زوجتي العزيزة.. لحظات الفرح قصيرة

كتب: اميمة عز الدين

زوجتي العزيزة.. لحظات الفرح قصيرة

زوجتي العزيزة.. لحظات الفرح قصيرة

تذكرت مقولة الكاتب الإنجليزي سومرست موم: "من أكبر أخطائي أني كنت أمر على لحظات الفرح مرورا عابرا، وأعيش الحزن بكل مشاعري"، قالها زوجي وهو يشاهد فيلما مصريا قديما بالأبيض والأسود، كان متأثرا كالعادة بأبطال الفيلم ثم سرعان ما التفت نحوي يتهمني بأنني السبب.

وقال زوجي: إننى لا أشاركه ولست عنصرا فعالا في أفراحه القليلة التي تمر مرور الكرام، التي أثرت سلبيا عليه، حيث جعله هذا يميل للحزن تلقائيا، رغم أنه مولود في أسرة تكره الحزن ومفرداته. لم يكن علي سوى مناقشته بهدوء، خاصة أن الرحلة أوشكت على الانتهاء، وقد بلغنا من الكبر عتيا.

واتفق زوجي معي أن نقوم بتقليد الغرب في التعامل مع الحزن والفرح وأيضا نهايات العمر. حينما تلقى زوجي خبر وفاة صديقه وزميله بالعمل وجدته يغلق على نفسه باب الحجرة ويستسلم للإحباط والعزلة والاكتئاب، كررت عليه مقولة سومرست موم بحذافيرها، لكنه مازال غارقا في حزنه وعزلته، بعد أسابيع قليلة تغير تماما، لم يعد عبوسا أو محبطا بل كان يتفنن في إدخال البهجة والسرور على نفسه والبيت، أيقن أن سنوات العمر قصيرة ولم تعد تتحمل المزيد من الحزن.

ذهب زوجي لزيارة أسرة صديقه ووعدهم بالبقاء إلى جوارهم، ومساعدتهم في حالة احتياجهم المادي أو النفسي كانت تلك من لحظات الفرح القليلة التي استمتع بها طويلا.  


مواضيع متعلقة