أهالى الضحايا: الحجاج الأفارقة والإيرانيون وراء الكارثة الدامية

كتب: الوطن

أهالى الضحايا: الحجاج الأفارقة والإيرانيون وراء الكارثة الدامية

أهالى الضحايا: الحجاج الأفارقة والإيرانيون وراء الكارثة الدامية

{long_qoute_1}

قضى ضيوف الرحمن جزءاً من الليل بمشعر منى بعد نفرهم من جبل عرفات، انتظاراً لرمى جمرة العقبة الكبرى فى أول أيام التشريق، أجسادهم منهكة من سهر الليل وقطعهم مسافات كبيرة من السير على الأقدام، ودون سابق إنذار انطلقت صافرات سيارات الإسعاف التى تحمل العديد من حالات الوفاة والمصابين جراء كارثة تدافع الحجاج بمنطقة الشارع الجديد والمعروف بشارع 204 بمشعر منى عند مدخل جسر الجمرات، وهو شارع ممتد لأكثر من ٤ كيلومترات متفرع منه شوارع كثيرة. وتتعدد القصص الإنسانية للأهالى من بين صفوف الحجاج ممن فقدوا ذويهم فى الحادث، فمنهم من فقد زوجه، ومنهم من فقد أبناءه، ومنهم أطفال صغار فقدوا آباءهم وأمهاتهم ليصبحوا يتامى موسم الحج لهذا العام.

«بعد خروجها من المستشفى الذى ظلت به على مدار يومين كاملين، لإصابتها بكدمات حادة فى جميع أنحاء جسدها» تروى لـ«الوطن» الحاجة صفاء محمد نبوى عبدالحليم، من حجاج الجمعيات الأهلية لمحافظة البحيرة، قصة وفاة زوجها الحاج «السيد محمد عبدالله إبراهيم» قائلة: «كنت معاه ومات على حجرى، والسلطات السعودية دفنته ثالث يوم العيد»، وتضيف متأثرة بحالة زوجها أثناء وفاته: «كنا نسير فى شارع طويل جداً فى مِنى للوصول لجسر الجمرات، وفجأة طلع علينا عدد كبير من الحجاج الأفارقة، وكان عددهم لا يقل عن 300 حاج، وصدمونا من الجانبين اليمين واليسار، حتى سقط كل من كانوا يسيرون بهذا الشارع على الأرض، وحينما سقطت على الأرض حاول زوجى رحمة الله عليه إنقاذى، إلا أنه سقط هو الآخر، وتم دهسه من قبل الحجاج الأفارقة، حتى توفى هو، وأنا ما زلت على قيد الحياة لأنه حاول إنقاذى»، وتضيف منهمكة فى البكاء «يا ريتنى أنا اللى متّ وهو كان عاش، أحفادى كل شوية يتصلوا يقولوا لى فين جدو».

وتصف الحاجة «صفاء» يوم رمى الجمرات الكبرى بـ«يوم القيامة»، وتقول: «كان أصعب من يوم القيامة وفضلت قاعدة مع جوزى فى مكان الحادث 4 ساعات وأنا عارفة إنه مات، حتى وصل الإسعاف السعودى ونقله إلى مستشفى الطوارئ بالمعيصم بمنى، ولكنى صممت على الركوب معه سيارة الإسعاف حتى أعلم مكانه».

وأكدت الحاجة صفاء عبدالحليم، أنه تم دفن زوجها بمشعر منى، حيث تم رفض طلب كل أهالى الضحايا بأن يتم الدفن بمكة المكرمة، على حد قولها، مشيرة إلى أن كل ما تطالب به هو استخراج شهادة وفاة زوجها وأن تتسلمها قبل أن تغادر الأراضى المقدسة. ومن بين قصص الفقدان أيضاً، شاب لم يبلغ الثلاثين من عمره، رفض ذكر اسمه، يروى لـ«الوطن» قصة فقدانه لوالدته أثناء عبورهم هذا الشارع الطويل -على حد وصفه- وهو شارع 204، حاول إنقاذ والدته بعد أن فوجئ بأنها تسقط منه أرضاً نتيجة لدفع فوج هائل من الحجاج الأفارقة لكل من كان يسير بهذا الشارع، ويقول: «كنا نسير مع بقية الحجاج من مختلف الجنسيات متجهين إلى جسر الجمرات، وأثناء وصولنا لنقطة تقاطع فى هذا الشارع الممتد فوجئنا بدفعنا بشدة من الجانبين يمين التقاطع ويساره، بسبب قدوم فوج من الحجاج الأفارقة والمعروفين بقيامهم بدفع الحجاج فى أى مكان سواء فى الطواف أو السعى أو حتى بساحة الحرم المكى، حتى تخبط الحجاج ببعض، مما أدى إلى سقوط عدد كبير منهم على الأرض خاصة من كبار السن، وفوجئت بسقوط والدتى أيضاً، وحاولت إنقاذها، إلا أن الأفارقة لم يكتفوا فقط بالتدافع، وإنما دهسوا من سقطوا أرضاً، فحدثت الوفيات»، ويضيف: «وحاولت إنقاذ والدتى إلى أن حملتها على كتفى إلى الموقف الخاص بأوتوبيس الحملة التابعين لها، إلا أن أمر الله نفذ، وأحتسبها عند الله من الشهداء».

وفى السياق، صرح عدد من مشرفى البعثات والمندوبين، الذين يوجدون مع الحجاج بشكل مباشر لتوجيههم بأداء المناسك، أن السبب الرئيسى لحادث التدافع فى منى، كان بسبب هجوم عدد من الحجاج الأفارقة من الجانب الأيسر لتقاطع شارع 204 مع شارع 223، وأن ذلك تزامن مع هجوم عدد من الحجاج الإيرانيين للجانب الأيمن للتقاطع.


مواضيع متعلقة