عصابة «عبده الحرامى» تخصصت فى النشل والسطو وتطورت إلى احتراف قتل كبار السن فى القاهرة على طريقة «ريا وسكينة»

كتب: أحمد عبداللطيف

عصابة «عبده الحرامى» تخصصت فى النشل والسطو وتطورت إلى احتراف قتل كبار السن فى القاهرة على طريقة «ريا وسكينة»

عصابة «عبده الحرامى» تخصصت فى النشل والسطو وتطورت إلى احتراف قتل كبار السن فى القاهرة على طريقة «ريا وسكينة»

فى تلك الليلة تنهد عبده الحرامى وهو ينفخ دخان سيجارته بعنف وقال لصديقه:

- «وبعدين يا جنينى الشغل الطيارى ده عامل زى الصيد.. ميجيبش همه انت وحظك يا تصيب يا تخيب»

- «عندك حق.. فى دماغك حاجة؟»

هذا الحوار دار منذ أشهر قليلة بين «عبدالرحمن عبده، 21 سنة» وشهرته عبده الحرامى وصديقه «أحمد الجنينى»، كانت هذه الكلمات حداً فاصلاً فى حياة الشابين، بها انتهت مرحلة «السرقات الخفيفة» ودخلا عالم القتل، «القتل» تلك الفكرة التى ستقودهما إلى الثراء السريع: «نحط عينينا على ولية وحدانية مريشة، ويا ريت لو عجوزة، نسفرها للآخرة ونقُش» هكذا قال عبدالحرامى لصديقه الذى لم ترقه الفكرة فى البداية لكن سرعان ما تورطا معاً فى جريمتى قتل بالقاهرة خلال 15 يوماً، بخلاف 98 جريمة سرقة خلال مشوارهما الإجرامى.

«عصابة قتل العجائز» اسم أطلقته مباحث القاهرة على عصابة عبده الحرامى، التى تتكون من شابين وفتاة، جميعهم مقيمون بالبحر الأحمر، ومؤخرا قتلوا موظفاً بالمعاش وربة منزل فى منطقتى الوايلى والظاهر، استغلوا عمل أحدهم كعامل «دليفرى» فى تحديد هدفهم ورصده، ثم تنفيذ الجريمة، المتهمون ارتكبوا جريمتين فى 15 يوماً وتمكنوا من سرقة 7200 دولار أمريكى و3500 جنيه مصرى وكمية من المشغولات الذهبية تقدر قيمتها بـ50 ألف جنيه.

عبده الحرامى هو زعيم تلك العصابة، نشأ فى وسط أسرة فقيرة مكونة من 7 أفراد ببورسعيد، حسب تحريات الشرطة، ومنذ بلوغه سن الخامسة عشرة لم يتعلم سوى شىء واحد وهو العيش الحرام، اعتاد السرقة وطور أسلوبه من النشل إلى سرقة طلاب الجامعات بالإكراه، ثم بدأ فى سرقة الشقق، ألقى القبض عليه فى بداية عام 2013 فى القضية رقم 6383 م الزهور «سرقة»، وبعدها بـ7 أشهر تم ضبطه فى القضية 3308 الضواحى «سلاح أبيض». ترك عبده بورسعيد وتوجه إلى محافظة البحر الأحمر بعد خروجه من السجن، استأجر شقة فى منطقة الغردقة، وقام بتغيير محل الإقامة للهروب من رجال الشرطة، عمل فى عدة مجالات أبرزها توصيل الطلبات للمنازل، لم يعلم أحد من أصحاب تلك المحلات عن سيرته السابقة والقضايا المتهم فيها، خلال تلك الفترة تعرف على شاب من محافظة سوهاج يدعى أحمد الجنينى، عمره 20 عاماً، ارتبطا بعلاقة صداقة فيما بينهما، لدرجة أن الأخير كان يترك منزل العائلة بسوهاج ويتنقل من محافظة إلى محافظة بصحبة عبده الحرامى، ارتكبا جرائم سرقة بالإكراه وعن طريق المغافلة خلال تلك الفترة، وكانت رحلتهما تنتهى فى محافظات القاهرة الكبرى للعمل فى سوبر ماركت ثم يعودان مرة أخرى إلى الغردقة.

