«كارو» على الطريق الدائرى: كله يهون عشان «محمود» يتجوز

03:37 ص | الأحد 04 أكتوبر 2015

ينزل مبكراً من بلدته «أوسيم»، التابعة لمحافظة الجيزة، يودع والدته، ثم يركب العربة الكارو التى يجرها حماران، يمر «محمود محمود» فى طريقه من أمام منزل حبيبته، يودعها هى أيضاً، ويجوب الشوارع من أجل والدته وحبيبته، يبيع الفخار الذى يأتى به من منطقة مصر الجديدة لينفق على والدته ويدخر ما يكفى لزواجه من حبيبته.

يصعد الطريق الدائرى، يسير الحماران ببطء شديد، وهو لا يبالى، فهو لا يعلم فى أى طريق سيتجه، ولا إلى أى مكان سيكون مصيره، فكل يوم يغير وجهته ليبحث عن زبون جديد فى مكان مختلف: «ممكن أمشى بالحمار على الدائرى من أوله لآخره، وأنزل وألف كل يوم فى بلد شكل، ما أنا لو مسكت بلد واحدة مش هبيع فيها كل يوم، الزبون اللى يشترى مرة مايشتريش تانى»، مؤكداً أنه يتعب كثيراً من أجل مكسبه اليومى.

«عايز أتجوز»، هى الجملة التى تشغل بال «محمود»، 17 عاماً، فعلى الرغم من صغر سنه، فإنه يجهز نفسه للزواج من حبيبته: «معايا واحدة بحبها بلف كل يوم عشان أتجوزها وعشان أكون قد المسئولية قدام أهلها». يوم فى باسوس، وآخر فى قرية أبوالغيط، وآخر فى أرض اللواء، وغيرها من الأماكن، هكذا يجوب «محمود»، كل المناطق التابعة للجيزة بحثاً عن زبائن تخلصه من حمل الفخار الذى يعتبر ثقيلاً على الحمارين: «أحياناً بشفق عليهم من طلوع الدائرى ومن المشى لمسافات طويلة لكن هعمل إيه هما اللى حيلتى وهما اللى هيساعدونى على تحقيق حلمى».