بالفيديو| "الوطن" تنشر نص كلمة السيسي أمام قمة الهند إفريقيا

كتب: هانى الوزيرى

بالفيديو| "الوطن" تنشر نص كلمة السيسي أمام قمة الهند إفريقيا

بالفيديو| "الوطن" تنشر نص كلمة السيسي أمام قمة الهند إفريقيا

تنشر "الوطن"، نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام قمة "الهند - إفريقيا"، في نيودلهي، وفيما يلي نص الكلمة:

السيدات والسادة،

يطيب لي في البداية، أن أتوجه بالشكر والتقدير لدولة رئيس وزراء الهند، ولشعب وحكومة الهند الصديقة، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، وكذلك على الجهود المبذولة في الإعداد لهذه القمة المهمة التي تنعقد تحت شعار "شراكة نشطة ورؤية مشتركة"، الذي يجسد جوهر شراكتنا وأساس عملنا المستقبلي، في إطار سعينا لترسيخ أركان التعاون بين قارتنا الإفريقية والهند.

{long_qoute_1}

إن التحديات التي يواجهها العالم أجمع والدول النامية بشكل خاص، تجعل من خيار الشراكة والتعاون الخيار الأجدى أمام حكوماتنا وشعوبنا، وتتميز الشراكة الإفريقية - الهندية بمكانة متميزة باعتبارها أحد أهم نماذج التعاون البناء بين دول الجنوب، إذ تستند إلى تاريخ مشترك فيما يتعلق بالكفاح من أجل التحرر الوطني، كما كان هناك أثر ملموس للشراكة بين الزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وجواهر لال نهرو في تأسيس حركة عدم الانحياز، وفي جهود إعادة صياغة أسس النظام العالمي على نحو أكثر عدالة، يحمي مصالح الدول النامية، ويلبي تطلعات شعوبها نحو مستقبل أفضل.

 

ومع تغير طبيعة التحديات التي يواجهها الجانبان، ومجالات التعاون الجديدة التي تنامت أهميتها خلال السنوات الماضية، كان هناك إدراك لأهمية البناء على الروابط المشتركة، لإيجاد إطار مؤسسي للدفع قدما بهذه العلاقات في مختلف المجالات، حيث تم إطلاق محفل المشاركة بين إفريقيا والهند 2008، الذي نجح في تحقيق نقلة نوعية خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والفني، ونتطلع لأن تدشن قمتنا الثالثة والوثائق الصادرة عنها آفاقا أرحب، فيما يتصل بجهود مكافحة الفقر، وتحسين الرعاية الصحية وتطوير التعليم وغيرها من المجالات، وبما يتواءم مع إستراتيجيات التنمية التي أقرتها القمم الإفريقية، وفي مقدمتها "أجندة 2063"، وكذلك أجندة التنمية لما بعد 2015، التي شاركنا جميعا في اعتمادها بنيويورك في الشهر الماضي.

{long_qoute_2}

السيدات والسادة،

إننا نتطلع إلى تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين الإفريقي والهندي، في مجال تمكين الدول النامية من نيل مكانتها المستحقة، فيما يتعلق بآليات اتخاذ القرارات الدولية ومن بينها مجلس الأمن، كأساس لا غنى عنه لتحقيق ديمقراطية العلاقات الدولية.

 

وأود في هذا الصدد، التأكيد على أهمية الاستجابة لتطلعات وطموحات شعوب إفريقيا، في إزالة الظلم التاريخي الواقع عليها، والحصول على التمثيل العادل الذي تستحقه بفئتي العضوية الدائمة وغير الدائمة بمجلس الأمن، وفقا للموقف الإفريقي الموحد بكافة عناصره، إضافة إلى أهمية إصلاح النظام الاقتصادي العالمي، على نحو يعزز من تمثيل وأصوات الأسواق الناشئة والبلدان النامية، في الهياكل الاقتصادية العالمية.

{long_qoute_3}

 

كما أود أن أؤكد، بصفتي منسقا للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة حول تغير المناخ، على أهمية تكثيف التشاور بين الجانبين الإفريقي والهندي، فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بشأن تغير المناخ، سعيا لضمان أن يتجاوب أي اتفاق يتم التوصل إليه في هذا الشأن بباريس في شهر ديسمبر القادم، مع احتياجات الدول الإفريقية والدول النامية بوجه عام، وأن يتضمن توفير الدعم اللازم من تمويل وتكنولوجيا، وضرورة وفاء كل طرف بتعهداته ومسؤولياته، وفقا لمبدأ المسئوليات المشتركة وتباين الأعباء.

السيدات والسادة،

لعلكم تشاركونني الرأي في أهمية إيجاد حلول فعالة للنزاعات القائمة في العديد من مناطق قارتنا الإفريقية، والتي تعتبر من أهم معوقات التنمية، وإذ نتأمل التحديات التي تواجه قارتنا اليوم، فإننا ندرك الحاجة إلى تكثيف الجهود وحشد الموارد لتفعيل مبدأ "الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية"، وهو ما نسعى لتحقيقه كذلك في إطار شراكتنا الطموحة مع الهند، ونثمن في هذا الشأن مساهمة الهند الفاعلة على صعيد عمليات حفظ السلام الأممية في القارة، ودعم جهود الاتحاد الإفريقي لاستكمال تفعيل المكونات المختلفة لبنية السلم والأمن الإفريقية.

