"التعويض" لأهل سيناء.. جزاء من جاور الحدود الدولية

كتب: سلوى الزغبي

"التعويض" لأهل سيناء.. جزاء من جاور الحدود الدولية

"التعويض" لأهل سيناء.. جزاء من جاور الحدود الدولية

سكنوا الحدود لتعميرها، مشكلين دروعا بشرية سلميا أمام المعتدين، ويهجرون المنطقة ذاتها بعدما استطونتها جماعات إرهابية اتخذت من أهلها جدارا فاصلا بينهم وبين قوات الأمن، وبين المكوث والإخلاء رافق مصطلع "التعويض" أبناء سيناء.

ما يقرب من عام مضى، وتحديدا في مقتبل شهر أكتوبر من العام 2014، أقر مجلس الدفاع الوطني عقب العملية الإرهابية التي استهدفت النقطة العسكرية في كرم القواديس إجراءات أمنية، إلى جانب إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي الطوارئ في شرق شمال سيناء، والذي ترتب عليه قرار القوات المسلحة بإخلاء الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وبدأت عمليات إزالة المنازل المتاخمة للشريط الحدودي بعمق 500 متر وبطول 14 كيلومترا لمنع تدفق الإرهابيين.

صدر في 24 أكتوبر 2014 قرار رئيس الجمهورية رقم 366 لسنة 2014 بشأن إعلان حالة الطوارئ بمنطقة محددة من غرب العريش وحتى خط الحدود الدولية برفح مع حظر التجوال بتلك المنطقة، وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى في 29 أكتوبر 2014 بموجب قرار السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 1957 لسنة 2014.

"الاستبدال بقطعة أرض، أو شقة بديلة، أو مبلغ مالي".. الخيارات الثلاثة التي أُتيحت لأهالي سيناء وكان التعويض الذي أرضته الحكومة حينها، وفقا لما قاله محافظ شمال سيناء، اللواء عبدالفتاح حرحور، وتم التشاور مع السكان المحليين بالمناطق السكنية المتاخمة للحدود الدولية مع قطاع غزة، وإجراء استطلاعات للرأي بشأن رغبتهم في أسلوب الحصول على التعويض المناسب.

أبدى غالبية السكان رغبتهم في الحصول على تعويض مادي عن المنشآت والأرض مقابل مطالبة آخرين بأرض ومسكن بديل بالمدن الجديدة، وتم تشكيل لجان لصرف التعويضات ولجان للتظلمات والشكاوى بموجب قرارات السيد محافظ شمال سيناء رقم 212 ورقم 29 لسنة 2014.

"عندما يخرج أهالي سيناء من بيوتهم لازم نعوضهم التعويض المناسب، ولن ننسى لهم هذه التضحية".. وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته على هامش المناورة التعبوية "بدر 2014"، ساعتها، وأكد أنه سيقوم بتعويض أهالي سيناء بملايين الجنيهات وقد تصل التعويضات إلى مليار جنيه.

وبعد عام، عاد أهل سيناء إلى خيار "التعويض" عن إخلاءهم لمنازلهم، حيث أعلن مجلس الوزراء تبنيه خطة شاملة لمكافحة الإرهاب في مثلث "رفح ـ الشيخ زويد ـ العريش" بشمال سيناء، في ظل تمدد وانتشار العناصر والتنظيمات الإرهابية بدول المنطقة، وقدرة المقاتلين الأجانب على التسلل عبر الحدود، وبالتالي تعمل الحكومة على تقديم نظام دقيق للتعويضات للمتضررين من نتائج الحملات الأمنية وأعمال المواجهة مع العناصر الإرهابية.


مواضيع متعلقة