«اللجان الفاضية» تعمل أكتر من كده: «كنس ومشاريب ورغى فاضى»
«اللجان الفاضية» تعمل أكتر من كده: «كنس ومشاريب ورغى فاضى»
إحدى لجان الانتخابات تبدو خالية تماماً
فراغ شديد ساد لجان الانتخابات خلال جولة الإعادة، لم يختلف الأمر من دائرة لأخرى، الأمر الوحيد الذى اختلف هو كمّ المفارقات التى نتجت عن الفراغ الشديد، حيث عمد عدد كبير من مسئولى اللجان إلى شغل أوقاتهم على طريقتهم الخاصة.
فى منطقة الدقى، بدا أن لجنة مدرسة الشهيد عامر عبدالمقصود فارغة للوهلة الأولى من الناخبين، لكن إقبالاً ضعيفاً للغاية اتضح مع الوقت، فراغ دفع عدداً من الناخبين إلى محاولة جذب اهتمام الواقفين.. وفاء، سيدة سبعينية، خرجت من لجنتها مبتسمة، أخذت تتأمل عدد الصحفيين والوفود الإعلامية الكثيرة الواقفة، ظنتهم فى البداية ناخبين: «انتو زملكاوية برضو؟»، قالتها بابتسامة سرعان ما فارقت وجهها، لم يبدُ وجهاً بارزاً فى هذه اللجنة بقدر «أم محمد»، عاملة الشاى، التى ملأت اللجنة حركة ذهاباً وإياباً بصينية الشاى فى يديها.
فى اللجنة الانتخابية المجاورة، تحديداً لجنة كلية رياض الأطفال، كانت الأوضاع مختلفة تماماً، حالة تأهب قصوى وطلب للإسعاف من أجل مندوبة عن وزارة العدل تعثرت فى الأرض وسقطت، حزم شديد اتبعه مسئول الأمن فى المكان: «افرشولى سجادة بسرعة على المكان اللى وقّعها، شايلينها ليه؟»، طلب لم يلبث أن تحول إلى دعوة من أجل «تنظيف السجادة»، هى مالها مليانة تراب كده ليه؟ اكنسوها يللا، عاوز همة ونشاط»، انطلقت عاملات النظافة بالكلية فى تنظيف السجادة وسط حضور عدد كبير من مراسلى الصحف وموظفى اللجان قبل أن يصل عامل الإسعاف من أجل اللحاق بالسيدة المتألمة، زحام خارجى لم يؤثر بحال على مشهد اللجان الخاوية.
على مسافة ليست بالبعيدة وقفت سيدتان على سلم لجنة المركز القومى للبحوث تتناقشان: «تفتكرى مارى هتنزل فى الإعادة؟»، سؤال جرّ فى ذيله نقاشاً طويلاً انتهى بدخول إحدى السيدتين إلى اللجنة: «استنى، هصوّت وآجى نكمّل كلامنا». لم تلبث دقائق حتى عادت لتؤكد لصديقتها:«اللجنة فاضية خالص، بينى وبينك مصلحة، هنعمل بيها إيه وهى مليانة غير وجع القلب».
معركة حامية على مواقع التواصل الاجتماعى بين مؤيدى مرشحى الإعادة بمنطقة الدقى، توقع على أثرها الناخبون أن تقابلهم مشادات حامية مماثلة على أرض الواقع، لكن كل التوقعات خابت مع الخواء الشديد للجان التى استقبلت أعداداً محدودة.