحلة عودة تلك الحروب ليشهد عليها جيل جديد، ليمر العالم بمرحلة جديدة لا يمكن فهمها بسهولة ولا يمكن التعامل معها بالأساليب القديمة».

 

سيارات إسعاف ومصابين.. مشهد شهدته فرنسا مرتين فى عام واحد


مواضيع متعلقة