"سكين الانتفاضة" و"تظاهر الداخل" و"صواريخ غزة".. 3 جبهات تؤرق الاحتلال

كتب: محمد الليثي

"سكين الانتفاضة" و"تظاهر الداخل" و"صواريخ غزة".. 3 جبهات تؤرق الاحتلال

"سكين الانتفاضة" و"تظاهر الداخل" و"صواريخ غزة".. 3 جبهات تؤرق الاحتلال

"الاغتراب".. شعور طارد اليهود في أنحاء العالم، فكانوا عبارة عن مجتمعات غريبة أو قلة منبوذة على أرض "الأغيار"، نظرًا لحفاظهم على عدم الاندماج مع المجتمعات الأخرى، فكانت مجتمعات صغيرة منغلقة داخل مجتمعات أخرى لم يندمجوا إلا مع حركة "الهاسكالا" أو التنوير التي دعت للاندماج، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك نظرًا لخصائص الشخصية اليهودية، ما عزز من شعور اليهودي بالاغتراب، إلى أن ظهرت الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، والتي جاءت بمثابة تحقيق للحلم ووعد الرب بالعودة إلى أرض إسرائيل، الأمر الذي لعب عليه قادة الصهيونية ومؤسسوها لاستقطاب اليهود إلى أرض فلسطين محتلين إياها.

طارد شعور "الاغتراب" اليهود في الأرض التي ظنوها خلاصًا، فهي التي تفيض لبنًا وعسلًا ليجدوا أصحاب الأرض واقفين في وجههم، ما تسبب في زيادة الاغتراب لدى الإسرائيليين، وولد الخوف الذي ظهر جليًا مؤخرًا في الشارع الإسرائيلي بسبب "انتفاضة السكين" التي خرج بها الشباب الفلسطيني في وجه قوات الاحتلال التي نفذت اقتحامات متعددة للمسجد الأقصى.

{long_qoute_1}

لم تكن الجبهة التي تؤرق إسرائيل حاليًا فقط هي جبهة انتفاضة شباب القدس والضفة والتي حصدت قليلًا من أرواح الإسرائيليين، فكانت التظاهرات التي خرجت، أول أمس، بالآلاف في شوارع أربع مدن إسرائيلية قلقًا كبيرًا لرئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد استقالة وزير الاقتصاد "آرييه درعي" بسبب اعتراضه على اتفاقية الغاز التي يريد نتنياهو إبرامها، ففضل رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يتولى شؤون الوزارة ليضيف صلاحياتها إلى صلاحياته ويوقع عليها.

ووصف موقع "زا ماركر" الاقتصادي الإسرائيلي، أن التظاهرات التي خرجت هي الأكبر منذ صيف 2011، مشيرًا إلى نزول آلاف الإسرائيليين احتجاجا على مخطط الغاز لرئيس الوزراء الإسرائيلي، موضحًا أن أعدادهم تخطت الـ7 آلاف ما أدى إلى نشوب مواجهات عنيفة أدت إلى اعتقال 11 من المتظاهرين، واصفًا مخطط نتنياهو الجديد للغاز بـ"المثير للجدل"، في الوقت الذي وصفه المتظاهرون بـ"الاحتكار"، ليمثل ذلك جبهة صراع داخلية في دولة الاحتلال.

أما الليلة الماضية، شهدت الساحة جبهة ثالثة أدت أدوارًا كبيرة في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الجبهة التي تسببت في الرعب والاضطراب النفسي لسكان الجنوب الإسرائيلي في العديد من أوقات الحروب وغيرها، إنها "غزة" صاحبة الصواريخ التي تستهدف دائمًا المنطقة الجنوبية، حيث أطلقت المقاومة، أمس، صاروخًا باتجاه الأراضي الإسرائيلية ليرد جيش الاحتلال الإسرائيلية بغارة جوية على القطاع مستهدفًا موقع لحماس.

{long_qoute_2}

من جانبه يرى الدكتور منصور عبدالوهاب، أستاذ اللغة العبرية بكلية الألسن جامعة عين شمس، أن المجتمع الإسرائيلي قائم في الأساس على وجود مشاكل، سواء كانت اقتصادية أو أمنية، مؤكدًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من يختلق الأزمات الخارجية من أجل التغطية على المشاكل الاقتصادية الداخلية.

وأضاف عبدالوهاب في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن نتنياهو يريد أن يُشعر الإسرائيلي أنه مهدد بشكل دائم من "العدو العرب المحيط"، سواء داخل الضفة وغزة أو في الداخل الإسرائيلي نفسه والدول المحيطة، لافتًا إلى أن إشعال أمر الصواريخ، وأيضًا الانتفاضة للتغطية على المشاكل الداخلية الموجودة، مشيرًا إلى أن انتفاضة السكين تسبب أرقًا كبيرًا خاصة للمستوطنين الإسرائيليين.


مواضيع متعلقة