«الوطن» تنشر تفاصيل لقاءات «تنشيط الاستثمار» بين «السيسى» ورجال المال والأعمال البريطانيين

كتب: هانى الوزيرى

«الوطن» تنشر تفاصيل لقاءات «تنشيط الاستثمار» بين «السيسى» ورجال المال والأعمال البريطانيين

«الوطن» تنشر تفاصيل لقاءات «تنشيط الاستثمار» بين «السيسى» ورجال المال والأعمال البريطانيين

 حصلت «الوطن» على تفاصيل لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، مساء أمس الأول، مع ممثلى مجتمع المال والأعمال البريطانى ورؤساء كبريات الشركات البريطانية ومن بينها بعض الشركات العاملة فى مصر، وذلك بحضور اللورد فرانسيس مود، وزير الدولة البريطانى للتجارة والاستثمار، حيث تلقى الرئيس إشادة من جانب رؤساء كبريات الشركات، وقال روبرت دودلى، رئيس مجلس إدارة شركة بريتش بتروليوم موجهاً حديثه للرئيس: «إن ما قمتم به فى فترة قصيرة جداً مذهل»، ووعد بأن تكون استثمارات شركته فى عامى 2016-2017 «سدس» الاستثمارات الأجنبية فى مصر، فيما أعلن اللورد فرانسيس مود، وزير الدولة البريطانى للتجارة والاستثمار، عن قرار رئيس الوزراء البريطانى بتعيين عضو مجلس العموم جيفرى دونالدسون مبعوثاً شخصياً له لتنمية العلاقات التجارية بين مصر والمملكة المتحدة.

{long_qoute_1}

وكان «السيسى» قد استهل كلمته معرباً عن سعادته بحضور اللقاء، وقال: «العلاقة بين مصر وبريطانيا قديمة ووثيقة، وقد مرت بمراحل كثيرة كما تعلمون، حتى وصلت الآن لمرحلة النضج الكامل الذى يقوم على فهم كل طرف للآخر وإدراكه لمغزى التعاون معه، ونحن فى مصر ندرك جيداً قيمة بريطانيا فى السياسة والاقتصاد والعلم والابتكار والثقافة، ونعلم أن لديها الكثير الذى يمكنها أن تقدمه لبلادنا فى مجالات عديدة، ونعلم كذلك أن بريطانيا تدرك قيمة مصر جيداً تاريخاً وحضارة، وتعى قدرتها السياسية ووزنها الاستراتيجى، وتدرك إمكاناتها الاقتصادية والبشرية، وتُقدّر مدى تأثيرها الثقافى والحضارى فى منطقتها وفى العالمين العربى والإسلامى».

وأضاف: «حضرت إلى هنا لأعبّر عن مصر التى تتطلع إلى تحقيق شراكات تنموية حقيقية فعّالة وسليمة، وتقدم الفرص لشركاء التنمية بما يحقق مصالح الطرفين، وإننى على يقين أنكم تتابعون عن كثب التطورات فى مصر.. وتعلمون أن مصر قد حققت تحسناً اقتصادياً ملحوظاً خلال العام الماضى تحديداً، وهو ما شهدت به تقارير المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية لا سيما مؤسسات التصنيف الائتمانى وتوقعاتها الإيجابية حول أداء الاقتصاد المصرى والتى تعكس ارتفاع مستوى الثقة فيه».{left_qoute_1}

وتابع: «نحن نتطلع إلى الاستفادة من الإمكانيات المتاحة لجذب الاستثمارات والتى ترحب مصر باستقبالها فى قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة، والصناعات المغذية، والبترول والأدوية، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة».

وتحدّث «السيسى» عن عدد من الفرص الاستثمارية الكبيرة ومنها مجموعة المشروعات القومية، ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، بما فى ذلك تطوير المنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس بعد أن تم افتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس الماضى، وقال: «إنه مشروع ضخم نطمح إلى أن يكون قاطرة تنموية جديدة لبلادنا، كما نطرح عليكم المشاركة فى العديد من المشروعات التنموية بما فى ذلك إنشاء الموانئ البرية والمدن السكنية ومحطات الطاقة وتحلية المياه والمناطق الصناعية، وذلك فضلاً عن العديد من المشروعات الطموحة سواء فى شرق بورسعيد وغيرها من مختلف أرجاء البلاد».