{long_qoute_1}

مضت الأيام والشهور وارتكب الصديقان ما يقرب من 98 جريمة سرقة خلال رحلتهما، ومنذ 8 أشهر تعرف عبده الحرامى على فتاة من محافظة البحر الأحمر، تدعى بثينة هليل، 21 عاماً، ارتبطا بعلاقة حب فيما بينهما، وفى أواخر شهر فبراير الماضى حضر الصديقان «عبده الحرامى وأحمد الجنينى» واستقرا فى إحدى الشقق بمنزل قديم فى منطقة الظاهر، عمل كل منهما فى توصيل الطلبات للمنازل.

قال المتهمان فى محضر الشرطة، أمام العميد محمد الألفى، رئيس قطاع مباحث شمال القاهرة، إنهما بعد حصولهما على فرصة العمل قررا «التوبة» وعدم السرقة مرة أخرى، ولكنهما تعثرا فى الحصول على المال فاستدان عبده الحرامى مبلغاً من صاحب «السوبر ماركت»، ثم اتفق الاثنان على تكوين تشكيل عصابى لسرقة كبار السن المقيمين فى شقق بمفردهم، وحددا ضحيتهما الأولى، كانت الفكرة لـ«عبده الحرامى»، فقال لصديقه: «وبعدين ياعم الجنينى البنت بثينة هتشترك معانا عشان لو فيه دهب تبيعه»، فلم يوافقه الجنينى على فكرته فى الهجوم على المنازل وقتل العجائز، فسافر عبده الحرامى إلى الغردقة والتقى بصديقته بثينة، وروى لها تفاصيل خطته للحصول على المال، وفاجأها أن ضحيته الأولى هى «الست كريمة» التى تسكن فى الظاهر، وأضاف عبده الحرامى لشريكته: «الست كريمة عندها حوالى 80 سنة وعايشة لوحدها وهى عارفانى بوصلها طلبات فى شقتها وبتعاملنى زى ابنها، بادخل شقتها لحد المطبخ، هروح أخبط عليها تفتح وأزقها ونسرق الحاجات بتاعتها، دى عندها فلوس كتير ودهب».

اقتنعت صديقتى بالخطة (الكلام لعبده الحرامى)، وفى ليلة السبت 19 سبتمبر توجهنا إلى شقة الضحية بشارع العباسية، وطرقت الباب وعرفتها بنفسى، وعقب فتحها الباب تعديت عليها وقمت بخنقها ولكبر سنها لفظت أنفاسها، وقمت بتفتيش المنزل واستوليت على 7200 دولار و6 قطع من المشغولات الذهبية و2000 جنيه، ثم طلبت من شريكتى بثينة أن تقوم بتغيير العملات الأجنبية والاحتفاظ بالمشغولات الذهبية، وعادت إلى منزلها فى البحر الأحمر، وتوجهت إلى صاحب العمل وأعطيته 9 آلاف جنيه كنت قد اقترضتها منه لمرورى بضائقة مالية، وذهبت لصديقى أحمد الجنينى وأخبرته بتفاصيل الجريمة، وأنفقنا المال فى الفسح والسهر وتناول الوجبات، وسرعان ما اقتنع بالفكرة واتفقنا على العمل كعصابة واحدة فى سرقة العجائز، وبعد مرور 14 يوماً حضر الجنينى وأخبرنا أن ضحية وقعت بين يديه مصادفة وتنفيذ الخطة سهل، بسبب إقامة الضحية فى شقة بالطابق الأرضى بشارع الروم، المتفرع من شارع مصر والسودان بمنطقة الوايلى، وفى ليلة 7 أكتوبر توجهنا إليه وقمنا بالطرق على الباب، وعقب فتح المجنى عليه الشقة، كتمنا أنفاسه، ولم نتركه إلا جثة هامدة، وحصلنا منه على 1300 جنيه، وتركنا المنطقة بعد ارتكاب الجريمة بـ3 أيام، وتفرقنا كل منا ذهب إلى منزله بالبحر الأحمر وسوهاج حتى ألقى القبض علينا، بقيادة اللواء عبدالعزيز خضر، مدير البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة، والمقدمين إيهاب الصعيدى، رئيس مباحث الظاهر، وأحمد عبدالناصر، رئيس مباحث الوايلى.

 


مواضيع متعلقة