سوهاج: 9 مدافع «مضادة للطائرات» تدخل إلى أرض المعركة

سوهاج: 9 مدافع «مضادة للطائرات» تدخل إلى أرض المعركة
تتطور نوعية الأسلحة التى تستخدمها العائلات فى سوهاج للأخذ بالثأر؛ حيث انضمت رشاشات الجرينوف والمدافع المضادة للطائرات لترسانة الأسلحة التى تستخدمها العائلات فى خلافاتها الثأرية، بعد أن بات الحصول عليها أمراً سهلاً منذ ثورة 25 يناير.
ولعبت قرية «البلابيش» دوراً كبيراً فى تأجيج الصراعات بين العائلات المتناحرة فى سوهاج، بعد أن ضمت القرية المتاخمة للجبل الشرقى فى مركز دار السلام أخطر تجار السلاح فى الصعيد. ويؤكد أحد أبناء المنطقة أن صفقة سلاح بيعت فى حضوره بمبلغ 50 مليون جنيه. وأشار إلى أن القرية بها 9 مدافع مضادة للطائرات تُستخدم فى المعارك الثأرية بين العائلات.
وتشهد قرية «البلابيش» معارك طاحنة لا تنتهى بين العائلات الموجودة بالقرية، وتستمر تلك المعارك لعدة أيام متواصلة، وتخلف وراءها دماراً هائلاً، ما اضطر العديد من أبناء القرية أصحاب الوظائف المرموقة من القضاة والضباط والأطباء لترك قريتهم بسبب تلك الصراعات التى لا تنتهى.
وأشهر المعارك الدائرة رحاها حتى الآن فى القرية، بين عائلتى «المناصرة» و«العمايرة»، التى بدأت أوزارها فى بداية العام الجارى، وراح ضحيتها 4 قتلى من كلا الجانبين، وأصيب عدد آخر، بالإضافة لحرق عدد كبير من المنازل ومحولات الكهرباء ومحطات المياه، بسبب استخدام رشاشات الجرينوف وإطلاق النيران بكثافة بين العائلتين، وما زال الاحتقان مستمراً والقتال يستمر بين حين وآخر.
وشهدت «البلابيش» صراعاً طويلاً بين عائلتى «المناصرة» و«العراعرة» بدأ عام 2012، إثر خلاف بين مجموعة من الصبية داخل محطة وقود بسبب أسبقية الحصول على السولار، وانضمت عائلة «موسى» لتناصر عائلة «العمايرة»، وتحولت القرية إلى مدينة أشباح، بعد تدمير عدد كبير من منازل القرية وخطوط الكهرباء، وشهدت القرية كارثة إنسانية بسبب استمرار المعارك وعدم قدرة الأمن على بسط سيطرته على مجريات الأمور، وتدخلت عائلات القرية فى محاولة لوقف الصراع بين الجانبين بعد أن كادت القرية تدخل فى مجاعة لعدم قدرة الأهالى على الخروج من منازلهم لعدة أيام ونتج عن تلك المعارك إصابة 6 بطلقات نارية بينهم طفلان.
وآخر معارك قرية «البلابيش» كانت بين أبناء القرية وأبناء قرية «الضبيعة» فى شهر سبتمبر الماضى، مع بداية العام الدراسى، بسبب خلاف بين أفراد عائلة المناصرة وعدد من أهالى قرية الضبيعة، نتج عن نزاع على قطعة أرض، وانضم للعائلة الأولى عدد كبير من أهالى القرية لمشاركتهم القتال ضد خصومهم لتتحول المنطقة إلى ساحة حرب بين قريتين، وتسببت اشتباكات اليوم الأول فى مصرع فرحة فتحى مراشد، 17 سنة، وتقيم بناحية الضبيعة نتيجة إصابتها بطلق نارى، عندما تصادف مرورها فى الشارع، وأسفرت اشتباكات اليوم الثانى عن مقتل مفيدة محمد عبدالباقى، ربة منزل، 32 سنة، وتنتمى لقرية الضبيعة، أثناء وجودها أمام منزلها، كما أصيب 12 آخرون من كلا الجانبين. [FirstQuote]
وتسببت الاشتباكات فى توقف الدراسة بمدارس البلابيش المستجدة الابتدائية، والبلابيش الإعدادية، والبلابيش قبلى الابتدائية، بسبب خوف أولياء الأمور على حياة الطلاب، واستمر إغلاق المدارس لمدة أسبوعين، ودفعت الأجهزة الأمنية بـ25 مدرعة و40 مجموعة قتالية، واستعانت بقوات من مديريتى أمن قنا وأسيوط وتمكنت القوات من اقتحام القرية وألقت القبض على 14 بينهم 6 عناصر خطرة كما ضُبط بحوزتهم 14 بندقية آلية، وتشهد المنطقة معارك متقطعة، خاصة فى ساعات الليل، بين الطرفين. كما تشهد المحافظة صراعاً بين «العرب» و«الهوارة» بمركز دار السلام يعود إلى بداية عام 2011 عندما نشبت معركة طاحنة بين قريتى «أولاد يحيى»، المنتمية لقبائل «الهوارة»، و«أولاد خليفة»، المنتمية لقبيلة «العرب»، ونتج عن الصراع مقتل 4 من «العرب» و2 من «الهوارة» وإصابة 45 شخصاً من الطرفين وتدمير عدد من المنازل وإحراق ماكينات الرى والزراعات وقطع للطرق وتدمير سيارات ومدرعات للشرطة وتدمير محطة مياه ومحولات الكهرباء وتوقف الدراسة، واستمر الصراع بين الجانبين أكثر من عامين، وعلى الرغم من اتفاق الجانبين على إنهاء الصراع بينهما وتلقى الطرفين العزاء فى قتلاهما، فإن الوضع معرض للتدهور من جديد بين الطرفين بسبب العديد من المشكلات والمشاحنات المتكررة بين شباب القريتين.
ويعد الصراع بين عائلتى «النحيلات»، و«الشيمى»، المقيمتين بقرية برديس بمركز البلينا جنوب سوهاج، من أكثر الصراعات العائلية دموية؛ لأن المعارك بينهما تتحول إلى حرب شوارع يتم فيها حرق المنازل والمحال التجارية ووقف حركة القطارات؛ لأن العائلتين يفصل بينهما شريط السكة الحديد، وتسببت إحدى المعارك بينهما فى توقف حركة القطارات لمدة 22 ساعة متواصلة، بسبب كثافة إطلاق النيران بالمنطقة.
ويعود الصراع بين العائلتين إلى عام 2011 إثر مقتل أحد أفراد عائلة النحيلات على يد عائلة الشيمى، وتجددت المعارك بينهما فى عام 2012، وأدى إطلاق النار الكثيف إلى توقف حركة القطارات، كما توقفت حركة الطريق السريع «القاهرة - أسوان»، وتمكنت قوات الأمن من الفصل بين الجانبين وتم عمل كردون أمنى على مداخل ومخارج القرية لمنع وقوع مصادمات أخرى بين العائلتين بعد أن تحولت القرية إلى مدينة أشباح بسبب حرق أغلب المحلات الموجودة فى شوارع القرية، وأدت الاشتباكات إلى مقتل أحمد صفوت الشيمى، والسيد الضبع، وعبدالفتاح شاكر، ومبارك أحمد، وتشهد قرية برديس معارك بين الجانبين على فترات متقطعة.