استهداف مصر بـ«خلايا الوادى» واستقطاب الإخوان فى «الدلتا والصعيد»

كتب: لطفى سالمان

استهداف مصر بـ«خلايا الوادى» واستقطاب الإخوان فى «الدلتا والصعيد»

استهداف مصر بـ«خلايا الوادى» واستقطاب الإخوان فى «الدلتا والصعيد»

يهدف تنظيم داعش للتمدد كالأخطبوط فى العالم كله من خلال خلايا ومجموعات عنقودية يشكلها فى الدول القوية التى يريد استهدافها لمدى تأثيرها فى الحرب عليه، ومن بين هذه الدول «مصر» من خلال فرع التنظيم فى سيناء وبعض الخلايا التى يحاول تشكيلها فى محافظات الدلتا والصعيد، إلى جانب المجموعات السلفية والإخوانية التى نجح فى تسفيرها للقتال فى سوريا والعراق وليبيا، للعودة مرة أخرى لمصر بعد اكتساب خبرة قتالية، ووصل عددهم لما يقرب من 3000 مصرى وفقاً لدراسة نشرها ريتشارد باريت، الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب بالمخابرات البريطانية، كشف فيها عن أعداد المقاتلين من مختلف الدول فى صفوف داعش. {left_qoute_1}

وسعى تنظيم «أنصار بيت المقدس»، منذ مبايعته لتنظيم داعش فى 11 نوفمبر 2014، للتمدد خارج سيناء، بمساعدة التنظيم الأم فى سوريا والعراق، لتفادى التضييق الأمنى من قبَل قوات الجيش والشرطة فى الشيخ زويد والعريش، وأعاد تشكيل ما يطلقون عليه «خلايا الوادى»، وهى الخلايا العنقودية التى شكلها التنظيم خارج سيناء عام 2012، ومن بينها خلية «عرب شركس»، إلا أن قوات الأمن تمكنت من القضاء على نشاط هذه الخلايا، وفرّت فلولها بعيداً عن الأمن، وعادت مع بداية عام 2015 للتشكل مجدداً بعدما ضمت عناصر جديدة من بينها عناصر إخوانية رأت فى «داعش» ملهماً لمواجهة النظام المصرى وأجهزة الأمن، وأطلقت على نفسها اسم «الدولة الإسلامية- مصر» التى أعلنت مسئوليتها عن عمليتَى استهداف المركز الثقافى الإيطالى بمنطقة وسط البلد، ومبنى أمن الدولة فى شبرا.

وإلى جانب محاولات التنظيم التمدد خارج سيناء، ووفقاً لمصادر مختلفة، قدّم أفكاراً مختلفة للتنظيم فى سيناء لمواجهة قوات الجيش والشرطة، من بين هذه الأفكار استراتيجية حروب العصابات التى تعتمد على تنفيذ عمليات سريعة وخاطفة ومفاجئة، وحينما نجحت قوات الأمن فى التعامل مع هذه الاستراتيجية اعتمد التنظيم على استراتيجية جديدة تسمى «الكمين والغارة»، وهى قائمة على الهجوم على أهداف متعددة فى وقت واحد، وكل هدف يتم الهجوم عليه بـ4 مجموعات، هى «المواجهة»، التى لا بد أن يسبقها انتحارى، ثم يتبعها مجموعتان للإسناد والدعم، ومجموعة أخيرة تسمى «قطع الإمدادات»، وهدفها تلغيم الطرق لمنع إمداد المناطق التى تشهد قتالاً مع عناصرها.

وحاول التنظيم تنفيذ هذه الاستراتيجية فى عملية الشيخ زويد، رمضان الماضى، إلا أن قوات الجيش نجحت فى التعامل معها، وضيّقت على التنظيم، خلال الفترة الماضية، وأجبرته على التراجع، ما دفعهم لنشر فيديوهات قديمة مجمّعة. وكشفت صفحات إخوانية على مواقع التواصل الاجتماعى انضمام ما يقرب من 7 مجموعات إخوانية تنفذ عمليات إرهابية لتنظيم داعش الذى قدم نفسه للإخوان على أنه الملهم الحقيقى الذى تتساقط أمامه الجيوش والأنظمة، فى حين عجز قيادات الإخوان عن الصمود طويلاً والبقاء فى الحكم. ويرى «داعش»، وفقاً للعديد من منظريه الفكريين، أن شباب الإخوان يمكن الاستفادة منهم فى تشكيل خلايا فى قلب القاهرة تكون نواة لفروع أخرى غير الموجود فى سيناء.

وكثف «داعش» من دعايته لاستقطاب العناصر الإخوانية من خلال دعوتهم للانضمام للتنظيم، وتقديم الدعم الفكرى والمادى لبعض المجموعات من خلال نشر كيفية تصنيع القنابل البدائية، وكيفية تشكيل الخلايا العنقودية، وتكوين مجموعات للرصد والمتابعة والتأمين والإمداد والتنفيذ، من دون أن تكون هذه المجموعات على معرفة ببعضها البعض، فإذا نجحت قوات الأمن فى الإمساك بإحدى الخلايا تفشل فى كشف باقى المجموعات.

 


مواضيع متعلقة