كلوديا كاردينالى «أيقونة الجمال الحقيقى»

11:55 م | الخميس 05 نوفمبر 2015

نظرات نارية مغلفة بالبراءة، ابتسامة واثقة تمتلك السحر على أعتاب شفتيها التى تهاوى أمامهما مئات الرجال، فأصبحت محسودة النساء وخطيئة الرجال، خاصة بعد أن قال عنها الروائى الإيطالى ألبيرتو مورافيا «هى تانى أعظم اختراع إيطالى بعد السباجيتى»، بعد أن تفننت الطبيعة فى رسم ملامحها بعناية لتكون خليطاً ما بين غموض الغرب وسحر الشرق، فتربعت معه «كلوديا كاردينالى» على عرش نساء العالم، ليحين تكريمها خلال الدورة الـ37 من مهرجان «القاهرة» السينمائى الدولى، وتمنح جائزة تقديرية تحمل اسم الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وذلك تكريماً لها عن إسهاماتها فى مجال السينما. لم تكن «كاردينالى» التى ولدت فى تونس عام 1938، لأب إيطالى وأم فرنسية تعلم أنها سوف تكون محط أنظار العالم فى وقت قريب، فكانت خطتها فى الحياة فى منتهى البساطة، كانت تطمح فى العمل كمعلمة للأطفال، ولكن الصدفة تدخلت بعد مشاركتها فى فيلم «جحا» الذى أنتج فى تونس وقام ببطولته عمر الشريف، لتحصل بعد الفيلم على لقب «أجمل إيطالية من تونس» عام 1957 لتنقلب حياتها رأساً على عقب وهى لم تتجاوز الـ20 عاماً، وتبدأ فى عالم السينما بعد عام واحد من حصولها على اللقب، وفى عام 1963 قدمت واحداً من أهم أعمالها السينمائية مع المخرج الإيطالى فريديريكو فيللينى، لتنطلق بعدها إلى هوليوود التى شهدت بزوغ نجمها، وقدمت فيها مجموعة من أهم الأعمال منها «النمر الوردى»، «عالم السيرك»، و«المحترفون»، وتتوالى بعدها الأعمال لتقدم ما يقرب من 151 فيلماً سينمائياً على مدى رحلتها الطويلة فى عالم الفن. طوال تلك الفترة التى شهدت تألق «كالوديا» الفنى باعتبارها مثالاً للمرأة الجميلة المغرية، فهى التى أحبها روبرت دى نيرو، وركع أمامها فيلينى، وحطمت قلب مارلون براندو، كانت ترفض دائماً التعامل معها وفقاً لشكلها وجسدها، لتقول: ورغم أن الصحافة صنفتنى كرمز جنسى، فإنى لم أتعر أبداً على الشاشة فى أفلامى، وإن كل العقود التى أبرمتها تنصّ دائماً فى أحد بنودها على عدم إجبارى على الظهور عارية، وإنى أجزم بأن المرأة عارية أو نصف عارية فإنها تفقد غموضها وبالتالى جاذبيتها»، وهو أيضاً ما دفعها لرفض جميع عمليات التجميل، بالرغم من تقدمها فى السن بشكل كبير «أنا عمرى 77 سنة وما زلت أعمل، أرفض شد الوجه وعمليات التجميل، لا أحب كل هذه الأشياء، لأنه لا يمكن إيقاف الزمن».

وبالرغم من جمالها الأخاذ كانت تمتلك منطقها الخاص الذى أبقى سحره مقترناً بها طوال تلك السنوات «إنى أحب النساء القويات الناشطات وأكره النساء الخانعات الضعيفات واللاتى يقبلن بأن يكن عبيداً للرجال، أحب النساء الجميلات، وجمال المرأة عندى مرتبط بالقوة التى تشع من العينين والابتسامة وطريقة المشى ولا أحب النساء الملطخات بالماكياج».