«أم دينا» سيدة الخردة.. ونصيرة «حقوق المرأة»: «البنت بـ100 راجل»

10:42 م | الخميس 29 أكتوبر 2015

تقف «أم دينا» سيدة الخردة فى سوق الجمعة الأسبوعى بإمبابة، إلى جوارها تجلس ابنتها الصغيرة «هاجر»، ذات الثمانى سنوات، تتأمل والدتها كثيراً، وتلعب بدميتها أكثر، أصبح يوم الإجازة من المدرسة مرتبطاً بذهابها إلى السوق مع أمها، لا تتذمر، بل تجد لنفسها دمية بين الخردة لتحلق معها فى عالم آخر، يشاكسها مؤمن، شقيقها بالتبنى، فترد بضحكات متتالية تضفى على «الفرشة» جواً من المرح والسعادة.

تبدو السيدة، البالغة من العمر 44 عاماً، أصغر من سنها، لكنها تؤكد دائماً: «مايغركش هاجر عشان صغيرة، دا أنا جدة»، لدى «أم دينا» 5 أبناء: «أحمد ومحمد وإسلام»، فى مراحل الثانوية العامة، و«هاجر» وشقيقتها الكبرى، تصر على أن يناديها الجميع باسم ابنتها الكبرى رغم أن لديها ذكوراً، تؤكد للمعترضين: «البت بـ100 راجل»، صحيح أنها لم تدخل مدارس، إلا أنها تؤمن بسياسة التمييز الإيجابى، فحين تتحدث عن ابنتيها تتغير لغتها وتهدأ نبرتها: «دخلت البنوتين مدارس خاصة، الأولى كملت واتخرجت من كلية الحقوق، وهاجر لسه فى سنة تانية ابتدائى بادفع لها فى السنة ألفين جنيه غير اللبس والكتب»، لم تفكر فى التقدم بطلب لتخفيض المصاريف أو نقل ابنتها لمدرسة أقل تكلفة: «ماحبش ولادى يبقوا أقل من حد، والغالى تمنه فيه». 25 عاماً من الزواج، مع ذلك لا يرد ذكر زوجها فى حديثها بطيب أو سوء: «بيشتغل عامل نظافة فى الهرم»، تواصل «أم دينا» عملها طوال الأسبوع منذ الخامسة صباحاً «بلف على الزبالة أدور، الناس مابترميش حاجة مهمة، هو البلاستيك الكيلو أبيعه بجنيه، والكارتون بـ30 قرش»، مهنة ورثتها عن والدها، يعاونها على «الفرشة» ابنها بالتبنى «مؤمن»، فتفسر «أم دينا»: «مؤمن كان عند ناس مايعرفوش ربنا، صعب عليا واتبنيته من مرات أبوه، ونفس القصة محمود».