دبابات وطائرات وأسلحة وجسر جوى من أمريكا لإنقاذ إسرائيل «أنا وابن عمى»

كتب: عبدالفتاح فرج

دبابات وطائرات وأسلحة وجسر جوى من أمريكا لإنقاذ إسرائيل «أنا وابن عمى»

دبابات وطائرات وأسلحة وجسر جوى من أمريكا لإنقاذ إسرائيل «أنا وابن عمى»

أسهمت مساعداتها المباشرة فى إنقاذ إسرائيل من هزيمة ساحقة على الجبهة المصرية فى سيناء وعلى الجبهة السورية فى هضبة الجولان، بعد قيام مصر وسوريا بشن هجوم مفاجئ لاستعادة الأراضى التى احتلتها فى عام 1967. لم تخف الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية دعمها الكامل لإسرائيل فى حرب أكتوبر المجيدة التى استطاعت فيها مصر تحطيم أسطورة الجيش «الذى لا يقهر»، ونقلت أمريكا أسلحة متقدمة من مخازنها المنتشرة فى أوروبا وأمريكا إلى المطارات الإسرائيلية فى البداية ثم إلى أرض المعركة مباشرة.

{long_qoute_1}

فى كتابه الشهير «الأزمة»، يعترف «هنرى كيسنجر» وزير الخارجية الأمريكى، بانحيازه الكامل لإسرائيل منذ الساعات الأولى للحرب التى تكشف فيها الوضع مع أول يوم من تقدم الجيش المصرى، وكان هو نفسه صاحب فكرة الجسر الأمريكى الاستراتيجى لإسرائيل، الذى بموجبه كانت تهبط طائرة أمريكية كل 15 دقيقة على أرض مطار «اللد» نقلت خلالها أكثر من 22 ألف طن من الإمدادات العسكرية النوعية والدقيقة على مستوى التكنولوجيا التى لم تستخدم من قبل فى تاريخ المعارك الحديثة، كما أصر على إرسال جسر بحرى حمل أكثر من 65 ألف طن من المعدات الثقيلة، بعد أن اتفق مع الرئيس السوفيتى السابق «ليونيد بريجينيف» على قرار مشترك فى مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار. بينما الأجواء كانت ساخنة والسماء ملبدة بغيوم غضب إسرائيلى عارم، جراء تقدم الجيش المصرى على الضفة الشرقية من القناة، ووقوع خسائر مهولة فى الدبابات الإسرائيلية، علاوة على سقوط جميع النقاط الحصينة، وتقدم القوات المصرية مسافة 15 كلم فى الجهة الشرقية من القناة، حيث انقسمت الآراء، فهناك من يرى أن يتم النقل من القواعد الأمريكية مباشرة، واستقر الرأى على النقل من واشنطن مباشرة إلى تل أبيب بإمكانات القوات الجوية الأمريكية.

{left_qoute_1}

لم يكن كيسنجر وبدعم مباشر من الرئيس الأمريكى «ريتشارد نيكسون» يريد فقط تعويض إسرائيل عما لحق بها من خسائر، إنما أيضاً تزويدها بمخزون ضخم من الأسلحة يضمن تفوقها، وعدم تعرضها للهزيمة فى حالة تجدد القتال، بل عمل على أن يستمر القتال رغم الاتفاق على قرارات وقف إطلاق النار، حتى يضمن انتصار إسرائيل الساحق مع تدفق المساعدات العسكرية الأمريكية، حتى أنه أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتواصل هجومها على الجيش الثالث، وتوسع الثغرة التى نجحوا فى فتحها على الضفة الشرقية للقناة برغم صدور قرار رسمى بوقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر، فى إطار انحيازه بشكل كامل ومطلق لإسرائيل. ويضيف كيسنجر فى مذكراته قائلاً: مع خروج أول خيط لنور يوم 13 أكتوبر، كانت أول رحلة رسمية من رحلات الجسر الجوى الأمريكى «نيكل جراس»، الذى بدأ عن طريق طائرات النقل العملاقة (سى 5- جلاكسى، وسى 141)، اللتى كانت تحمل على متنها دبابات من نوعية «إم 60، وصواريخ أرض - جو الحديثة فى ذلك الوقت»، وبدأ مطار العريش بالعمل بكامل طاقته لاستيعاب 1432 رحلة من مطارات القوات المسلحة الأمريكية العاملة فى أوروبا ومن المطارات العسكرية الأمريكية، ومن المخازن الاحتياطية للأمريكان، بل من القواعد الرئيسية العسكرية فى أمريكا، ولم يتوقف الدعم الأمريكى للصهاينة عند دبابات الـ«إم 60» فحسب بل كانت تشتمل على الصواريخ التليفزيونية، وتستخدم الأشعة تحت الحمراء «مافريك»، التى كانت تحت الاختبار ساعتها فى أمريكا، ولم تكن قد دخلت الخدمة بعد فى أمريكا، بالإضافة إلى دبابات «إم 45»، وأجهزة إشارة لاسلكية عالية التشفير، ومعدات حرب إلكترونية كاملة وأجهزة رادار وطائرات فانتوم وطائرات «سكاى هوك»، وبطاريات صواريخ هوك، وفولكان، وصواريخ «شابرال» وصواريخ «التاو» وقنابل «روك أى»، وذخائر مدفعية 175 مم، و155 مم، و105 مم، ومواسير مدفعية، هذا بالإضافة إلى معدات لم يتم الإفصاح عنها.

 


مواضيع متعلقة