الجامع الأزهر.. من استضافة الوافدين من الخارج إلى ضيافة "الصم والبكم"

الجامع الأزهر.. من استضافة الوافدين من الخارج إلى ضيافة "الصم والبكم"
- أذان الظهر
- الأزهر الشريف
- الجامع الأزهر
- الجمعيات الأهلية
- الحمد لله
- الدول العربية
- الصم والبكم
- الصور التذكارية
- الفترة الأخيرة
- اللغة العربية
- أذان الظهر
- الأزهر الشريف
- الجامع الأزهر
- الجمعيات الأهلية
- الحمد لله
- الدول العربية
- الصم والبكم
- الصور التذكارية
- الفترة الأخيرة
- اللغة العربية
- أذان الظهر
- الأزهر الشريف
- الجامع الأزهر
- الجمعيات الأهلية
- الحمد لله
- الدول العربية
- الصم والبكم
- الصور التذكارية
- الفترة الأخيرة
- اللغة العربية
- أذان الظهر
- الأزهر الشريف
- الجامع الأزهر
- الجمعيات الأهلية
- الحمد لله
- الدول العربية
- الصم والبكم
- الصور التذكارية
- الفترة الأخيرة
- اللغة العربية
هو يوم من أيام عيد الأضحى داخل حي الحسين بالقاهرة، الشوارع شبه خالية عكس العادة، الزحام في زوال، هدوء يتصدر المشهد أمام شارع المعز لدين الله الفاطمي والغورية ومسجد الحسين، وأخيرًا إلى الجامع الأزهر، والذي انتشرت حوله قوات الأمن على غير المعتاد، وفي ظل اختفاء بعض المتسولين.
يرتكز المقرئ على كرسيه، وتُسلط عليه أضواء كاميرات التليفزيون، ويتجمع حوله منتظرو الصلاة، ودائمًا ما يعملون على تشجيعه أثناء التلاوة، وبالنظر إلى يسار المقرئ تجد شخصا أسمر اللون، يرتدي زيا بسيطا، وما أن يسمع "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" يبدأ في تحريك يديه باستمرار، وبانتهاء آية والشروع في الأخرى يستمر في عمل الحركات، وإذا به يجذب انتباه مجموعة من الصم والبكم، والجالسين بين أربعة أعمدة هي مساحتهم داخل المسجد العريق.
يُنهي المقرئ تلاوته العطرة، ويهم من على كرسيه إلى القبلة، حيث يرفع أذان الظهر، وبعدها بدقائق، وبصعود خطيب المسجد درجات المنبر، يرفع أذان صلاة الجمعة، بعد إلقاء التحية "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، بينما يستمر الشخص في تحريك يديه جاذبًا انتباه فئة قليلة إليه.
يُنهي الحضور صلاة السنة، ويبدأ خطيب المسجد في إلقاء خطبته، ويستمر الشخص في تحريك يديه دون انقطاع، ويزداد عدد المنتبهين إليه بمرور الوقت، وبعد دقائق يدخل محافظ القاهرة إلى الجامع الأزهر لحضور الصلاة، ويفسح له الجميع مكانًا في الصف الأول بالرغم من أنه آخر من حضر، وسط متابعة الجميع لهذا المشهد، لكن تظل المجموعة المنتبهة منعزلة عن الجميع، باستثناء الشخص، إلى أن يحين وقت صلاة ركعتي الجمعة خلف الإمام.
هو المحامي محمود فتحي، مترجم لغة إشارة، دخل في مجال ترجمة لغة الإشارة منذ 6 سنوات، تعلم اللغة وأصبح أهلا للتعامل مع فئة الصم والبكم، إضافةً إلى تكريس وقته ومجهوده في مجال المحاماة لخدمة نفس الفئة، لمنع الصم والبكم من التعرض لاستغلال محامين آخرين، فهو محامٍ ومترجم في آن واحد.
