«الحشد الشعبى».. ميليشيات صناعة أمريكية.. والهدف: الثأر لـ«الحسين»

كتب: سيد حسين

«الحشد الشعبى».. ميليشيات صناعة أمريكية.. والهدف: الثأر لـ«الحسين»

«الحشد الشعبى».. ميليشيات صناعة أمريكية.. والهدف: الثأر لـ«الحسين»

ثارت حالة من الجدل حول قوات الحشد الشعبى منذ نشأتها وحتى اللحظة، تجاوزات عدة فى مناطق بدأت فى الجنوب العراقى وانتهت فى الشمال، حيث يستوطن جيش الدولة الإسلامية فى العراق والشام. أحمد الموسوى الناشط فى حزب الفضيلة أكد أن قوات الحشد الشعبى لم تكن بداية نشأتها بعد ظهور تنظيم داعش، كما يزعم بعض الموالين للحكومة العراقية ممن ينتشرون على شاشات الفضائيات، لافتاً إلى أن تلك القوات بدأت كتنظيم شرطى لمواجهة البعثيين، وأسست تلك الفرقة على يد ضابط استخبارات أمريكى يدعى جيمس ستيل، المتخصص فى حرب العصابات وصاحب الخبرة الطويلة فى السلفادور، وبداية تعاونه كانت مع حزب الدعوة وعلى رأسه نور المالكى لإنشاء تلك الفرقة وتدريبها على حرب العصابات بحجة التصدى للبعثيين الذين يسعون إلى تنفيذ عمليات إرهابية انتقاماً أو ثأراً لدماء صدام حسين. {left_qoute_1}

شكلت المخابرات الأمريكية تلك الفرق، بالتعاون مع بعض الساسة والمرجعيات الدينية، وأطلقت عليها «المغاوير»، ولكن للأسف استغلها حزب الدعوة فى البداية فى الانتقام من كل ما هو بعثى، وتطور الأمر إلى ارتكابها جرائم ضد أهل السنة فى العديد من المناطق، وخاصة من كانوا يشغلون مناصب سياسية أثناء حكم «صدام»، وطالت جرائم تلك الفرقة عوائلهم، هكذا وصف «الموسوى» بداية الفتنة الطائفية فى العراق، مشيراً إلى أن فترة تولى نور المالكى رئاسة الوزراء شهدت استغلال تلك الفرق أسوأ استغلال، حيث قام عناصرها بقتل السُّنة فى الشوارع بطريقة عشوائية رداً على تفجيرات عدة نفذها تنظيم القاعدة فى عدة مناطق بالعراق، وهو ما قررته حكومة «المالكى» سابقاً، ولفت إلى أن فرقة «المغاوير» تطورت فى عهد «المالكى» الذى أمر بتوسيع قاعدتها على أن تشمل الأغلبية العظمى من الشيعة المقاتلين، ومع مرور الوقت تحولت إلى شرطة شيعية تمارس أبشع أنواع الجرائم ضد السُّنة كلما وقع تفجير فى المناطق الشيعية.

مع تطور الأحداث ودخول عناصر إيرانية مقاتلة إلى الأراضى العراقية من «فيلق القدس»، تشكلت مجموعات أو ميليشيات مسلحة فى معظم أنحاء العراق وتم تسميتها باسم لواءات تتبع مرجعيات دينية شيعية، حيث عملت إيران عن طريق عناصر وخبراء الحرس الثورى الإيرانى على تدريب تلك الميليشيات على حرب العصابات، واندمج مقاتلو فرقة «المغاوير» فى تلك الميليشيات، ثم أعلن «المالكى» إنشاء قوات الحشد الشعبى على غرار الحرس الثورى الإيرانى، لتكون الذراع الطولى لحماية كرسى رئاسة الوزراء وممارسة جرائمها الطائفية فى محافظات العراق، وهو ما استدعى غضب القيادى الصدرى مقتدى الصدر الذى احتج على جرائم قوات الحشد الشعبى فى الموصل وشمال العراق، ما دعاه إلى إصدار بيان يرفض فيه ما وصفه بجرائم المتطرفين من قوات الحشد الشعبى المدفوعة من قِبل قوى إقليمية، يقصد طهران، لارتكاب جرائم ضد المسلمين السُّنة لتنفيذ مخططات إقليمية ساعية لإحداث الفتنة والوقيعة بين العراقيين الذين لم يعرفوا المذهبية طيلة عقود طويلة، وحينها أعلن «الصدر» مشاركته فى تحرير شمال العراق من تنظيم داعش، داعياً العراقيين، وخاصة الحكومة، إلى مراقبة تحركات لواءات وكتائب فى الحشد الشعبى ترتكب جرائم ضد المدنيين دون ذنب ولا جريرة. {left_qoute_2}

كما ندد ديوان الوقف السُّنى فى العراق بتلك الجرائم وأصدر الشيخ رفاعة الرافعى، رئيس الوقف، بياناً استنجد خلاله بالأزهر الشريف لإنقاذ المسلمين السنة فى الشمال العراقى من جرائم تلك الميليشيات، وأكد محمد بلاسم، مدير الوقف السنى فى جنوب العراق، أن عناصر خارجة من تلك الميليشيات اغتالت ثلاثة من أفاضل علماء السنة كما تعرض هو شخصياً لمحاولة اغتيال عن طريق قذيفة أطلقها هؤلاء المدفوعون، مشيراً إلى أن الجنوب العراقى يشهد هدوءاً بخلاف الشمال الذى تشتعل فيه المعارك، وأكد أن بعض المتطرفين من تلك الميليشيات حاولوا نقل نشاطاتهم المتطرفة للمنطقة الجنوبية وإشعال الفتنة بين السنة والشيعة إلا أن المسئولين فى الجنوب تمكنوا من احتواء تبعات جرائم هؤلاء المتطرفين، مشيراً إلى أن محافظات الجنوب على خلاف دائم مع سياسات الحكومة فى بغداد، خاصة فى عهد نور المالكى.

فيما حاولت بعض المرجعيات إضفاء الشرعية على قوات الحشد الشعبى بعد أن أثير الجدل حول جرائمها الطائفية بإعلان انضمام عناصر سُنية من محافظات العراق إلى قوات الحشد لإبعاد صفة الطائفية عن تلك الميليشيات وممارساتها التى أغضبت المجتمع الدولى ودفعت الأزهر الشريف إلى إصدار بيان ضد ممارسات قوات الحشد، وهو ما تسبب فى أزمة بين الحكومة العراقية والمؤسسة الدينية تمكنت القيادة السياسية من احتوائها بسرعة قبل تفاقم الأمور.

 

بيان مقتدى الصدر عن جرائم «الحشد الشعبى»


مواضيع متعلقة