وصول أول طائرة تحمل جثث قتلى كارثة "تدافع منى" إلى إيران

كتب: أ ب

وصول أول طائرة تحمل جثث قتلى كارثة "تدافع منى" إلى إيران

وصول أول طائرة تحمل جثث قتلى كارثة "تدافع منى" إلى إيران

وصلت أول طائرة تحمل أول دفعة من جثث الحجاج الإيرانيين الذين لقوا حتفهم في حادث تدافع "منى" بالمملكة العربية السعودية إلى طهران اليوم السبت، بعد 9 أيام من الكارثة التي أججت التوتر في العلاقات بين المتنافستين الإقليميتين.

كان الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولون آخرون كبار في المطار لدى وصول الطائرة التي أقلت 104 جثث، ولفت التلفزيون الرسمي إلى أن رحلة أخرى ستصل البلاد في وقت لاحق اليوم، وتقول السلطات السعودية إن 769 حاجا قتل في تدافع قرب مكة، في أسوأ كارثة يشهدها موسم الحج في ربع قرن من الزمان.

ويبدو أن إيران فقدت العدد الأكبر في هذا الحادث المأساوي، حيث بلغ عدد قتلاها 464 شخصا، وألقت طهران باللائمة على السعودية في "سوء إدارة" أزمة التدافع، التي وقعت بعدما تلاقت موجتان من الحجيج في شارع ضيق، ما تسبب في اختناق ودهس المئات، كما اتهمت الرياض بالتستر، قائلة إن عدد القتلى الحقيقي يتجاوز 4700، من دون تقديم أدلة تدعم ادعاءها.

وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية استنادا إلى الأرقام المقدمة من 15 دولة من أصل 180 دولة أرسلت حجاجا في موسم الحج هذا العام، إن الأعداد تشير إلى أن ما لا يقل عن 1036 حاجا لقوا حتفهم في الكارثة.

وقال روحاني "يجب أن يصبح واضحا ما إذا كان بعض الأفراد مذنبا في هذا الحادث أم لا، وإذا ثبت أن بعض الضباط كانوا تحت طائلة المسؤولية فلن ندع تحت أي ظرف من الظروف دماء أحبائنا تذهب سدى"، وأضاف "في هذا الحادث، فإن اللغة التي استخدمناها هي لغة العواطف والإخاء والكياسة، وعند الضرورة استخدمنا لغة الدبلوماسية، وإذا اقتضت الضرورة فإن جمهورية إيران الإسلامية سوف تستخدم لغة القوة الخاصة بها"، بدون الخوض في تفاصيل.

وحذر الجنرال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري، من أن إيران مستعدة لـ"الانتقام" على خلفية الحادث، وقال في تصريحات نشرت على موقع "الحرس" اليوم السبت، "الحرس مستعد بحزم، إذا لزم الأمر في أي زمان أو مكان، للدفاع عن كرامة وشرف المسلمين، وخاصة الشعب الإيراني، ضد الحكام السعوديين المستبدين والجهلة، وسوف يقوم بالانتقام بشكل قاس لهذه الجريمة البشعة من آل سعود"، في إشارة إلى الأسرة الحاكمة في السعودية.

وهددت إيران باتخاذ إجراءات قانونية دولية ضد المملكة العربية السعودية بسبب الكارثة، ولكن من غير الواضح ما هي السبل المتاحة لها.

وكانت تداعيات التدافع في الحج غذت التنافس الإقليمي المرير بين المملكة العربية السعودية السنية وإيران الشيعية، اللتين تدعمان طرفي النقيض في الحربين في سوريا واليمن. وفتحت المملكة العربية السعودية تحقيقا في حادث التدافع، وقالت إنه ستتم محاسبة المسؤولين إذا تبين ارتكاب أي أخطاء.

يذكر أنه شارك هذا العام نحو مليوني حاج في مناسك الحج، ولكن المملكة العربية السعودية قد استضافت أكثر من 3 ملايين في السنوات الأخيرة بدون أي حوادث تذكر.


مواضيع متعلقة