سفير الاتحاد الأوروبى: نتوقع استمرار الخلافات مع مصر بشأن حقوق الإنسان

11:34 م | السبت 10 أكتوبر 2015

قال جيمس موران، سفير الاتحاد الأوروبى فى القاهرة، إن هناك بعثة دبلوماسية تتكون من 60 عضواً من دول أوروبا سوف تتابع الانتخابات البرلمانية فى مصر، وليس مراقبتها وإصدار تقرير رسمى بشأنها مثل الانتخابات الرئاسية، مشيداً بالعفو الرئاسى الصادر من الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الشباب. وإلى نص الحوار:

■ ما آخر إجراءات الاتحاد الأوروبى الخاصة بمتابعة الانتخابات البرلمانية فى مصر؟ وهل سيتم إرسال بعثة رسمية؟

{long_qoute_1}

- نعمل الآن على إعداد بعثة دبلوماسية لمتابعة الانتخابات البرلمانية فى مصر، وسوف تضم البعثة 60 فرداً من مختلف البعثات الدبلوماسية الأوروبية فى القاهرة، سوف يتابعون الانتخابات البرلمانية المقبلة، وستكون المتابعة فقط دون العمل كبعثة مراقبة، مثل التى كانت موجودة فى الانتخابات الرئاسية الماضية، ونعمل على تشكيل بعثة خبراء دبلوماسية وليست بعثة مراقبة لإعطاء تقارير إلى مقر الاتحاد الأوروبى فى بروكسل مباشرة دون إصدار تقارير تقييمية تقدم للحكومة المصرية مثل البعثة السابقة.

■ أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة «الأمل والعمل» خلال مشاركته فى الأمم المتحدة.. ما تقييمك لهذه المبادرة؟ وهل يمكن للاتحاد الأوروبى دعمها؟

- نحن نرحب بهذه المبادرة التى تم الإعلان عنها ومستعدون للتعاون مع الحكومة المصرية بشأنها من أجل احتواء الشباب والعمل على تطوير أفكارهم بدلاً من انخراطهم فى أى أعمال أخرى تؤثر على مستقبلهم ومستقبل البلاد، والمبادرة «جيدة».

■ كيف ترى العفو الرئاسى بشأن الـ100 من الشباب وبينهم صحفيو الجزيرة؟

- أعتبر هذا العفو الرئاسى الصادر من الرئيس عبدالفتاح السيسى خطوة جيدة للغاية، ولم أر أن هذه العملية تمت بضغوط وإنما جاءت بناء على ما صرح به الرئيس السيسى فى أكثر من مناسبة أنه ستتم مراجعة كشوف المحتجزين، خاصة من الشباب، وآمل فى الإفراج عن المزيد من الشباب غير المتورط فى أعمال عنف وإعطائهم فرصة جديدة فى المستقبل، وأنه من الأهمية الاستقرار فى مصر، وأنه من مصلحة الجميع ذلك.

■ هل تتوقع خوض الإخوان الانتخابات البرلمانية المقبلة وذلك من خلال عناصر غير معروفة للمواطنين باتباعهم للتنظيم؟

{long_qoute_2}

- لا أتوقع خوض عناصر الإخوان الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك بعد أن اعتبرتهم الحكومة المصرية جماعة إرهابية بقرار رسمى فى العام الماضى، وقد يخوضون الانتخابات بعد المقبلة بعد معرفة رد الفعل الشعبى على البرلمان المقبل، ويمكنهم العودة للسياسة مجدداً خلال السنوات المقبلة بعد جس نبض الشارع المصرى، والاطلاع على المشهد السياسى فى مصر.

■ هل تتوقع أى حل للأزمة السورية؟

- الشرق الأوسط مشاكله معقدة، وسوريا خاصة الأكثر تعقيداً، حيث إن التحدى فى سوريا ضخم ومروع، خاصة فى ظل تشريد الملايين من الشعب السورى والصراع القائم هناك، وندعم جهود الأمم المتحدة، والخطط السياسية للمستقبل، ولكن لا توجد بارقة لحل الأزمة فى المستقبل بسهولة، حيث إن الأمر معقد للغاية، ونأمل أن يعمل الاتفاق الإيرانى الأخير على حل للوصول إلى وضع أكثر استقراراً، وعلينا أن ننتظر ما سيحدث فيما بعد خلال الأسابيع المقبلة.

■ ماذا عن المشروعات الجديدة التى سيقوم الاتحاد الأوروبى بتمويلها فى مصر؟

- نحن نعمل الآن على ضخ المزيد من المساعدات الفترة المقبلة فى عدد من المشروعات، خاصة بعمليات الإسكان والتعليم والمياه وغيرها من المجالات المختلفة، حيث هناك خطة لضخ أكثر من 100 مليون يورو خلال الشهور المقبلة فى عدد من المشروعات التى سيتم الإعلان عنها لاحقاً.

■ هناك خلافات بين مصر والاتحاد الأوروبى دائماً فى مجال حقوق الإنسان.. هل سوف تنتهى هذه الخلافات قريباً؟

- إن الاختلافات فى وجهات النظر بين الجانبين ما زالت قائمة لا سيما فيما يتعلق بالحفاظ على «الحرية» من جهة، وإجراءات «الأمن» من جهة أخرى، وليس هناك إجابة سهلة لهذا، ولكن الحقيقة هى أن السياقات المحلية تختلف بالتأكيد عما هو مفروغ منه فى أوروبا، والأوروبيون يجدون صعوبة فى فهم الأحكام الواردة فى القانون المصرى، تماماً كما يجد المصريون صعوبة فى فهم لماذا ألغت جميع دول الاتحاد الأوروبى عقوبة الإعدام، وهذا يؤدى أيضاً إلى صعوبات فى فهم إعلان وضع جماعات كمنظمة إرهابية فى مصر، ولا يتم وضعها كذلك داخل الاتحاد الأوروبى، ومن المرجح جداً أن تستمر هذه الاختلافات فى وجهات النظر، ولكن البرلمان الجديد وإن كان بالتأكيد لن يحل كل شىء، إلا أنه يمكن أن يساعد فقط فى تحسين الفهم المتبادل، من خلال الاتصال المباشر بين المشرعين والرأى العام فى الطرفين، وهذا بدوره سوف يرفع مستوى النقاش فى المستقبل.

{long_qoute_3}

■ ما خطة الاتحاد الأوروبى للسيطرة على أزمة اللاجئين؟

- أزمة اللاجئين الآن تعتبر حقاً الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، والاتحاد الأوروبى عمل على إنشاء صندوق استئمانى للطوارئ، بـ1٫8 مليار يورو لمعالجة الأزمات فى مناطق الساحل وبحيرة تشاد، والقرن الأفريقى، وشمال أفريقيا، وهذه هى البداية وسيكون هناك المزيد، والدول الأعضاء أعلنت أنها ستشارك لمساعدة الدول التى تأثرت بالأزمة، وفى مصر أيضاً أعرف أن هناك أفكاراً لمساعدة اللاجئين، لتنمية المجتمعات التى تأثرت باللاجئين، وبالنسبة للاجئين الأمر صعب دائماً، والمفوضية الخاصة باللاجئين لديها كل التفاصيل الخاصة بالأرقام وأماكن وجودهم، وأؤكد أن الاتحاد الأوروبى ملتزم بالعمل مع جميع الشركاء لإيجاد حلول مستدامة لمعالجة الوضع من الهجرة غير النظامية واللاجئين، التى نواجهها جميعاً فى الوقت الحالى.