«جين بينج» المتهم دائماً

كتب: مروة مدحت

«جين بينج» المتهم دائماً

«جين بينج» المتهم دائماً

ما إن وطئت قدما «جين بينج»، رئيس الصين، أرض «نيويورك» حتى انطلقت ضده مظاهرات حاشدة من دعاة حقوق الإنسان فى الولايات المتحدة الأمريكية. رئيس الصين الذى أسهم فى تحول الصين من دولة تعتمد على المساعدات الدولية إلى دولة تُغرق أسواق العالم بجميع أنواع المنتجات الصناعية، ليس مجرد فرد من أفراد «الحزب الشيوعى الصينى» الذى قادته الصدفة للدخول به، بل هو نجل أحد الثوار الصينيين الذين ناضلوا من أجل فرض النظام الشيوعى فى بلادهم، فإنه الآن وبعد أن أصبح أول رئيس صينى وُلد فى عصر النظام الشيوعى الحاكم للصين، يسعى إلى التعاون مع أكبر دولة فيدرالية مناهضة للنظام الشيوعى.

الرئيس الصينى «شى جين بينج» هو الرئيس السابع لجمهورية الصين الشعبية، الذى بدأ زيارته إلى الولايات المتحدة أمس الأول، للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعددت الاتهامات الأمريكية ضده منذ توليه الحكم، وتُعد أبرز هذه الاتهامات وأكثرها شهرة حتى الآن، هى الاتهامات الأمريكية للصين فى قضايا التجسس والقرصنة الأمريكية، فدائماً ما توجد اتهامات متبادلة بين البلدين فى هذه القضية، حيث اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية أواخر العام الماضى الصين فى قضية قرصنة شركة «سونى» التكنولوجية، لكن عدلت عن هذا الاتهام وتم اتهام كوريا الشمالية فى هذه القضية.

مرت أشهر قليلة وتجددت الاتهامات الأمريكية للصين، حيث اتهمتها بقرصنة بيانات نحو أربعة ملايين موظف فيدرالى حالى وسابق. اتهامات التجسس ليست من طرف واحد، فمنذ أيام قامت السلطات الصينية أيضاً بإلقاء القبض على سيدة أعمال أمريكية واتهمتها بالتجسس، كما اتهمت الولايات المتحدة الصين بعرقلة عمل المستثمرين الأمريكيين. ولم تقتصر الخلافات على الاتهامات بالتجسس فقط، فهناك الملف الأبرز لدى الولايات المتحدة الذى كثيراً ما تستخدمه ضد البلدان، وهو ملف حقوق الإنسان، لكن الوضع مختلف بالنسبة للصين، فعندما تتأجج الصراعات بين الحكومتين تسعى الولايات المتحدة إلى إبراز أهم سقطات حقوق الإنسان للرئيس الصينى، وعندما تهدأ عاصفة المشاحنات «الأمريكية - الصينية» تعود الأمور إلى نصابها الصحيح ولا أحد يلتفت إلى تجاوزات حقوق الإنسان بالصين.

ومع تزايد الخلافات بين «واشنطن» و«بكين» بشأن النزاعات فى بحر جنوب الصين والقرصنة المعلوماتية وسرقة أسرار الشركات الأمريكية والممارسات التى توصف بـ«المجحفة» ضد المستثمرين الأمريكيين فى الصين، أصبح أمام «شن» -المولود فى 15 يونيو 1953 والمنتمى إلى قومية «هان من فوبينج» بمقاطعة شنشى فى شمال غربى الصين- الكثير من المهام الصعبة خلال تلك الزيارة المهمة، وأصبح فرضاً على العضو بمجموعة أبناء النخبة الحزبية «الأمراء الحمر» محاولة تنقية الأجواء بينه وبين الولايات المتحدة، لتخفيف ضغوط جمعيات حقوق الإنسان عليه.

 


مواضيع متعلقة