رسائل من داخل السجون: «تحية لمن سألوا عنى»

كتب: جهاد مرسى

رسائل من داخل السجون: «تحية لمن سألوا عنى»

رسائل من داخل السجون: «تحية لمن سألوا عنى»

تجارب من حُبسوا داخل السجون، سواء كان السجن بمفهومه المباشر، أو تجليات الحبس المختلفة، كالمسارات التى تفرضها ظروف الحرب، تجارب أشخاص داخل مؤسسات العلاج النفسى والتقسيم الجبرى للمدن بالفواصل الحدودية، هو ما يتناوله معرض «تحية لمن سألوا عنى»، المقام حالياً فى مركز «الصورة المعاصرة».

المعرض يأتى ضمن مشروع ممتد عن التجارب المتعددة للحبس، ويسهم من خاضوا تجربة الحبس فى إنتاج معظم الأعمال المعروضة، التى تتراوح بين التوثيقى والروائى والبحثى، فى دول مثل: أوغندا، ولبنان، وسوريا، وفلسطين، ومصر. {left_qoute_1}

أحمد رفعت، المسئول الإعلامى بمركز «الصورة المعاصرة»، أكد أن المعرض يضم 7 أعمال فنية، لفنانين معاصرين، وشارك فيها بعض المحتجزين، مثل فيلم لمخرج فنزويلى، تم تصويره فى مصحة نفسية فى البرتغال، مصممة على هيئة سجن، حيث شارك فى العمل أشخاص تلقوا العلاج النفسى داخل المصحة، التى كانت بالنسبة لهم بمثابة السجن.

«إبرة تصنع شبكة» عمل توثيقى من بين أعمال المعرض، حسب «رفعت»، يتناول حياة المعتقلين السياسيين الفلسطينيين فى السبعينات والثمانينات، باستعراض مجموعة من الكتب المختارة من مكتبة سجن نابلس، كان يقرأها المعتقلون فى السجون الإسرائيلية، إلى جانب سلسلة من الحوارات مع عدد من المعتقلين.

عمل فلسطينى آخر، بعنوان «خطاب حب»، يظهر خلاله الممثل المسرحى حسام أبوعيشة، وهو يلقى ما يبدو أنه خطبة سياسية، فى حين أن محتوى الخطبة هو نص لرسالة حب، كتبه وهو فى السجن، فى محاولة للتأكيد على أن الخطاب السياسى، وخاصة فى فلسطين، يكون مفرغاً من المعنى.

يشارك فى أعمال المعرض عملان مصريان، الأول فيلم قصير للمخرج حسام على، بعنوان «ثلاثية رفح»، يتحدث عن الانسحاب الإسرائيلى من سيناء، وعملية تقسيم رفح، ما يعد نوعاً من الحبس الجغرافى، حيث يظهر خلال الفيلم أهالى الضفتين من رفح وهم يتبادلون الصيحات من جهتى الأسلاك الشائكة، أما العمل الثانى فهو عبارة عن تسجيلات صوتية لأشخاص مروا بتجارب الحبس، خلال فترات مختلفة.

السجون الإنجليزية فى أوغندا، تم تناولها فى أحد أعمال المعرض، حسب «رفعت»، لشرح كيفية تدمير الوثائق التى تدين الاحتلال بعد إعلان الاستقلال، بالاطلاع على رسائل متبادلة بين الإنجليز فى أوغندا والإنجليز ببريطانيا نفسها، كما تضمن المعرض بعض الصور الفوتوغرافية، التقطها مصور لبنانى، لسوريين محاصرين بسبب ظروف الحرب.

أما اختيار اسم المعرض، فأكد «رفعت» أنه مستوحى من خطابات السجناء لأهلهم الطلقاء، حيث تلاحظ ذكر عبارة «وتحية لمن سألوا عنى» فى نهاية الخطاب، ووقع الاختيار عليها كمقطع معبِّر عن أشخاص غائبين قسراً.

 


مواضيع متعلقة