"الاتفاق كان مع المجلس القومي لشؤون الإعاقة والأزهر الشريف كمان"، هكذا بدأ محمود فتحي حديثه، وأكمل "الاتفاق جرى على وجود مترجم واحد فقط للغة الإشارة لخطبة الجمعة، وإن شاء الله مع زيادة عدد الصم والبكم اللي بيحضروا هيتم زيادة عدد المترجمين، وأنا أتمنى كده، وبردو بتمنى يكون في ترجمة للدروس الدينية للغة الإشارة كذلك".
يتجه فتحي إلى مجموعة الصم المتواجدة داخل المسجد، ويردف "الفئة دي ليهم حق علينا في إننا نوصل لهم الدين، لأنهم يوم القيامة هيقتصوا منا، ولازم يكون ده بدعم من الحكومة والمؤسسات الدينية"، وأكمل "لازم الدين يوصل لهم عشان نحميهم من موجة التطرف والتحريف في الدين واللي انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، عشان نحميهم من الاستقطاب باسم الدين".
يخرج الحضور من المسجد في هدوء، وكذلك المحافظ، ولا يتبقى سوى الوافدين من الخارج، وملتقطي الصور التذكارية، وأخيرًا محمود فتحي، والذي وقف مع مجموعة الصم والبكم الحاضرة بالمسجد، ومن هنا بدأ الحديث معهم، معرفًا باسم كل واحد منهم، وينتابهم فرح شديد من الاهتمام بهم وحضورهم بالمسجد العتيق، ويبدأ كل فرد من الحديث على لسان مترجمهم محمود فتحي.
"أول مرة أدخل المسجد، الجمعة اللي فاتت كنا معزولين في الرواق التركي"، هكذا بدأ كرم حديثه على لسان محمود فتحي، وأكمل "التواجد داخل المسجد هنا أفضل بكتير من الرواق التركي، وكمان اللي مركب سماعة يقدر يسمع، وده عكس هناك في الرواق"، وعن سؤاله عن وجود مخاوف من مضايقات من جانب الحضور، يقول "عادي جدا محدش ضايقنا، وإحنا جايين هنا لوجه الله وابتغاء للعلم، وهدفي هو فهم الدين والتوعية".
ويستمر كرم "أنا بحب آجي الأزهر هنا دون باقي المساجد لأنه منبر العلم والعلماء، وكمان هتعلم السنة دون التخريف اللي ممكن يبقى موجود في أي مسجد آخر، بالرغم من أن في مساجد تانية فيها مترجمين"، وأردف "الأمر مبقاش مقتصر على صلاة الجمعة فقط، وكمان صلاة العيد زي ما حصل، وحسيت بانشراح لترجمة خطبة العيد، ودي كانت أول مرة تحصل في حياتي، وإن شاء الله الدروس الدينية في المستقبل تبقى مترجمة كمان".
ويُنهي كرم حديثه متمنيًا انتشار الترجمة في كل المساجد، وليس الأزهر فقط، ومن كرم يتحول محمود فتحي إلى محمد، وهو شاب في العشرينات من عمره، والذي ترك محافظته الأم، الشرقية، لفهم خطبة الجمعة بالجامع الأزهر.
"بالرغم من وجود مترجمين للغة الإشارة في الشرقية إلا إني بفضل آجي هنا"، هكذا بدأ محمد حديثه على لسان مترجمه، وأردف "كل خطوة بخطوها لهنا فيها ثواب، لأن في النهاية الأزهر مكان كبير ومنبر للعلم، وأتمنى كل الصم ييجوا هنا"، إلا أن سامي، من فئة الصم والبكم، يقطع حديثه، ويقول على لسان المترجم محمود فتحي "أنا بفضل الأزهر للعلماء اللي فيه والتعليم، ده غير إن الأزهر مسجد كبير، والضوء هيتسلط على الصم والبكم من جانب وسائل الإعلام من خلاله".
