نتائج المرحلة الأولى تُعيد ترتيب خارطة الأحزاب السياسية

08:31 م | الخميس 29 أكتوبر 2015

أعادت نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب ترتيب الأحزاب السياسية وحجمها الحقيقى، حيث عكست تلك النتائج التغيرات الجذرية فى الخارطة الانتخابية لمقاعد الأحزاب فى برلمان 2015، وأكدت على تفوق حزب جديد على أحزاب أخرى لها باع طويل فى تاريخ الحياة السياسية، حيث حصل حزب «مستقبل وطن» على المركز الثانى بـ28 مقعداً فردياً، بعد حزب «المصريين الأحرار» الذى تفوق هذه المرة على جميع الأحزاب السياسية، ليحصد المركز الأول بـ36 مقعداً فردياً، بعد أن احتل المركز الرابع خلف أحزاب الحرية والعدالة والوفد والنور فى انتخابات 2011، فيما جاء حزب الوفد فى المركز الثالث فى الانتخابات الحالية حاصداً 17 مقعداً، وهو ما اختلف حول تفسيره قيادات الحزب نفسه وعدد من المحللين السياسيين، وحقق عدد من الأحزاب المؤسسة عقب الثورة عدداً ضئيلاً من المقاعد؛ حيث حصد حزب الشعب الجمهورى 7 مقاعد، والمؤتمر 6 مقاعد، وحماة الوطن 4 مقاعد، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى 3 مقاعد، أيضاً أرجع بعض المحللين تقدم المصريين الأحرار عن غيره من الأحزاب بهذا العدد من المقاعد نظراً لكون محافظات المرحلة الأولى هى محافظات الصعيد، المعروف عنها قوة مرشحى هذا الحزب، مقارنة بمحافظات المرحلة الثانية. وقال ياسر حسان، القيادى بحزب الوفد، إن حصول حزبه على 17 مقعداً بالمرحلة الأولى لمجلس النواب يعد نجاحاً كبيراً، فالوفد فاز بـ70% من المقاعد التى ترشح عليها فى الجولة الأولى، وهو ما لم تحققه الأحزاب الأخرى، إضافة إلى أن الوفد لم يقم بإنفاق ما أنفقته الأحزاب الأخرى من مال سياسى للمرشحين أو فى العملية الانتخابية برمتها، وأضاف أن حزب «مستقبل وطن» يخوض الانتخابات للمرة الأولى، و«المصريين الأحرار» أنفق الكثير من المال السياسى على مرشحيه تجاوز السقف الانتخابى، فيما خاض الوفد الانتخابات بإمكانيات ضئيلة جداً.

{left_qoute_1}

وقال شهاب وجيه، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، إن الحزب حصد أكبر عدد من المقاعد لقدرته على تقديم أفكار جديدة، ومرشحين يثق فيهم الناخب، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المرشحين الفائزين يخوضون الانتخابات للمرة الأولى.

وأرجع أشرف رشاد، الأمين العام لحزب «مستقبل وطن»، تفوق حزبه واكتساحه العديد من المقاعد وصلت إلى 28 خلال المرحلة الأولى، بعد حصد 22 مقعداً فردياً بجولة الإعادة، إضافة إلى 6 مقاعد بقائمة «فى حب مصر»، إلى اعتمادهم على الهيكل التنظيمى الشبابى وعدم تدخل المركزية فى اختيار المرشحين الذين تم اختيارهم وفقاً لعدة معايير أهمها السمعة الطيبة والقاعدة الشعبية، والتاريخ السياسى، وامتلاكهم برنامجاً انتخابياً محدداً.

وأضاف «رشاد»، لـ«الوطن»، أن الحزب اعتمد فى إدارته على كوادر شبابية متدربة خاضت تجارب سياسية فى العمل الجامعى، فضلاً عن تصدر الشباب لقائمة مرشحى الحزب والذين وصلت نسبتهم إلى 40% من جملة المرشحين، يتمتعون بأصوات العائلات والقبائل. وقال طارق فهمى، أستاذ السياسة العامة والخبير فى الشئون السياسية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن ظاهرة تفوق «مستقبل وطن» على الأحزاب الكبيرة ترجع إلى الدعم المادى الكبير الذى يتلقاه من رجال أعمال كبار، فضلاً عن ضمهم عدداً كبيراً من نواب الحزب الوطنى داخل هيكله التنظيمى والذين لديهم خبرات فى إدارة العملية الانتخابية، فضلاً عن كونه حزباً شبابياً يعمل بحرفية، على عكس الأحزاب الكبيرة كالوفد، التى تخللتها الخلافات الشخصية.

وأشار «فهمى»، لـ«الوطن»، إلى أن هذا الحزب سيستكمل استحواذه على عديد من المقاعد خلال المرحلة الثانية، وسيشكل هو وقائمة «حب مصر» الظهير السياسى للرئيس عبدالفتاح السيسى داخل البرلمان ليكون «حزب الرئيس»، وسيحصد أغلبية مقاعد البرلمان فى عملية «تسليم للأدوار» من قبَل الأحزاب الكبيرة، التى تراجع بعضها كالوفد.