وأضاف: «نعمل بكل إصرار على اتخاذ كافة الخطوات وإصدار التشريعات المطلوبة لتوفير مناخ مُواتٍ وجاذب للاستثمار، بما فى ذلك مكافحة الفساد وإزالة المعوقات البيروقراطية وتسهيل الإجراءات المرتبطة بتسجيل الشركات الجديدة الراغبة فى دخول السوق المصرية، وتقديم التسهيلات لعمل المستثمرين الأجانب فى أسرع وقت ممكن، وتقديم حوافز وضمانات للاستثمار وفقاً للقطاعات والمناطق التى يستثمرون بها، فضلاً عن العمل على تفعيل الآلية الخاصة بحل المنازعات القائمة مع بعض الشركات العاملة فى مصر».

وأكد التزام الحكومة المصرية بتوفير كافة الضمانات الممكنة للاستثمارات الأجنبية فى مصر، وفى مقدمتها الاستثمارات البريطانية التى تُعد الأكبر فى مصر على الإطلاق، والعمل على تذليل وحل كافة المشكلات والمصاعب التى تواجه عدداً من الشركات العاملة بالبلاد، «علماً بأنها مشكلات وقتية ارتبطت بفترة بعينها، ونعمل حالياً بكل جد وعزم على معالجتها».

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن روبرت دودلى، رئيس مجلس إدارة شركة بريتش بتروليوم، ألقى كلمة خلال اللقاء وجّه فيها الشكر للرئيس على ما اتخذته مصر من خطوات لدعم وتشجيع الاستمارات الأجنبية المباشرة، ومشيراً إلى اعتزام الشركة ضخ المزيد من الاستثمارات فى السوق المصرية خلال الفترة المقبلة. كما استعرض تجربة الشركة الناجحة فى مصر، منوهاً إلى ما يتيحه الاقتصاد المصرى من فرص واعدة فى مختلف المجالات، ومن بينها قطاع الطاقة الذى يُعد من القطاعات الواعدة فى مصر، وهو الأمر الذى يتطلب تكثيف جهود البحث والتنقيب عن البترول والغاز فى مصر.

وعلمت «الوطن» أن «دودلى» قال لـ«السيسى» خلال اللقاء: «إن ما قمتم به فى فترة قصيرة جداً أمر مذهل»، وأضاف أن حجم أعمال الشركة فى مصر فى الفترة من 2016-2017 سيكون «سدس» الاستثمار الأجنبى فى مصر، وهذا رقم كبير جداً، لافتاً إلى أن ذلك ليس كلاماً مرسلاً ولكنه أرقام حقيقية على الأرض.

وتابع «دودلى»: «إننا عملنا فى مصر لمدة 50 عاماً وكان الجميع يسألوننا: كيف استطعتم الاستمرار فى مصر كل هذه السنوات الطويلة والظروف التى مرت بها؟ وكانت ردودنا دائماً أننا مع مصر فى الأوقات الصعبة والجيدة»، وأضاف قائلاً: لقد أرسلت رسائلكم إلينا الطمأنينة بخصوص حقيقة الأوضاع فى مصر.

وكشف عن أنه سبق أن واجهت الشركة مشكلة فنية كبيرة، ولجأ للفنيين الألمان لحلها، ولكنهم فشلوا فى الحل، كما لجأ إلى عدة دول أوروبية وباءت المحاولات بالفشل، إلى أن قام بحلها أحد الفنيين المصريين بأحد مراكز الاتصالات بالقرية الذكية فى مصر، وقد ضجّت القاعة بالتصفيق لما قاله رئيس الشركة من شهادة لكفاءة الفنيين المصريين.

من جانبه أعرب وزير الدولة للتجارة والصناعة البريطانى، اللورد فرانسيس موود عن أمله فى أن يتم استئناف الرحلات البريطانية إلى شرم الشيخ فى أسرع وقت ممكن، وقال للرئيس: «إن زيارتكم تثبت التزامكم بالشراكة مع بريطانيا، ورغبتكم فى زيادة حجم التبادل التجارى وزيادة الاستثمار»، وأضاف: «الحكومة البريطانية تشارككم فى هذا الالتزام، ولهذا السبب فإننا نُعتبر كشركات بريطانية أكبر مستثمرين فى مصر»، مشيراً إلى أن بلاده هى أكبر مستثمر أجنبى فى مصر، حيث بلغت الاستثمارات البريطانية العام الماضى 5.4 مليار دولار، وهى تقريباً نصف الاستثمارات الأجنبية المباشرة التى تدفقت على مصر.

 


مواضيع متعلقة