"أحمد" يتحدى إعاقته الذهنية: "الانتخابات علينا حق وأنا بحب السيسي"

06:05 م | الأربعاء 28 أكتوبر 2015

لم يخجل من هيئته التي تجعل الناظر إليه غير قادر على معرفة عمره الحقيقي، فملامح وجهه الطفولية التي ترتسم عليها ابتسامة هادئة وبريئة، لا تتفق مع جسده البالغ الذي يعطي انطباعا بكونه شابًا لم يتخطَ الثلاثين، ما يخفي عمره الحقيقي الذي تجاوز الأربعون بثلاثة أعوام، فلم يشكل ذلك بالنسبة له عبئا أثناء ذهابه إلى مقره الانتخابي للإدلاء بصوته في جولة الإعادة للمرحلة الأولى بالانتخابات البرلمانية.

إعاقة "أحمد علي" الذهنية وعدم قدرته على التحدث بسهولة وتلعثم الكلمات في فمه لم تقف عائقًا أمام حسه الوطني ورغبته في المشاركة، فبادر بالانتقال إلى مقره الانتخابي بلجنة المدرسة القومية في العجوزة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، متحديًا انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار، بصحبة والدته وإخوته، في ثاني أيام جولة الإعادة.

"أنا نزلت علشان ده واجب عليا والانتخابات علينا حق وعلشان السيسي ربنا يخليهولنا".. تفوه أحمد بتلك الكلمات بصعوبة في الوقت الذي ارتسمت فيه ابتسامة طفولية على وجهه الصغير، تظهر فيها مدى سعادته لمشاركته في الانتخابات، مبديًا رغبته في تحسين أوضاع البلاد في ظل برلمان قوي.

اختياره لمرشحه لم يكن بإملاء من أهله، ولكنه كان بمحض إرادته، حيث كان يهتم برؤية ملصقاته الدعائية، فضلا عن مشاهدته له أكثر من مرة على شاشات التليفزيون.

وعلق المستشار حسن المستشار يوسف رمضان، رئيس محكمة جنايات الجيزة، ورئيس اللجنة الفرعية رقم "9" بمدرسة القومية بالعجوزة، التي أدلى بها أحمد علي بصوته، قائلا إنهم يجرون عددا من الاختبارات الشفاهية للمعاقين ذهنيا للتأكد من إدراكهم فور دخولهم اللجنة، وذلك بسؤالهم عن تاريخ اليوم وسبب مجيئهم إلى اللجنة والمواقف التي تؤكد درايتهم للأمور بشكل مناسب من حولهم، ومن ثم يتم السماح لهم بالاقتراع.

وتابع رمضان، لـ"الوطن"، أنه يتولى بنفسه تنفيذ واختيار المرشح الذي ينشده المعاق ذهنيا أثناء إدلائه بصوته في لجنته الانتخابية، وأنه لا يتركها لأي من الموظفين العاملين باللجنة، لافتًا إلى أنه في حالة "أحمد" هذه يبدو عليه الإدراك بشكل جيد وحافظ للخطوات الصحيحة أثناء التصويت التي يجب تنفيذها.