«اللافتات الإلكترونية» تضرب سوق الخطاطين وعمال الفراشة

كتب: نظيمة البحراوى وأحمد ماجد

«اللافتات الإلكترونية» تضرب سوق الخطاطين وعمال الفراشة

«اللافتات الإلكترونية» تضرب سوق الخطاطين وعمال الفراشة

الخطاطون وعمال الفراشة أحد أهم عناصر المنافسات الانتخابية، هم دائماً خارج السرادق الانتخابى البراق، لكنهم يعرفون خيوط صناعتهم ويحسنون تنسيقها، ما يجعلهم حاضرين بقوة فى العملية الانتخابية. داخل محل صغير مكتظ بالـ«الألوان، الأقمشة، اللافتات، والبانرات»، وقف ممسكاً بيده فرشاة، وأمامة قماشة بيضاء يخط عليها، وبجواره كوب شاى يرتشف منه بين الحين والآخر، إنه سيدى المهدى أحد الخطاطين بمدينة الزقازيق، حدثنا عن موسم الانتخابات والرزق الذى بات شحيحاً. بمجرد الاقتراب منه، نظر مبتسماً وبادر بقوله: «ده فعلاً موسم انتخابات بس مش موسم ربح»، وتابع: «زمان كان كل المرشحين بيعتمدوا على اللافتات القماش التى ندون عليها أسماءهم وأسماء دوائرهم ورموزهم الانتخابية وشعار حملتهم، لكن قلّ اعتماد المرشحين تدريجياً على اللافتات القماش مع ظهور البانرات الملونة التى يضاف إليها صورة المرشح».

{long_qoute_1}

وقال إن موسم الانتخابات غير مربح للعديد من الخطاطين، فثمن اللافتة فى الانتخابات 25 جنيهاً، فى حين أن ثمنها خارج موسم الانتخابات 35 جنيهاً، بالإضافة إلى أن نسبة قليلة من المرشحين لا يلتزمون بسداد قيمة اللافتات والبانرات التى يتم الاتفاق عليها، موضحاً أن بعض المرشحين يتفقون على عمل 100 لافتة، ويسددون ثمن خمسين منها، ثم يؤجلون قيمة سداد الباقى لما بعد ظهور النتيجة، ويمكن أن يتهربوا عقب ذلك من السداد، خاصة إذا خسروا الانتخابات، لافتاً إلى أنه لا يوجد أى ضمانات لحقوقهم سوى كلمة المرشح: «من الآخر كده، الشغلانة مابقتش مجازية». وأشار إلى إمكانية أن يطلب مرشح كمية من البانرات واللافتات، فى حين يطلب آخر 15 أو 20 لافتة فقط، موضحاً أن «الأخير فى هذه الحالة يكون معروفاً أنه يخوض الانتخابات لتفتيت الأصوات وحسب». وأضاف أن أسعار المواد التى يستخدمونها زادت عن العام الماضى، «وسعر علبة البويا ارتفع من 4 جنيه لـ5 جنيه، وتوب القماش من 55 جنيه لـ70 جنيه»، وغيرها ما يمثل عبئاً عليهم، خصوصاً فى ظل مفاوضات المرشحين للاتفاق على أدنى سعر مستغلين زيادة أعداد الخطاطين.

وفى السياق، شهدت الدعاية الانتخابية لانتخابات مجلس النواب بالإسكندرية منافسة بين «البانرات الكمبيوتر» و«لافتات الخطاطين القماشية»، أسفرت عن استبعاد لافتات الخطاطين من سباق الدعاية بصورة ملحوظة، واحتلال البانرات مرتبة متقدمة فى أغلب دعاية مرشحى انتخابات مجلس النواب، رغم ارتفاع تكلفتها نسبياً. وانتشرت منذ بداية الدعاية الانتخابية بالإسكندرية «بانرات الكمبيوتر» كدعاية انتخابية للمرشحين مدعومة بصورة المرشح ورمزه الانتخابى بوضوح، وذلك فى جميع الدوائر الانتخابية، بينما اختفت بشكل ملحوظ لافتات الخطاطين القماشية من سباق الدعاية الانتخابية، وذلك لعدم قدرة الخطاط على وضع صورة المرشح على اللافتة، بالإضافة إلى تعرضها للتلف سريعاً. وقال محمد جاب الله، أحد الخطاطين بمنطقة محرم بك، إن الخطاطين فى موسم الانتخابات لم يعد لهم دور كبير بعد زيادة الإقبال على البانرات الكمبيوتر التى أصبح المرشحون يلجأون إليها نظراً لإمكانية وضع صورة المرشح، ووضع رسومات كثيرة وواضحة. وأضاف جاب الله: «سعر المتر فى اللافتة القماش بلغ 20 جنيهاً، بينما سعر المتر فى البانر يبلغ 35 جنيهاً، إلا أن المرشحين يفضلون البانرات».

وتابع: «خلاص زمن الخطاطين فى الانتخابات انتهى، التكنولوجيا خلت شغل كتير أوى ينقرض، ومابقاش ليه لازمة زى زمان». وقال عثمان محمد، أحد الخطاطين بالإسكندرية: «زمان كانت الانتخابات موسم كبير للخطاطين، ولكن بعد ظهور البانرات الكمبيوتر أصبحت مهنة الخطاط فى الانتخابات من الموضة القديمة».

وتابع: «أصبحت مهنة الخطاط فى طريق الاختفاء، خاصة مع زيادة التكنولوجيا، وزيادة الإمكانات فى الدعاية الانتخابية»، وقال عز مشالى، صاحب مطبعة، إن الإقبال على طباعة الدعاية الانتخابية أصبح أكثر من الكتابة على اللافتات القماشية، وتابع: «سعر المتر فى البانر الكمبيوتر 35 جنيهاً، وللمرشحين يوجد تخفيض لطباعة أعداد كبيرة من البانرات يصل إلى 29 جنيهاً فى بعض الأحيان».

 

 


مواضيع متعلقة