من "البحر" إلى "الشيخ زويد".. قصة إحباط أخطر عمليات إرهابية في سيناء

08:35 م | الثلاثاء 01 سبتمبر 2015

تقترب السيارة التي يقودها رجل ذو بشرة سمراء وجلباب أبيض نحو الارتكاز الأمني المتواجد أمام تقاطع شارع "النافورة" مع "شارع البحر" بدائرة قسم شرطة ثالث العريش، لم يمتثل قائد السيارة "الانتحاري" لتعليمات قوات الأمن بالوقوف لتفتيشه، مطلقًا الأعيرة النارية على الكمين، والذي رد عليه بالمثل واستطاع أن يصيبه، ويحبط عملية إرهابية كادت أن تحصد أرواح العشرات من الأبرياء من المواطنين ورجال الأمن.

شارع البحر الذي يبدو هادئًا لا يعكر صفوه ولا يزعج صوت ارتطام أمواج البحر القريبة منه إلا عبوات ناسفة تستهدف قوات الأمن من وقت لآخر، كان شاهدًا على إحباط هذه العملية التي وقعت صباح أمس، وأعادت للأذهان علميات إرهابية كبرى استطاعت قوات الأمن إحباطها في شمال سيناء خلال الفترة السابقة.

آخر هذه العمليات التي أحبطها الجيش هي تلك التي حدثت، تزامنًا مع شروق شمس يوم الأربعاء الأول من شهر يونيو، على مدينة الشيخ زويد، واستيقظ الأهالي هناك على أصوات انفجارات، أعقبها أصوات تبادل إطلاق نار، نتيجة مهاجمة عناصر من "أنصار بيت المقدس" الإرهابيين، عددًا من الحواجز الأمنية في المدينة، وبادر العميد محمد سمير المتحدث العسكري، بنشر بيانًا أكد فيه أن القوات المسلحة استطاعت تصفية 22 عنصرًا إرهابيًا في الهجوم الذي وقع صباح اليوم، فيما استشهد وأصيب 10 من أفراد الجيش.

استمرت الاشتباكات في هذا اليوم حتى غروب الشمس، والحصيلة كانت أكثر من مائتي جثة ملقاة في شوارع الشيخ زويد لعناصر من جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابي، هي نهاية هجوم فاشل شنته العناصر الإرهابية على عدد من الأكمنة، وكان هدفها هو السيطرة على مدينة الشيخ زويد بالكامل، كما نجحوا في تدمير كميني السدرة وأبورفاعي، واستشهد عدد من قوات الجيش هناك بلغ عددهم 17، بحسب ما أعلن المتحدث العسكري وقتها.

وفي مارس 2015، استيقظ سكان حي المساعيد بمدينة العريش على صوت دوي انفجار هائل، وتصاعدت ألسنة اللهب من ناحية معسكر قوات الأمن المجاور للحي السكني والملاصق لجامعة سيناء، وسادت حالة من الفزع والرعب وسط الأهالي الذين تزامنت صيحاتهم مع أصوات سيارات الإسعاف التي هرعت إلى المكان.

خرج بعدها بيان المتحدث باسم وزارة الداخلية، ليعلن أن قوات الشرطة تصدت لمحاولة استهداف معسكر الأمن، وذلك عندما استقل انتحاري سيارة مياه بها مواد متفجرة، وحاول أن يخترق المعسكر، إلا أن رجال القناصة كانوا على يقظة، ووقفوا له بالمرصاد، وصدوه قبل وصوله إلى مقر المعسكر، وأسفرت الحادثة عن إصابات طفيفة في صفوف القوات.

قرية الجورة بالشيخ زويد هي الأخرى، كانت شاهدة على محاولات إرهابية أفشلها الأمن هناك، ففي فبراير الماضي، استقل انتحاري سيارة فنطاس محملة بكمية كبيرة من المواد المتفجرة لمحاولة اقتحام كمين الجورة جنوب الشيخ زويد، إلا أن قوات الجيش أطلقت النار تجاهه، ما أدى إلى مقتله وانفجار السيارة، كما تعرضت كمائن "ولي لافي وسيدوت وحق الحصان" بمدينة رفح لمحاولتي استهداف من قبل الإرهابيين مستخدمين سيارات دفع رباعي وتوجيه قذائف صاروخية للكمائن من عدة اتجاهات، إلا أن قوات الجيش تصدت للمحاولتين وأفشلت مخططهم بعد اشتباك عنيف مع المهاجمين استمرت لساعة كاملة.

وأحبطت قوات الجيش، في منتصف مارس الماضي، محاولة إرهابية لتفجير رتل عسكري مشارك في الحملات الأمنية لضرب بؤر الإرهاب بقرية العبيدات جنوب الشيخ زويد، وعثر خبراء المفرقعات من خلال أجهزة حديثة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، على نفق صغير أسفل طريق قرية العبيدات، تبين أنه ملغوم بـ200 كيلو من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، وأطلقت قوات الجيش القذائف عن بعد على النفق الملغوم حتى تم تفجيره، وتأمين الطريق بالكامل لعبور الرتل العسكري.