وبعد انتهاء سامي من عبارته يعود محمد مرة أخرى ليكمل حديثه :"اتمنى في كل محافظة يكون في مسجد كبير، ويتواجد في المسجد ده مترجم لغة إشارة، عشان كل الصم اللي في المحافظة يتجمعوا فيه، لأن في مساجد كتير بيبقى فيها صف واحد، وكده هيتشتت الصم في كذا مسجد"، وعن سؤاله عن سفره المتكرر من محافظة الشرقية إلى القاهرة للصلاة في الجامع الأزهر، يقول محمد "أنا بوصل من الشرقية للقاهرة في ساعة واحدة، والأزهر مسافته قريبة مني جوا القاهرة، يدوبك بركب المترو وآجي على هنا على طول، وأهلي مش بيخافوا عليا من كده، بالعكس أنا بحب أبقى اجتماعي وسط الناس وبنبسط بكده"، وينهي حديثه حول صلاة العيد قائلاً "أول مرة أفهم صلاة العيد، وفي الشرقية مكنش في مترجمين لخطبة العيد نهائي، والعيد ده أول مرة أفهم الكلام وكنت سعيد جدًا".
وبانتهاء محمد من حديثه يعود محمود فتحي مرة أخرى ليلتقط طرف الحديث، فيبدأ من جديد قائلاً "لغة الإشارة بتختلف من دولة للتانية، يعني مثلا في أوروبا تختلف عن هنا في مصر، أما في الدول العربية فلغة الإشارة واحدة"، ويعود للحديث عن الصم "انا الحمد لله عملي كمحامي مش مأثر على عملي كمترجم للغة الإشارة، حتى مكرس وقتي في عمل المحاماة لخدمة الفئة دي، وربنا هيحاسبنا إحنا ليه ما ساعدناش الناس دي، الناس دي بالغة وعاقلة لكن بتتعامل بالإشارة".
وأردف فتحي قائلاً "اكتسبت ثقة كبيرة الحمد لله كوني محامي عن تلك الفئة ومترجم لهم، وربنا وفقني في المجال ده وفتحلي أبواب كتير لأن نيتي كانت لله عز وجل فقط، إنما لو حد دخل المجال ده لمطامع شخصية فمش هيتوفق"، وأنهى فتحي حديثه "نفسي أشوف لغة الإشارة دي منتشرة في المصالح الحكومية، لأن صم كتير لما بيروحوا أي مصلحة مش بيعرفوا يتعاملوا مع الوضع، ده غير إني بتمنى إن لغة الإشارة دي تبقى اللغة التانية بعد اللغة العربية، عشان نعرف نتواصل مع الفئة دي، واللي حابب يتعلم يقدر يروح نقابة المترجمين وبردو الجمعيات الأهلية بتعلم اللغة دي".
وبانقضاء الحديث يعود فتحي للحديث مع مجموعة الصم مرة أخرى، يتحاورون ملوحين بأيديهم، يضحكون، والكل في اندهاش من لغة التحاور بينهم، ويتمنون لو يعرفون ما يدور في تلك الحلقة بين الأفراد والمترجم.
- أذان الظهر
- الأزهر الشريف
- الجامع الأزهر
- الجمعيات الأهلية
- الحمد لله
- الدول العربية
- الصم والبكم
- الصور التذكارية
- الفترة الأخيرة
- اللغة العربية
- أذان الظهر
- الأزهر الشريف
- الجامع الأزهر
- الجمعيات الأهلية
- الحمد لله
- الدول العربية
- الصم والبكم
- الصور التذكارية
- الفترة الأخيرة
- اللغة العربية
- أذان الظهر
- الأزهر الشريف
- الجامع الأزهر
- الجمعيات الأهلية
- الحمد لله
- الدول العربية
- الصم والبكم
- الصور التذكارية
- الفترة الأخيرة
- اللغة العربية
- أذان الظهر
- الأزهر الشريف
- الجامع الأزهر
- الجمعيات الأهلية
- الحمد لله
- الدول العربية
- الصم والبكم
- الصور التذكارية
- الفترة الأخيرة
- اللغة العربية