الدنان لـ"الوطن": انتفاضة الأقصى وليدة قمع الاحتلال الصهيوني

كتب: محمد علي حسن

الدنان لـ"الوطن": انتفاضة الأقصى وليدة قمع الاحتلال الصهيوني

الدنان لـ"الوطن": انتفاضة الأقصى وليدة قمع الاحتلال الصهيوني

قالت الدكتورة انتصار الدنان، مراسلة جريدة السفير اللبنانية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، إن الانتفاضات التي تندلع في فلسطين ليست وليدة حرية، بل هي وليدة القمع والقهر والاستعمار الصهيوني الذي بدأ منذ تهجير الفلسطينيين من بلداتهم وقراهم في العام 1948، وبعد هجرتهم توالت الحروب، وتوالى القتل المتعمد بحق الشعب الفلسطيني في شتى بقاع العالم، حتى كانت انتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت في 28 سبتمبر من عام 2000، والتي توقفت فعليا بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في شرم الشيخ في 8 فبراير 2005، حيث تميزت هذه الانتفاضة بالمقارنة بالانتفاضات التي سبقتها بأنها شهدت العديد من المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والمحتلين الصهاينة لأراضي فلسطين، والتي راح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيا، و48322 جريحا.

وأضافت الدنان، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "وفي هذه الفترة بالتحديد مرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة باجتياحات إسرائيلية عديدة، منها عملية الدرع الواقي، وأمطار الصيف، والرصاص المصبوب، وهذه الانتفاضة الثانية للأقصى كانت شرارة اندلاعها عندما دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، ما دفع جموع المصلين للدفاع والتصدي لمن دنس هذا المكان، وعلى أثره اندلعت أول أعمال العنف من قبل الإسرائيليين ضد الفلسطينيين المرابطين في الأقصى".

وتابعت انتصار الدنان: "إذا ما تعمقنا بالأسباب الحقيقية لأسباب تلك الثورة، فهي الشعور بالإحباط لدي الفلسطينيين بسبب انتهاء الفترة المقررة لتطبيق الحل النهائي بحسب اتفاقيات أوسلو، وكذلك عدم التزام الصهاينة للاتفاقيات التي أبرمت في قمة كامب ديفيد، وكذلك الأمور التي تم الاتفاق عليها في أوسلو، واستمرار الصهاينة في سياسة الاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات لمناطق السلطة الفلسطينية ورفض الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، هذا عدا عن استمرارهم بناء المستوطنات واستبعاد عودة اللاجئين واستبعاد الانسحاب لحدود يونيو 1967، وفيما الفلسطينيون يعيشون كل هذا الإحباط وما آثار استفزازهم تجول آريئيل شارون في المسجد الأقصى، وتصريحه بأن الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية، حينها اندلعت المواجهات بين المصلّين وجنود الاحتلال الصهاينة في ساحات المسجد الأقصى، فسقط سبعة شهداء، وجُرح مئتان وخمسون، وأُصيب 13 جنديا إسرائيليا".

وأشارت إلى أنه لم تكن بالطبع موازين القوى متشابهة فيما بينها، حيث كانت نتيجة تلك الانتفاضة تصفية معظم قادة الصف الفلسطيني الأول، كياسر عرفات، أحمد ياسين، عبدالعزيز الرنتيسي، أبوعلي مصطفى، كذلك تم تدمير المؤسسات الفلسطينية، تدمير ممتلكات المواطنين، استشهاد عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني، على إثر ذلك اشتدت المواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، حيث شن العدو الصهيوني حربا على غزة، وذلك بعد أن استهدفتها صواريخ المقاومة الفلسطينية، وبعدها عملت قوات الأمن الفلسطيني بفرض الأمن بالشارع، بعد الانفلات الأمني الذي حصل عقب الانتفاضة، كما عمل الصهاينة على بناء الفصل العنصري الإسرائيلي.

وتابعت الدنان، أن هذه الانتفاضة حرمت الاحتلال بأن ينعم بالأمن والأمان بسبب العمليات الاستشهادية، كما تم اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي زئيفي على يد أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وإلحاق عدد كبير من القتلى الإسرائيليين، وجراء ذلك فقد شهدت شوارع الدول العربية تفاعلاً مع الانتفاضة بشكل كبير، وهو ما أحرج الأنظمة العربية التي عقدت بعد شهر تقريباً القمة العربية الطارئة في القاهرة، لكن هذه الانتفاضة وضعت اليد على الجرح وأخرجت حتى المجتمع الدولي عن صمته، حيث أدان الاعتداءات الإسرائيلية التي كانت تُمارس من قبلهم ضد الشعب الفلسطيني غير المتوازن للقوة العسكرية، وصدرت قرارات عديدة ومقترحات دولية تعتبر وثائق إدانة للجانب الإسرائيلي.


مواضيع متعلقة