هنا جاليرى «عبدالمجيد».. مزلقان «أرض اللواء» سابقاً

كتب: إسلام زكريا

هنا جاليرى «عبدالمجيد».. مزلقان «أرض اللواء» سابقاً

هنا جاليرى «عبدالمجيد».. مزلقان «أرض اللواء» سابقاً

يبدو المكان غير ملائم للقيام بأى مهمة؛ صافرات القطارات، جوقة الباعة، صخب المارة، ومع ذلك اعتاد «محمد عبدالمجيد»، 50 عاماً، الوقوف فيه وممارسة هواية الرسم.. إلى جوار قضبان السكة الحديد بمزلقان أرض اللواء يقف الرجل ذو الوجه الأسمر، أمام إحدى لوحاته، يرسم وكأنه فى جاليرى مغلق وليس فى الشارع، لا يرسم «عبدالمجيد» فقط، بل يساعد التلاميذ فى كتابة لوحاتهم المدرسية فى إطار الأنشطة الفنية التى يمارسونها. الرجل الحاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة منذ 25 عاماً لم يستفد من شهادته الجامعية، فهى معلقة على حائط منزله الصغير فى منطقة ناهيا، ينظر إليها يومياً ليتحسر على سنوات طويلة قضاها فى التعليم دون فائدة: «مفضليش غير هوايتى اللى بيها باكل لقمة عيش».

{long_qoute_1}

يسكن الرجل الخمسينى إلى جوار الطريق الدائرى، ولذا اختار موقعه على المزلقان لأنه مكان حيوى يستطيع أن يعرض فيه لوحاته على المارة: «كنت قاعد لا شغلة ولا مشغلة ولما قالوا المدارس هتتأجل حطيت إيدى على قلبى»، موضحاً أن الدراسة بالنسبة له موسم رزق ينتظره ليجنى منه عائداً ينفقه على مصاريف تعليم أولاده الثلاثة.

بدأت موهبة «عبدالمجيد» منذ أن التحق بالمرحلة الإعدادية، حيث كان وقتها يساعد زملاءه فى إنجاز اللوحات والرسوم وتزيين الفصول: «كنت باخد من صحابى كل واحد 5 قروش وأرسم لهم صور يحتفظوا بيها فى الكشكول».

الآن لا يبالغ «عبدالمجيد» فى ثمن اللوحة لأنه يشعر بالضغط المادى الذى يعيشه أولياء الأمور: «برسم اللوحة بـ20 جنيه وبيشترك فيها أكتر من تلميذ»، لدى الرجل الخمسينى 3 أبناء؛ أكبرهم «حسام» بالمرحلة الثانوية، وأوسطهم «عمرو» بالإعدادية، و«منى» بالابتدائية، جميعهم ورثوا عنه هواية الرسم، لكنه يحرص على تعليمهم وينصحهم بألا يمارسوا الرسم إلا فى أوقات الفراغ: «مش عايزهم يعملوا زيى عايزهم ينتبهوا لمستقبلهم»، متمنياً أن تمر الأيام ويراهم حصلوا على شهاداتهم وتخرجوا ليشعر بأنه أدى رسالته: «كنت شايل همهم بس الحمد لله ربنا بيبعت لهم رزقهم أول بأول».


مواضيع متعلقة