وأود الإعراب في هذا السياق عن بالغ تقدير بلادي للثقة التي حظيت بها مصر في الانتخابات التي أجرتها الجمعية العامة منذ أيام، وأسفرت عن اختيار مصر لتمثيل قارتنا الإفريقية في مجلس الأمن لعامي 2016/2017، وأؤكد على أن مصر تعتزم من خلال عضويتها في المجلس، التركيز على أولويات قارتنا فيما يتعلق بمسائل السلم والأمن، والعمل على التوصل لحلول فعالة لما تعانيه دولنا من نزاعات ومشكلات.

أؤكد كذلك على أهمية تعزيز التنسيق مع شركائنا في الهند، فيما يتعلق بالتعامل مع الأنماط غير التقليدية للمخاطر التي تهدد السلم والأمن، وفي مقدمتها الإرهاب والقرصنة، والجريمة المنظمة العابرة للحدود التي تمتد تداعياتها لتهدد الأمن والاستقرار في منطقتينا.

كما أود التنويه إلى أهمية تبني مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب، لا تقتصر فقط على الجانب الأمني، وإنما تمتد لتشمل تجفيف منابع الإرهاب على الصعيدين الفكري والاقتصادي، ولا يفوتني أن أشير إلى الدور الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر رسـالة الإسلام السمحة ومواجهة الأفكار المتطرفة، كما يتعين تعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخلق فرص عمل للشباب، والذين يلجأ العديد منهم إلى تبني العنف بسبب البطالة وانسداد الأفق الاقتصادي.

القادة الأشقاء.. السيدات والسادة،

أود أن أؤكد على أهمية الدفع قدما بالتعاون الإفريقي - الهندي في مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية، وتعزيز جهود الاندماج الإقليمي، وفي هذا الصدد، فقد استضافت مصر في يونيو 2015 قمة التكتلات الإفريقية الثلاثة، التي شهدت التوقيع على اتفاق إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في إفريقيا تضم 26 دولة، ما يمثل نقلة نوعية على مستوى التجارة البينية الإفريقية، ويعزز من جاذبية الأسواق الإفريقية للاستثمارات الأجنبية، وأعرب عن تطلعنا اتصالا بذلك لزيادة الاستثمارات الهندية في الدول الإفريقية؛ للاستفادة بما يتيحه هذا الاتفاق من فرص واعدة.

كما أود أن أنوه في هذا المقام، إلى استضافة مصر لمنتدى الاستثمار والتجارة في إفريقيا، خلال الربع الأول من 2016، الذي يستهدف التعريف بفرص الاستثمار والتجارة التي تزخر بها القارة الإفريقية، بما تمثله من سوق ضخمة وما تمتلكه من إمكانيات واعدة في مختلف القطاعات الاقتصادية ومـن بينها الصناعة والزراعة والطاقة، وثقتي كاملة في أن مستقبل التجارة والاستثمار في إفريقيا، سيكون واعدا مزدهرا وسيساهم بفاعلية في بناء مستقبل هذه القارة، وتحقيق آمال وطموحات شعوبها.

 

من ناحية أخرى، أؤكد على أهمية تكثيف الاهتمام بقطاع البنية الأساسية، من خلال مشروعات عملاقة ضمن برامج وخطط متفق عليها وقابلة للتنفيذ، بهدف تعزيز التكامل الإقليمي، ويطيب لي التنويه في هذا الصدد، بافتتاح مصر منذ شهور قليلة مشروع قناة السويس الجديدة، هذا المشروع الواعد الذي لا ينظر إلى القناة باعتبارها ممرا ملاحيا عالميا فحسب، ولكنه يأتي ضمن مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، والذي سيجعل من مصر مركزا إقليميا ودوليا للتجارة والاستثمار والخدمات، وأدعو أشقاءنا الأفارقة وشركاءنا في الهند للمساهمة في تنفيذ المشروعات المقرر إقامتها في إطاره، لمردودها وعوائدها الاقتصادية الواعدة.

إن اجتماعنا اليوم ما هو إلا خطوة على مسيرة التعاون الإفريقي الهندي، وفي هذا الإطار، فإن مصر باعتبارها بوابة إفريقيا نحو الشرق وجسرا للتواصل مع آسيا، وفي ضوء ارتباط شعبها على مر العصور بعلاقات تاريخية وثيقة مع الشعب الهندي الصديق، وامتداد التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والثقافي بينهما في السنوات الأخيرة إلى آفاق رحبة، لتؤكد على عزمها المساهمة بفاعلية في الدفع قدما بالشراكة الإفريقية - الهندية، من خلال المساهمة الفاعلة والبناءة في تنفيذ خطة العمل وإطار التعاون، وبما يحقق مصالح شعوبنا ويلبي تطلعاتها في إرساء الأمن والاستقرار، وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.

شكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مواضيع متعلقة