خبراء: مصر سبقت تونس في الاقتصاد.. ويجب تعميق العلاقات بين البلدين

10:12 م | الأحد 04 أكتوبر 2015

يجري الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أول زيارة إلى مصر منذ توليه الرئاسة قبل نحو 10 أشهر من الآن، بدأها اليوم وتستمر يومين.

وتكتسب الزيارة أهمية كبيرة وتحظى بنوع من الزخم لتشابه البلدين في أمور عدة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي، فتونس هي من أطلقت شرارة "الربيع العربي" عندما اشتعلت "ثورة الياسمين" في 14 يناير 2011، لتنتقل روح الثورة بعد أيام قليلة إلى مصر ليشهد ميدان التحرير في 25 يناير "ثورة اللوتس" أو "الثورة البيضاء"، كما تعاني مصر وتونس من نفس التحديات الأمنية أبرزها التهديدات الإرهابية وتأثير توتر الأوضاع في ليبيا على حدود البلدين وغيرها من أوجه التشابه.

ويرى عدد من الخبراء أنه يمكن التعاون بين البلدين في المستقبل في المجالين السياسي والاقتصادي:

{long_qoute_1}

يقول السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن هناك مجالات عديدة للتعاون بين مصر وتونس على المستوى السياسي، وذلك نظرا لتشابه ظروف البلدين، فالربيع العربي بدأ من تونس وانتقل إلى دول عربية ومنها مصر، كما أن مصر وتونس تمكنا من تجاوز المرحلة وتحقيق نوع من الاستقرار.

وأوضح "رخا"، في تصريحات لـ"الوطن"، أن التعاون بين البلدين في المجال السياسي يكون في أكثر من موضوع، أولها المساعدة على حل الأزمة الليبية لأن البلدين تضررا كثيرا منها وأصبحت ليبيا تشكل بؤرة لتصدير السلاح والإرهابيين والهجرة غير الشرعية، لذلك يمكنهما التعاون في تبادل المعلومات والخبرات.

وأضاف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الدولتين تساهمان بشكل غير مباشر في جهود الأمم المتحدة في تشكيل حكومة في ليبيا ومواصلة جهودها في منتجع الصخيرات بالمغرب لوضع اللمسات الأخيرة على تشكيل الحكومة، بجانب التعاون في القضية الفلسطينية والأزمة اليمنية والاستقرار في اليمن، وكذلك تبادل الخبرات بشأن نجاح تونس في تحقيق الاستقرار السياسي لديها واستيعاب الجزء الأكبر من التيار الإسلامي مثل "حزب النهضة" في إطار المعارضة التونسية، وكيف أن راشد الغنوشي وصل إلى حالة من الواقعية السياسية وصرح بأنه "الأفضل أن يكون في المعارضة أفضل من السجن".

وأشار "رخا" إلى أن مصر سبقت تونس في الاقتصاد، حيث نجحت في إطلاق العديد من المشروعات الاقتصادية ولكن تونس ما زالت غير قادرة على تحسين أوضاعها الاقتصادية من زيادة نسبة البطالة ومعدل التضخم، بينما تونس تسبق مصر في السياحة رغم الحوادث الأخيرة بها، مضيفا أن مصر يمكنها الاستفادة من خبرة تونس في السياحة بالبحر المتوسط لأن القاهرة لديها منشآت سياحية في منطقة الساحل الشمالي المطلة على المتوسط وهي منشآت جاهزة لاستقبال السياح الأوروبيين ولكنها ليست مستخدمة.

{long_qoute_2}

من جانبه، قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، إن التعاون الاقتصادي الحالي بين مصر وتونس ليس كبيرا، وذلك مبرر ومفهوم لأن البلدين لديهما مشكلات اقتصادية ملحة وقدما طلبا إلى صندوق النقد الدولي للاقتراض منه، ويعانيان أمنيًا من الوضع في ليبيا ومن تنظيم "داعش" الإرهابي وانضمام عدد من أبناء البلدين للتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، بجانب نفس الظروف السياسية مثل قفز الإخوان على السلطة، مشيرا إلى أن تونس استفادت من التجربة المصرية وتجنبت العمليات الإرهابية والدم.

وأضاف "عبده"، في تصريحات لـ "الوطن"، أنه لا بد أن يكون هناك تعاون وتنسيق مشترك بين مصر وتونس في المستقبل ويجب تعميق العلاقات الاقتصادية بينهما، مشددا على ضرورة أن تقوم مصر بعمل ميزة تنافسية لمنتجاتها لكي تستطيع تصديرها، وأن يكون الأولوية للأشقاء العرب ثم الأفارقة.