"mus" مشروع طلاب سياسة واقتصاد لمحاكاة "يونيسكو".. "إحنا الاصل"

03:34 م | الاثنين 05 أكتوبر 2015

بعد انطلاق ماراثون العام الدراسي، عزم طلاب كلية اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة القاهرة على إصلاح "قيم مجتمعية"، في محاولة شبابية منهم للنهوض بالنواحي التعليمية والثقافية للمجتمع، علاوة على التعريف بآثار مصر والمحافظة عليها من السرقة أو التحلل، فصمموا نموذج الـ"mus" وهو يحاكي منظمة "يونيسكو" التابعة للأمم المتحدة.

إيمانًا بمشاركة الشباب الجامعي بتقديم حلول فعالة لمجتمعهم، فيقوم النموذج بدراسة إنشاء مجتمع دولي يقوم على التعددية وتقبل الراي الآخر، والاطلاع على الثقافات المختلفة للشعوب، إلى جانب مشاركة النساء بالنموذج. تقول هدير أحمد، 20 عامًا، طالبة بالفرقة الثانية ومسؤول الإعلام للنموذج، إنهم يقدمون ورش عمل لمناقشة القضايا المتعلقة بالتعليم والسياحة، لإيجاد حلول واقعية وطرحها كتوصيات لمنظمة "يونيسكو" في المؤتمر الختامي للنموذج.

"التعليم والسياحة" هما المحوران الأساسيان للنموذج، فيتم دمج المعلم كجزء من حل الأزمة التعليمية، "إحنا ركزنا في النموذج على الاهتمام بالسياحة الداخلية خاصة بعد حادث الواحات.. ونسلط الضوء على أن مصر بها آثار عظيمة، وأن المنطقة آمنة"، هكذا رأت هدير أن بعض المواطنين لايزالون في جهالة عن المناطق الآثرية لبلادهم، موضحة أن النموذج ينظم رحلات إلى أماكن سياحية للتعريف بآثار البلاد، إلى جانب وضع خطط واضحة تعمل على جذب السياح الأجانب إلى مصر.

وتعمل اللجنة الوطنية المصرية لـ"يونسكو" على تدعيم النموذج، وذلك بالتنسيق مع الدكتورة زينب الوكيل الأمين المساعد للجنة "في طلاب كتير انضموا لنا.. لما حسوا أن النموذج في خير لمصر" وأضافت هدير أن النموذج يعمل بشكل منظم، وإمكان التواصل مع الجمهور من خلال تنظيم ندوات يحضرها الشخصيات العامة، والحديث عن مستقبل مصر بتقعيل النموذج على نطاق واسع.

ويحاكي النموذج الثقافة الداخلية للمجتمع، من خلال عرض استعراضي، أقامه أمس الأحد، بكليات الجامعة، حيث تضمن العرض أشخاصًا يرتدون الزي الفلاحي، وآخرين "صعيدة"، ووصلة غناء على المستويين العربي والأجنبي، وعرض اسكتش مسرحي مدته 15 دقيقة، أثناء اليوم الدراسي من 11 صباحًا وحتى 5 مساءً، "أنا شايفة إن مصر هتتغير كتير بالنموذج دا.. الشباب مش بتحب إللي يأمرها بتحب إللي يتكلم معاها ويوعيها"، حيث أشارت إلى أن النموذج هدفه الأول خلق كوارد قادرة على الإبداع داخل مجتمعهم، ورأب الصدع الذي أصاب الجانب التعليمي في مصر، والنهوض بالثقافة السياحية.

وقالت ضحى بلال طالبة بالفرقة الرابعة علوم سياسية، وصاحبت فكرة النموذج، إنها بلورت من خلال النموذج مشروع كليتها الذي يتضمن تحسين أوضاع التعليم داخل مدرسة ابتدائية بمحيط جامعة القاهرة، فرأت ضحى أن حالة أغلب المدارس بمصر تحتاج إلى معالجة، فاتفقت مع بعض زملائها على خلق نموذج يعالج محوري التعليم والسياحة الداخلية لمصر، فعزمت على الحصول على الموافقة من مسؤولي الجامعة، فبطرح الفكرة عليهم سعى معظم الدكاترة لدعمهم، وحصلت على تصاريح باعتباره نموذجًا معترفا به، يعالج البؤر التعليمية والفجوات السياحية التي حدثت بمصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير.

"إحنا يهمنا إن الطلاب يبقوا كادر مميز داخل بلادهم.. والأهم أن لسه في ناس متعرفش شكل آثار بلادها"، تضيف ضحى أنهم ينظمون مجموعات لزيارة المدارس الابتدائية، وإعادة إحياء الأنشطة التي اعتاد الطلاب على مزاولتها قبل أن تُهملها الإدارات التعليمية، موضحة أنهم يصطحبون أيضًا الطلاب لرحلات سياحية لتعريفهم بالأماكن الجاذبة لمصر وخلف فكر واع بأهمية السياحية، وتأثيرها في اقتصاد البلاد.

وأضافت ضحى أنهم يحاولون رأب الصدع بين الطالب ومدرسه من خلال الاحتكاك بينهما، إضافة إلى توعية المدرس بتغيير عقليات الطلاب عن ما سبق، "مشكلة التعليم هتتحل لما الطالب يقدر يحترم المدرس زي الأول.. مايبصلوش ع أنه المحصل إللي بياخد الفلوس بعد الدرس"، هكذا أوضحت ضحى وجه العلاقة بين الطالب والمدرس، وأنهم في صدد حلها من خلال رؤيتهم وعرضها على مؤتمر "يونيسكو" العام المقبل، بسفر بعثة من الطلاب للتحدث باسم النموذج.